الأربعاء، 3 فبراير 2010

أميرة السينما وصفة سحرية لمداعبة الأحلام‏


تعد شخصية الأميرة في السينما نموذجا شديد الفاعلية لفرض الفيلم السينمائي لسطوته علي المتفرج‏,‏ فبالرغم من ارتباط شخصية الأميرة بقصص الأطفال وحكايات ماقبل النوم‏,‏ وبالتالي انتشار الشخصية في العديد من أفلام الرسوم المتحركة‏,‏ ألا أنها مازالت توجد بقوة في العديد من أفلام السينما سواء كانت مخصصة للأطفال أم للكبار‏.‏تتنوع وتتعدد المعالجات لتلك الشخصية عبر السينما في تطـــــــــورها‏,‏ فاما أن تكون هي نموذج الشخصية الرقيقة الضعيفة المظلومةالتي تنال حقها في نهاية الفيلم‏,‏ أو من الممكن أن تقدم كمثال للشر والجبروت والسلطة والنفوذ والثروة‏...‏ولكنها لاتستطيع أن تهزم الحب‏(‏ فهو الشئ الوحيد الذي لا يمكن شراؤه‏)‏ وتنهزم أمام براءة فتاة فقيرة كانت بمثابة غريمة لها‏,‏ وهو مايثلج صدور المتفرجين الذين يمثلون شخصية الفتاة الفقيرة و‏(‏يعيشون في دورها‏)‏ مقتنعين بأنهم بالرغم من فقرهم سينتصرون في النهاية علي السلطة والنفوذ مثلهم مثل الفتاة البريئة خصم الأميرة نحن العرب لدينا تراث كبير للحكي فنحن حكاءون من الدرجة الأولي وتشهد علينا ألف ليلة وليلة التي مازال الكثير منا يعيش تحت سطوتها‏,‏ليس في السينما فقط بل في حياتنا الفعلية‏,‏فلقد حل البترول محل مغارة علي باب سطوة ألف ليلة علينا لاتتركز فقط في كوننا نبحث عن الكنز أو نريد ركوب الرخ كما فعل السندباد‏,‏ ولكن في أننا نسعي لأن نرتقي بأنفسنا فقط‏...‏نحن لاقومنا‏,‏ نحن لاأمتنا‏,‏ نحن ونحن فقط هذه هي لب روح ألف ليلة وليلة التي كانت بمثابة سينما قبل ظهور السينما بقرون‏....‏مصنع للأحلام من قبل ظهور المصانع أصلا من تراث ألف ليلة وليلة تلك‏...(‏أن العين لاتعلي علي الحاجب‏)‏ بمعني أنه لايجب مس الناموس السائد والمسيطر من قريب أو من بعيد‏,‏فليس أن الموضوع مجرد أدب وحواديت يعني أن السلطة والنظام سيتسامح معها بل علي العكس‏,‏ والكثيرون يعرفون كيف قتل أبن المقفع مع أنه لم يكن سوي أديب وكاتب ومن هنا أن سمح لك بإطلاق العنان لخيالك يجب أن يكون هذا في اطار النظام السائد من سلطة للحاكم وعسسه وجيوشه وزبانيته‏,‏ لذا عندما كانت ألف ليلة وليلة تقدم شخصية عادية لايمكن لها أن ترتفع بها طبقية من إطار إلي اطار الا بخلق شرعية لها‏....‏فالكثير من أمراء وأميرات ألف ليلة وليلة تم خطفهم وهم أطفال صغار من قبل قطاع الطرق أو المتآمرين علي سلطة الملك ليباعوا في الأسواق إلي أن نكتشف أصلهم في نهاية الحدودتة ويتم تسليمهم الملك الذي انتزع منهم ويعود الحق لأصحابه‏.‏ أميرات السينما تخلصوا من تلك المحظورات الطبقية التي فرضها نظام السلطة العربية الإسلامية وأن كان قد ارتبط بالعديد من السمات الأخري قريبة الشبه‏,‏ فنحن نجد مثلا شخصيات سندريلا والأميرة النائمة يشتركن في كونهن يتامي مات والدهن ليرون جميع أنواع الذل واللعنات علي أثر موت عزيز لديهن أما بوكاهنتس فهي تسعي لتمجيد ذكري قومها والنضال من أجل رفع شأن سمعة العائلة والقوم‏.‏أما الأميرة ياسمين في فيلم علاء الدين فهي تحاول كشف مؤامرات الوزير جعفر ضد حكم والدها الملك بمساعدة علاء الدين الحب موجود في حكايات الأميرات الطيبات ولكنه لايصل الي منتهاه الا بعد الوصول للنهاية فطوال الفيلم الحدوتة نعيش قصة محاربة هذا الحب بين أميرة وحبيبها سواء كان أميرا أو جنرالا أو حتي شاب عادي مثل علاء الدين‏,‏ وعندما نصل لحلول السعادة تنتهي القصة‏/‏ الفيلم‏....‏فليس للسعادة مايحكي عنها بل هي جائزة الفيلم‏/‏الحدوتة لأبطاله‏...‏أو هي في الحقيقة جائزة للجمهور المتابع ليخرج راضيا عن عدالة الحياة ومؤمنا بأنه هو نفسه سينال حظه من تلك العدالة السعادة يوما ما مع مرور الزمن وتطور العقلية يجب أن تتطور شخصية الأميرة‏....‏ومن خلال ديزني صانعة الأميرات وأفلامها نشاهد أميرة من نوع مختلف في فيلم أطلنتيس فهي ليست من الجنس الأبيض مثلها مثل بوكاهنتس وإن كانت بوكاهنتس بالرغم من كونها من الهنود الحمر ألا أنها تم استيعابها في الحضارة الأوروبية‏,‏ لكن أميرة اطلنتيس لاتغادر حضارتها لتلتحق بالحضارة الأوروبية‏,‏ كما أنها تتخلص من سلطةالأب وتستلم الحكم من بعد اختفاء والدها في ظروف غامضة‏.‏ طبعا لايمكن أن نهمل شخصية الأميرة ليا في فيلم حرب الكواكب التي تناضل مع من يقاتل إمبراطورية الشر‏...‏أميرة الأفلام السينمائية يتسرع تطورها بتوتيرة أكبر من أميرات أفلام التحريك‏.‏ويوضح ذلك مع أميرة فيلم روبن هود في نسخة كيفين كوستنر حيث تتحول الأميرة الي نموذج يصطف مع عامة الشعب حتي لو كانوا في عرف الملوك والأمراء خارجين علي القانون مع فيلم شيرك تأخذ الهوة بين الأميرة وحبيبها من عامة الشعب بعد جديد غير الفارق الطبقي‏...‏فالأميرة تم سحرها لتصبح قبيحة ويحبها الغول شيرك ولكن مع زوال اللعنة يصبح من الصعب زواج أميرة فاتنة مع غول‏...‏بالطبع يكون النصر للحب‏,‏ لكن هنا تم إدخال عنصر عصري يتمثل في أهمية حسن المظهر في الواقع الفعلي‏,‏ وهو شيء شديدالأهمية في مجتمع الشباب العصري تتنوع وتتعد شخصيات أميرة الأحلام في السينما التي نغزو إلي مقاومة قلب الرجال والنساءفي حين أن شخصية الأمير من الممكن أن تلقي بعض المقاومة من قبل الجنس الخشن‏...‏ مقاومة نابعة من غيرة مبررة بالطبع لكن مع الأميرة فمن الممكن أن تتزوج من شخص كائن يكون لأخلاقه و شجاعته وشهامته‏,‏ وبالتالي من الممكن أن أكون أنا وأنت‏,‏ في نفس الوقت أي بنت من الممكن أن تكون أميرة عبر تمثل مظهرها وسلوكها‏...‏أو هكذا تعتقد‏,‏ وبالتالي لسنا في حاجة أن نكون أبناء ملوك لكي نصبح أميرات هكذا نجحت السينما في تكسير قواعد ألف ليلة وليلة الصارمة فلم يعد السلطان يخشي من الخيال‏,‏ علي العكس يشجع سلطان اليوم الخيال بشدة حتي يعيش الجمهور في عالم لايجدونه في الحقيقةو‏...(‏ويسبونا بقي نشوف شغلنا‏).‏
الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق