الأحد، 14 فبراير 2010

الحب أعمى ..‏ حقيقة علمية



إذا كان أجدادنا قد قالوا قديما إن الحب أعمي ومراية الحب عمياء فإن فريقا علميا في جامعة يونيفرستي كولدج بلندن أكدوا نفس المقولة في دراسة علمية‏!‏
العلماء قالوا انهم توصلوا إلي أن هناك مناطق من المخ تتوقف عن العمل عند التطلع إلي المحبين سواء كانوا عشاقا‏..‏ أو أطفالا‏..‏ موضحين أن هذه الأجزاء من المخ تمثل النظام المسئول عن التقديرات السلبية وابراز العيوب و توجيه النقد لمن نحب من الأشخاص‏,‏ وقال الباحثون في الدراسة انه بإجراء أكثر من مسح بالأشعة لأدمغة أمهات شابات ظهر أنها تنشط عندما يتطلعن لأطفالهن الرضع بنفس طريقة نشاطها عند التطلع إلي صور أحبائهن من الرجال‏,‏ مؤكدين أن منطقة معينة في المخ هي المسئولة عن التفكير الناقد تتعطل عن العمل في نفس اللحظة‏.‏وقال د‏.‏ اندرياس بارتليز الذي قاد فريق البحث‏:‏ إن كلا من الحب الرومانسي وعاطفة الأمومة لها وظيفة بيولوجية وثيقة الصلة بأهمية التطور الحيوي وحب الحياة‏.‏ويعلق الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر علي الدراسة مؤكدا أنه من الطبيعي ألا ننتقد أو نعمل عقولنا بصورة نقدية تجاه من نحبهم‏,‏ وذلك لأننا اخترناهم واستقر في وجداننا وفي عقلنا الرضا عنهم والارتياح إليهم‏,‏ وبالتالي فليس هناك داع لأن نجهد مناطق العقل النقدية تجاههم‏,‏ وهذا معروف منذ القدم ومن قبل تلك الأبحاث المعقدة التي تتناول تصوير مراكز معينة في المخ‏,‏ بل إن أدمغة الأمهات لا تري العيوب في أبنائهن بل تري المزايا وتضخمها‏,‏ ومن ثم قيل في المثل الشعبي القرد في عين أمه غزال وهناك مبالغات تم رصدها للأمهات في تراثنا الشعبي تجعلهن يشاهدن أطفالهن بصورة غير واقعية تماما‏,‏ بل يضفين عليهم من مسحات الجمال ما ليس فيهم‏,‏ ومن هذا القبيل المثل الشعبي المأثور الذي يقول‏:‏الخنفساء رأت أولادها علي الحائط فقالت‏:‏ لولي في خيط وهذا في حقيقة الأمر ضروري جدا لدعم رؤية الحب في أن يتخلي عن انتقاد حبيبه‏,‏ وأن يركز علي مزاياه‏,‏ لأن هذا يقوي درجة الحب ويدعمه وهو مطلوب نفسيا ونحتاجه لكي لا نشعر بالنقص‏,‏ لأننا عندما نري عيوب أحبابنا فإن هذا يؤلمنا لكننا إذا تغاضينا عن هذه العيوب فإننا ندعم مشاعر الرضا والاستقرار بداخلنا‏,‏ وهذا يزيد من تقديرنا لأنفسنا فنحن بذلك نمارس حيلة الانكار النفسي كي نري محبوبنا كامل الأوصاف ونسعد به‏,‏ وحين يدب الخلاف بيننا وبين أحبابنا‏,‏ ويصبح الخصام والشقاق والنزاع هو الحال بيننا وبينهم فإننا نكتشف أننا كنا متعامين عن تلك العيوب ولا نراها بإرادتنا ويضيف د‏.‏ حمودة أننا حينما نقترب من الآخر ونحبه نعتبره جزءا من أنفسنا‏,‏ وامتدادا لنا‏,‏ وبالتالي فإننا كما لا نري عيوبنا‏,‏ لا نري عيوب من نحب‏,‏ لأنه لم يعد خارجنا بقدر ما هو بداخلنا‏..‏ وهذا يفسر لنا أيضا ما يحدث عندما يخطو الحبيب خطوة إلي الوراء متباعدا عمن يحب فإنه يبدأ في رصد عيوبه التي لم يكن يراها عندما كان المحبوب بداخله‏,‏ فهنا يبدأ الجزء الناقد من المخ عمله‏,‏ فنكتشف العيوب ونجسدها ونراها بوضوح متناسين ما كان من حب وهيام وصورة المحبوب في صورة ملائكية بل ومنزهة عن كل عيب أو نقص‏..‏ وتنقشع الغمامة من فوق أعيننا لنري الصورة في وضعها الطبيعي‏!!.‏


الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق