الأربعاء، 5 مايو 2010

قضية الجمباز .. من مطاردات البوليس الناميبى إلى التحقيقات فى مصر


تقدم عمرو السعيد، رئيس اتحاد الجمباز، بمذكرة إلى الدكتور مفيد شهاب، وزير المجالس النيابية والشؤون القانونية، ضد التحقيقات التى فتحها المجلس القومى للرياضة معه وأعضاء مجلس إدارته حول قضية الإساءة لسمعة مصر فى الخارج بعد إدانة تقرير السفارة المصرية فى ناميبيا للبعثة المصرية التى شاركت فى بطولة أفريقيا للجمباز خلال الفترة من ٢٨ فبراير وحتى ١٣ مارس الماضى، وطالب السعيد فى شكواه بضرورة تحويل القضية إلى النيابة العامة للتحقيق فيها لإظهار الحقيقة أمام الرأى العام.
كانت السفارة أرسلت تقريراً لوزارة الخارجية المصرية، حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منه، تدين فيه رئيس الاتحاد والبعثة، بعد أن قام مسؤولو الاتحاد الناميبى بإبلاغ الشرطة لإيقاف البعثة المصرية فى طريقها من الفندق إلى مطار وندهوك عاصمة ناميبيا بسبب عدم دفع تكاليف الإقامة، مما كاد يتسبب فى الإساءة لسمعة مصر وإمكانية تعرض أعضاء البعثة المصرية للحبس داخل قسم الشرطة، فضلاً عن معاناة البعثة وتحملها تكاليف إضافية بعد تأخرهم عن السفر فى الموعد المحدد.
وشكك السعيد فى خطابه للدكتور شهاب فى مصداقية تقرير السفارة، مشيراً إلى أنه يحتوى على العديد من المغالطات والالتواءات عما حدث فى ناميبيا.
وأوضح السعيد أن أول ملاحظة على التقرير تكمن فى أنه يحمل توقيع عمر الرفاعى، الملحق الدبلوماسى للسفارة، وليس السفير المصرى، مشيراً إلى أن السفير هادى التونسى، سفير مصر فى ناميبيا، لم يلتق البعثة أثناء وجودها فى ناميبيا على الإطلاق، وحتى الملحق الدبلوماسى الذى قال فى تقريره إنه منح رقم تليفونه المحمول للدكتورة هالة سلامة، نائبة رئيس الاتحاد، لم يقم أيضاً بالاتصال بالبعثة، وإنما كانت هى من تتصل به دائماً لحل مشاكل البعثة.
وأشار السعيد إلى أن التقرير تضمن قلباً للحقائق بداية من تأكيد السفارة للاتحاد على وجود رحلات يومية إلى «والفيش باى»، التى أقيمت بها البطولة، فى حين أن الرحلات لمدة ثلاثة أيام فقط، وثلاثة أيام أخرى لرحلات محدودة كانت كاملة العدد، مما تسبب فى استكمال البعثة للمجموعة الأولى عن طريق النزول فى وندهوك.
وحول ما جاء فى التقرير من أن الملحق الدبلوماسى قام بزيارة البعثة فى «والفيش باى»، أكد السعيد أن هذه الزيارة حدثت بالفعل، وكانت لمدة ثلاث دقائق فقط فى «الجراج» الخاص بالملعب التقى خلالها معها، ولكنه لم يقدم أى تسهيلات مع وجود أزمة فى سوء التنظيم من قبل اللجنة المنظمة.
وقال: يوم المشكلة الرئيسية عندما اعترضتنا الشرطة الناميبية ذكر التقرير واقعة مغايرة لما حدث، وكل ما فى الأمر أننا خرجنا من الفندق بعد دفع الحساب الزائد الذى استخدمناه مع وعد للجنة المنظمة بدفع تكاليف الإقامة عند العودة إلى مصر مباشرة، خصوصاً أن بقية أعضاء الوفد المصرى مازالوا موجودين لمشاركة فريق الترامبولين فى المنافسات،
وبالتالى لم يحدث أننا هربنا من الفندق دون دفع تكاليف الإقامة كما أشار التقرير، وكل ما فى الأمر أن رئيسة الاتحاد الناميبى للجمباز تكره دول الشمال الأفريقى «مصر والجزائر والمغرب وتونس» على اعتبار أن هذه الدول تحصل على دعم حكومى ولديها موارد مالية، وبالتالى يجب استغلالها بدليل أنها فرضت دفع ٥٥ يورو عن كل لاعب مصرى مشارك فى البطولة فى الليلة الواحدة فى حين أن اللوائح تنص على دفع ٥٠ دولاراً فقط، وحصلت على صورة من فاتورة الاتحاد الجنوب أفريقى كمثال ودفعت عن كل لاعب ٥٠ دولاراً، وبالتالى تقدمنا بشكوى ضدها إلى الاتحاد الدولى.
وأضاف: عندما خرجنا فى طريقنا للمطار فوجئنا بالشرطة تلاحقنا بعدما يقرب من الثلاث ساعات فى الطريق إلى وندهوك فنزلت معى ياسمين سمير رئيسة بعثة الجمباز الفنى «بنات» ولم تنزل أى لاعبة من الأتوبيس وبعد مناقشات ذهبنا إلى قسم الشرطة ولكن لم ينزل أى فرد من الأتوبيس وحاولت الاتصال بالسفارة إلا أن الملحق الدبلوماسى كان يخبرنى فى كل مرة أنه يجرى اتصالاته دون أن تسفر عن جديد، وعندها دخلت إلى القسم للاستفسار عن سبب منعنا من استكمال الرحلة فقالت إننا لم ندفع ثمن الإقامة فطلبت منها الاتصال بالفندق لسؤاله هل قام بشكوانا لعدم دفع التكاليف فأفاد بالنفى، فقامت الشرطة بالاتصال برئيسة الاتحاد الناميبى صاحبة البلاغ فقالت إنها ستحضر نيابة عن اللجنة المنظمة لتحرير محضر،
وبعد ساعتين ونصف لم تحضر فدخلت القسم وهددت بعمل محضر ضد الحكومة الناميبية، خصوصا أن معى جوازات سفر لخمس جنسيات من أعضاء البعثة، فخافت المسؤولة فى القسم وقامت بالإفراج عنا، فقمت بتحرير محضر فى القسم لإثبات تأخرنا وإثبات ما حدث وتسبب فى تأخيرنا عن الطائرة.
وانتقد عمرو السعيد ما ذكره التقرير بفشل محاولات السفير هادى التونسى فى إقناع أى من رئيس الاتحاد الناميبى ووزيرة الداخلية ومفتشى أقسام الشرطة بالسماح للبعثة بالمغادرة، وأن ما ذكره من أنه عرض حلولاً للسماح للبعثة بأن تتعهد السفارة بدفع المبلغ غير صحيح لأن السماح للبعثة بالرحيل جاء بعد المناقشات مع مسؤولى القسم من قبله ورئيسة البعثة، كما ذكر التقرير فشل السفير فى محاولة لحاق البعثة بالطائرة عن طريق مخاطبة جنوب أفريقيا فى وندهوك.
وأكد رئيس اتحاد الجمباز أنه بعد إنهاء الأزمة فى الشرطة بعث رسالة من هاتفه إلى الملحق الدبلوماسى لمقابلته فى المطار، عكس ما ذكره التقرير من أنه توجه من تلقاء نفسه، وسلمه ٨٣٠٧ يوروهات وحصل منه على إيصال بالمبلغ على ألا يتم دفعها مباشرة إنما لإثبات حسن النوايا إلا أن الملحق الدبلوماسى قام بدفعها للاتحاد الناميبى مباشرة، استمرارا لمسلسل تكذيب البعثة وتجاهل أنه من الضرورى أن يكون فى مساعدتنا نحن وليس السلطات الناميبية.
وأوضح السعيد فى خطاب إلى المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة أنه بدلا من أن يتم تكريم البعثة بعد الفوز بـ٥٧ ميدالية، واكتساح البطولة بأكملها، قام المجلس بالتحقيق مع الاتحاد واللاعبين، رغم أن الاتحاد تحمل من النفقات الشخصية تكاليف الرحلة بعد تأخر المجلس عن دفع ٧٥٠ ألف جنيه ميزانية البطولة مما هددهم بعدم سفر الفريق، وأكد أن مدير الشؤون القانونية ارتكب أكثر من خطأ فى التحقيق مع الاتحاد أولها استدعاؤه لفتيات قصر وذويهن دون سند قانونى مما دفع هؤلاء الفتيات للشكوى إلى السيدة سوزان مبارك راعية الطفولة فى مصر، وعدم اشتمال الاستدعاءات المرسلة على سبب الاستدعاءات، وعدم وجود أى مستندات مرفقة مع الاستدعاء للرد عليها.
وطالب بضرورة حفظ التحقيق فى تقرير الخارجية بعد تقديم المستندات التى تنفى ما ورد فيه، أو إحالة الأمر لمستشارى مجلس الدولة بسبب عدم حيادية مدير الشؤون القانونية


المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق