الأحد، 2 مايو 2010

الخوف من الرقابة يجبر مؤلف "شعوب مستعملة" على تسمية أمريكا "دولة إنقاذ"



بعد مرور حوالى ٧ سنوات على الحرب الأمريكية على العراق، وتمزق الشعب العراقى منذ قيام الحرب وحتى الآن، ورغم تجاهل البيت الفنى للمسرح تجسيد هذه المأساة على المسرح، قدمت فرقة «الغجر»، إحدى فرق المسرح المستقلة، بالتعاون مع مسرح الهناجر، مسرحية «شعوب مستعملة»، تأليف سيد فؤاد، وإخراج عزة الحسينى، وبطولة عدد من الوجوه الشابة، منهم محمد رضوان ومحمد فاروق وسيد عبدالخالق وإيناس حسن.
ورغم أن أحداث العرض لم تتجاوز ساعة، فإن المؤلف استطاع أن يضع يده على المأساة التى يعيشها الشعب العراقى طوال السنوات الماضية بشكل كوميدى ساخر.. وليهرب من مقص الرقابة استخدم اسم دولة «الإنقاذ» بدلا من أمريكا، و«شعوب مستعملة» بدلاً من العراق.
بدأت المسرحية باجتماع فى بيت رئاسة دولة الإنقاذ، لبحث سبل تعويض نقص ثروات البلد من البترول، وهو الاجتماع الذى انتهى باتخاذ قرار بشن حرب على دولة «شعوب مستعملة»، بحجة وجود أسلحة نووية، وإنقاذ العالم من خطر هذه الدولة التى أصبحت معقلا للإرهاب.
هاجم العرض الصمت العربى تجاه ما يحدث فى العراق، وذلك عندما طلب مواطن من دولة «شعوب مستعملة» مساعدة أشقائه: السودانى والسورى والمصرى، فرفضوا إنقاذه، ولم يغفل العرض سجن أبوغريب، وتعرض العراقيين فيه لأبشع أنواع التعذيب على يد الجيش الأمريكى، بعدما قتل منهم ٧٠٠ جندى، كما ألقى العرض الضوء على الجندى الأمريكى الذى كان يرفض الحرب، وذلك فى المشهد الذى ظهر فيه جندى أمريكى يتصل بأهله تليفونيا ويقول: «أنا مش عايز أموت.. أنا عايز أرجع.. هما ضحكوا على وأغرونى بمرتب كبير علشان أحارب».
وأكد العرض أن الشعب المحتل أصبح متسولاً لا يجد قوت يومه، ويتمنى الموت للهروب من الواقع، بعدما نهب الاحتلال كل ثرواته. وفى نهاية المسرحية، ظهر تقرير هيئة الطاقة الذرية الذى أكد عدم وجود أسلحة دمار فى دولة «شعوب مستعملة»، رغم أن رئيس دولة «الإنقاذ» عقد مؤتمراً صحفياً أكد فيه وجود أسلحة دمار شامل فى الدولة المحتلة، مما دفع أحد الصحفيين إلى ضربه بالحذاء، كما حدث من قبل فى الواقع بين الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش والصحفى العراقى منتظر الزيدى.
سيد فؤاد مؤلف المسرحية أكد أن اتفاقية السلام مع إسرائيل وعلاقة الصداقة الجيدة بين مصر وأمريكا لم تمنعانا كفنانين من انتقاد سياستها على خشبة المسرح، وقال: «لا أعرف سبب تجاهل معاناة الشعب العراقى.. وتجهيل أمريكا والعراق فى المسرحيه لم يؤثر على الهدف من تقديمها، فأحداث المسرحية واضحة».
وأوضح فؤاد عدم اعتراض الرقابة على مشهد ضرب بوش بالحذاء إلا أنه تم تجهيل اسمه واستخدام اسم «مستر يو» بدلا منه، وقال: «العراق لايزال يعانى من الاحتلال ولم تحقق أمريكا الديمقراطية التى ادعت تحقيقها، وتجاهل الدول العربية لما حدث فى العراق من الممكن أن يتكرر فى أى دولة عربية تجرؤ على الوقوف أمام السياستين الأمريكية والإسرائيلية وما تفعلانه فى الشرق الأوسط».


المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق