أزمة حقيقية يعيشها المواطنون المتعاملون مع اسطوانات الغاز بعد أن اصبح الحصول علي واحدة منها اشبه بمغامرة مدفوعة الأجر إذ يصل سعرها الي35 جنيها في بعض المناطق، والاعداد الهائلة من المترددين عليه.
وبات لسان حالهم يقول: ياليتنا كنا من اصحاب الغاز الطبيعي الذين لا يخضعون لجبروت السريحه و الدلالين المتحكمين بسوق الاسطوانات!الأزمة لا تخص منطقه بعينها في مصر ولكنها تنتشر بين المحافظات اما وجه الأختلاف ففي سعر الأسطوانه الذي يختلف وفقا للمنطقه و ترتيبها الأجتماعي اماالطوابير فقد انتقلت من امام المستودعات التي تفضل الباعه علي المواطنين لتحقيق المزيد من الربح وتوجهت الي بيوت السريحة المعروفين للمواطنين ففي المناطق الراقيه و التي يأمل سكانها أن يمتد لها الغاز الطبيعي قريبا جدا وصل السعر الي15 جنيها' كما تقول أم سيد ربة منزل و تسكن بالمعادي حيث تحصل علي الأسطوانة من السريحة الذين يتجنبون الأن الأعلان عن انفسهم من خلال الاشارة المعروفة للجميع وهي الخبط علي الاسطوانة ويكون سعيد الحظ هو من يراهم اثناء مرورهم في المنطقه والذي اصبح نادرا وفي الأيام الماضية.وتؤكد علي ما سبق سهير والتي تعمل موظفه بأحدي الوزارات موضحه أن الهجوم الكبير الذي يحدث علي العربه المحملة بالاسطوانات لدي ظهورها يدفع البائعين الي المبالغة في السعر والذي يتراوح بين15 الي20 جنيها بينما كان سعر الاسطوانة لا يتعدي8 جنيهات في الشهر الماضي, وكنا نحرص علي اعطاء البائع10 جنيهات كاملة حتي نضمن قدومه لنا وتضيف انه عند سؤال البائعين عن سر ارتفاع الاسعار يؤكدون ان هناك مشكلة في المستودعات وندرة في الاسطوانات بالاضافة الي حصول الموزعين في المستودعات علي نسبة قدرها2 جنيه علي كل اسطوانة وبالتالي يحملها البائع علينا بالاضافه الي ربحه!اما أم شيماء فتشير الي عدم معرفتها بوجود مستودع قريب من المنطقه التي تسكن بها وهي عرب المعادي ولذلك ينتظر السكان مرور هذه السيارات غير التابعه للحكومه والتي يصل سعر اللاسطوانة بها الي22 جنيه, وكما يردد البائع' الا مش عاجبه ميخدش'وتضيف انها اذا وجدت مستودعا قريبا فلابد من وجود سيارة او تاكسي لتحمل علية الاسطوانة اثناء الذهاب والعودة بالاضافه الي ما يتردد عن وجود طوابير كبيرة للأنتظار امام المستودعات.بالحجز أو الواسطةللحصول علي اسطوانة للبوتاجاز في الشرابية طبقا لبعض الأهالي لابد وان تملك واسطه أو ان تقوم بالاتصال والحجز مسبقا من الباعه الذين توقفوا ايضا عن المرور علي المنازل و انتقلت الطوابير من امام المستودعات الي منازل هؤلاء الباعة حيث يحتفظون بالاسطوانات ويفضلون المعارف والاصدقاء والزبائن المعروفين لهم اولا اما الوجوه الجديدة فتأتي في المرتبة الثانية التي قد لا تحصل علي انبوبه هذا ما اكدته لنا مني موظفه و التي اشارت الي ان سعر الأسطوانة وصل الي15 جنيها والذي كان لايتعدي7 جنيهات فقط ويوصله السريح الي المنزل ايضا.اما محمد ندا مدرس لغة فرنسيه من عين شمس فلم يجد ملجأ له الا النادي الذي يتوجه له مع اطفاله للحصول علي وجبات الطعام بعد أن نفذت الاسطوانه ولم تنجح مساعيه في الحصول علي واحدة.و في عزبة شلبي بأمبابة يفاجأ المواطنون بأن السيارات محملة بأسطوانات أغلبها فارغه بعد أن حصل الباعه علي حصتهم اولا.ويشير احد سكان شارع حسين مهران المتفرع من طريق بشتيل الي وجود مستودع حكومي بهذه المنطقة ولكن العربات المحملة بالأسطوانات تقف امام المستودع وترفض انزال اي انبوبة ولساعات طويله حتي ينسحب المواطنون ويحصل السريحة علي الاسطوانات التي بلغ سعرها الان35 جنيها!و هذا امام اعين العانلين بالمستودع المكتوب عليه من الخارج ان سعر الأسطوانه لا يتعدي2.50 جنيه و التي تباع في الايام العاديه بخمسة جنيهات ايضا.الوضع في المنيافي المنيا لم يختلف الوضع كثيرا فسعر الاسطوانه وصل الي17 جنيها في الشهر الماضي و انخفض الي9 سنوات مؤخرا وتقول أم احمد ربة منزل كان سعر الانبوبه قبل الازمه هو4 جنيهات فقط ودائما ما نعطي البائع5 جنيهات للمرور علي المنزل وتوضح ان ازمة الاسطوانات هي ازمه موسميه سنويه تحدث دائما في فصل الشتاء خاصة في الصعيد الذي يصيبه البرد الشديد وتحتاج البيوت الي تغيير الاسطوانات الخاصه بالسخان مرة كل8 ايام بينما تظل اسطوانة البوتاجاز فتره تصل الي12 يوما.وتضيف أن الاسطوانات التي نحصل عليها لا تكون مملوءه بشكل كامل فالموزعون يفرغون منها مقدار انبوبة صغيرة تستخدم في الصعيد للتدفئة والتي تملأ بخمسة جنيه وايضا بالحجز لدي البائع و ترفض أم احمد فكرة اعطاء الاسطوانات علي البطاقة التموينية وتري ان اسطوانة واحده للأسرة خلال الشهر لا تكفي باي حال وتؤكد انه اذا كان ذلك اتجاه الحكومه فلابد من اتاحه الفرصه للمواطنين للحصول علي ثلاث انابيب علي الاقل في كل شهر خاصة في فصل الشتاء.تشديد الرقابةمن جهته يشير فريد شحاته وكيل المجلس المحلي بحي غرب شبرا الخيمه الي أن هناك مطالب كثيره بتشديد الرقابه علي بيع اسطوانات البوتاجاز و ايضا زيادة الحصص في المستودعات خاصة خلال الازمات التي تتكرر في فصل الشتاء وتظهر الازمة مع قلة المعروض وكثرة الطلب حيث تنشط السوق السوداء بين الباعه اصحاب العربات الكارو و العجل والدراجات النارية.أسباب.. وحلولمن ناحيه اخري يؤكد اللواء ياسر النكلاوي رئيس شركة بتروجاس أن جميع المتعهدين يحصلون علي كامل حصصهم المقررة بالاضافة الي أي كميات اضافيه يطلبونها وان صرف الحصص لهم بدون حد اقصي بالتنسيق مع مديريات التموين بالمحافظات المختلفه وفي ضوء الزيادة الكبيرة المستمرة في الأستهلاك المحلي من البوتاجاز قام قطاع البترول بضخ كميات اضافيه من البوتاجاز بلغ المتوسط اليومي لها خلال شهر ديسمبر الماضي أكثر من مليون اسطوانه, وترجع أهم اسباب الزيادة الكبيرة في الاستهلاك الي استخدام الأنشطه الصناعية المخالفة لهذه السلعه بصورة متزايدة مثل مزارع الدواجن ومصانع الطوب وغيرها ويؤكد ذلك عدد المحاضر المحررة من قبل الجهات الرقابية.فالاستهلاك المحلي من البوتاجاز ارتفع في عام2009/2008 الي نحو4.2 مليون طن بزياده7.4% عن العام السابق اما اجمالي الكميات المستوردة من البوتاجاز فقد وصلت الي2.1 مليون طن بتكلفة وصلت الي1.2 مليار دولار.و علي الرغم من الجهود المبذوله من قبل قطاع البترول لتوفير سلعة البوتاجاز الحيويه للمواطنين خاصة محدودي الدخل حيث تدعم الاسطوانه بأكثر من40 جنيها وتباع بــ2.50 جنيه فقط فهناك فئة من المتربحين و المنتفعين من هذه السلعه من الموزعين غير المعتمدين يضعون العراقيل أمام وصول الأسطوانة للمواطن بالأسعار الرسميه حيث يمثل نشاط القطاع الخاص في نقل وتوزيع البوتاجاز المعبأ90% من النشاط بالأضافة الي35% من نشاط نقل البوتاجاز الصب ويضيف انه يتم تدعيم المخزون الأستراتيجي من الغاز الصب بالكميات التي تفي و تزيد عن حاجة الاستهلاك حيث تراوحت نسبة الزيادة في مختلف محافظات مصر بنسبة تتراوح بين5 الي16% بالأضافة الي زيادة الاحتياطي بمحطات تعيئة البوتاجاز لمواجهة السحب المستمر والمتزايد من محطات تعبئة البوتاجاز ودعم رفع كفاءة أسطول نقل البوتاجاز الصب والمعبأ, كما تم إصدار التعليمات للمصانع ومحطات التعبئة بزيادة معدلات التعبئة بهذه المصانع والمحطات والعمل بطاقتها القصوي علي مدي ثلاث ورديات خلال24 ساعة والعمل أيام الجمع و العطلات الرسكيه ويتم الشحن للمتعهدين بدون حد اقصي خلال اشهر الذروه في ضوء الاحتياجات الفعليه ومراقبة حركة استهلاك البوتاجاز في المناطق الجغرافية المختلفة علي مستوي محافظات الجمهوريه لسرعة تلبية الاحتياجات الاضافية من البوتاجاز ويشير الي انه تم زيادة الارصدة المعبأة بمصانع بتروجاس لاستخدامة في المناورة لمواجهة أي زيادة في الاحتياجات ورفع أرصدة البوتاجاز المعبأ لأكثر من20 ألف أسطوانة بمخازن شركة بوتاجاسكو بجميع المحافظات.ويبقي السؤال: متي يتم التصدير للسوق السوداء التي تمارس نشاطها في استغلال المواطنين أثناء المواسم و الأزمات؟
الاهرام - نيرمين قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق