الثلاثاء، 4 مايو 2010

فيلم المسافر‮ ‬طرح السؤال .. ‬من‮ ‬يدير وزارة الثقافة


التنظيم وغياب‮ ‬الجمهور والنجوم‮ ‬يكتب شهادة وفاة المهرجان القومي‮ ‬للسينما


الازمة الحقيقية التي‮ ‬تواجهها مصر هي‮ ‬العشوائية التي‮ ‬تسير كافة امور الحياة علي‮ ‬ارض هذا الوطن بدون تدخل من جهة او هيئة ما لتنظيم او اعادة تنظيم المجتمع الذي‮ ‬انفلت لدرجة تهدد كل ما نباهي‮ ‬به من حضارة وريادة لم‮ ‬يعد لها وجود حقيقي‮ ‬علي‮ ‬ارض الواقع‮.‬ وتدخل معظم المهرجانات السينمائية المصرية في‮ ‬دائرة العشوائية التي‮ ‬تؤدي‮ ‬لتحولها إلي‮ ‬كيانات هزلية لا تخدم الصناعة بقدر ما تخدم القائمين عليها بتحقيقهم ماديا ومعنويا،‮ ‬والعلاقات الشخصية تكفي‮ ‬لتسيير حملات الاشادة بمهرجانات لا تجني‮ ‬منها اكثر من زيادة معدل إهدار المال العام‮.‬ والدورة السادسة عشرة والاخيرة للمهرجان القومي‮ ‬للسينما المصرية التي‮ ‬اختتمها وزير الثقافة مؤخرا تعلن ضمنيا عن وفاة المهرجان القومي‮ ‬بعد‮ ‬غيبوبة استمرت لسنوات فبعيدا عن كثير من جوائز المهرجان التي‮ ‬تلية باستفتاء احد برامج القنوات الفضائية مع احترامنا للاسماء الكبيرة التي‮ ‬شاركت في‮ ‬لجنة التحكيم وعلي‮ ‬رأسها المخرج توفيق صالح وبغض النظر عن قيمة الجوائز الهزيلة التي‮ ‬استطاع ممدرح الليثي‮ ‬مضاعفتها بإحراج وزير الثقافة فاروق حسني‮ ‬علي‮ ‬خشبة المسرح الكبير قد تختلف مع الليثي‮ ‬في‮ ‬اتهامه للأفلام المدعومة بانها لا ترتقي‮ ‬للمستوي‮ ‬الفني‮ ‬الذي‮ ‬يؤهلها لخوض‮ ‬غمار المهرجانات السينمائية والحصول علي‮ ‬جوائزها لان جوائز المهرجانات تخضع لمعايير تنبع من مرجعية وثقافة اعضاء لجان تحكيمها‮.‬ كما ان المهرجان لم‮ ‬يضم من الافلام المدعومة الا قيلم‮ »‬عصافير النيل‮« ‬وفيلم‮ »‬المسافر‮« ‬الذي‮ ‬اكد تخبط وزارة الثقافة بعد ان استفاقت من‮ ‬غيبوبتها فاكتشفت ادراج فيلمها ضمن جدول المهرجان ثم ادركت ان اللجنة قد تتهم بالتحيز للفيلم المنتج من قبلها لتعمل علي‮ ‬اثارة جدل‮ ‬غير مبرر بسحب الفيلم قبل عرضه بيومين وهي‮ ‬حجة ساذجة لانها تشير إلي‮ ‬اتهام ضمني‮ ‬للجنة التحكيم بانها لجنة‮ ‬غير نزيهة او مستقلة عن الجهة المنظمة للمهرجان وهي‮ ‬اهانة للاسماء الهامة التي‮ ‬شاركت فيها‮.‬ ولكن الحقيقة تشير إلي‮ ‬ان فيلم المسافر الذي‮ ‬لم تنصل علي‮ ‬فرصة الحكم عليه فنيا حتي‮ ‬الان والذي‮ ‬رسب في‮ ‬كل الاختبارات الدولية باستثناء اقتحامه لمهرجان فينسيا لم‮ ‬يعد فيلما تملكه وزارة الثقافة لان المتحكم في‮ ‬تسيير الفيلم والقفز به من دولة لدولة دون تحقيق نتائج تذكر هو مخرجه احمد ماهر الذي‮ ‬كان وراء سحب الفيلم من المهرجان القومي‮ ‬للسينما بعد تصريحات اعلن فيها استياءه من مشاركة فيلمه في‮ ‬مهرجان وزارة الثقافة بحجة تأثير عرض الفيلم علي‮ ‬ايراداته خاصة أن موعد عرضه التجاري‮ ‬اقترب وكان فيلما‮ »‬هليوبوليس‮« ‬و»عصافير النيل‮« ‬لم‮ ‬يشاركا في‮ ‬المهرجان رغم بداية عرضهما تجاريا واللذان لم‮ ‬يتأثرا لان مسرح الجمهورية لا‮ ‬يستوعب اكثر من بضع مئات من جمهور المهرجان الذي‮ ‬انصرف عنه كما انصرف صناع السينما عن حضور ندواته فبات خاليا الا من وسائل الاعلام إلي‮ ‬جانب بعض سكان حي‮ ‬عابدين وهو ما‮ ‬يجعلنا نستفهم عمن‮ ‬يدير المهرجان القومي‮ ‬للسينما ومن‮ ‬يدير وزارة الثقافة فعليا؟‮ ‬ فبعيدا عن سيطرة احمد ماهر علي‮ ‬فيلم لم تعد علاقته به تزيد علي‮ ‬وجود اسمه علي‮ ‬تتر العمل تؤكد ادارة المهرجان ان هناك خللا تنظيميا بعد الغاء حفل افتتاح المهرجان للعام الثاني‮ ‬علي‮ ‬التوالي‮ ‬ونقل عروض‮ ‬الافلام القصيرة إلي‮ ‬مسرح الجمهورية بحجة عدم خلو المسرح الصغير وكأن القائمين علي‮ ‬المهرجان لم‮ ‬يعلموا بانعقاد دورة قادمة لححز المسرح علي‮ ‬خطة العام الجديد للأويرا التي‮ ‬تضع برنامجا سنويا لعروضها لا‮ ‬يمكن الاخلال به فما بالك بانها جهة تابعة لوزارة الثقافة التي‮ ‬تشعرك هيئاتها انها معادية لبعضها البعض او انها تعمل في‮ ‬جزر منعزلة،‮ ‬وهو ما ادي‮ ‬للعديد من الكوارث سواء في‮ ‬المهرجان القومي‮ ‬للسينما او‮ ‬غيره من الفعاليات التي‮ ‬ترعاها وزارة الثقافة‮.‬ وفي‮ ‬النهاية‮ ‬يجب ادراك ان المهرجان القومي‮ ‬للسينما انتهي‮ ‬فعليا ولم‮ ‬يعد له دور حقيقي‮ ‬مع ضعف جوائزه التي‮ ‬مع تضاعفها لن تـؤثر فعليا في‮ ‬دعم فيلم سينمائي‮ ‬واحد ومع عدم انتخاب الافلام والعمل علي‮ ‬فتح الباب امام كل من‮ ‬يتقدم بغض النظر عن المستوي‮ ‬الفني‮ ‬للافلام وهو ما‮ ‬يقلل من فرص الاعمال الجادة امام الاعمال الهزيلة التي‮ ‬تتسابق للمشاركة في‮ ‬مهرجان لا‮ ‬يختار افلامه‮.‬

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق