ورجل الدين «المدعى» أخطر من المرتشين
يجسد صبرى فواز فى فيلم «كلمنى شكرا» شخصية «عرابى الديب» رجل يتستر وراء اللحية ويدعى علمه بالدين، ورغم ما يمكن أن تثيره تلك الشخصية من مشاكل، فإنه أصر على تقديمها بشكلها القبيح،
وقال: المخرج خالد يوسف رشحنى لهذا الدور منذ العام الماضى، وبالتحديد فى أواخر أيام تصوير فيلم «دكان شحاتة»، وأثناء مناقشاتنا عنها، توقعنا أن تثير المشاكل خاصة أن المجتمع لا يقبل أى شخصية فنية تقترب من الدين إلا أننا وجدنا عرضها وبقسوة علاجاً ومكافحة لوجود مثل تلك الشخصيات المتسترة وراء الذقن والشارب و«السبحة»، ولا يمكن وصف صاحبها برجل دين، فهناك فرق شاسع بين رجل الدين وبين «عرابى الديب» فهو مجرد «فران» يستغل الدين،
وإذا كان من الضرورى أن نفضح من يستغل منصب أو نفوذ أحد أقاربه، فمن باب أولى أن نفضح شخصية من يستغل الدين لأنه يستغل شيئاً غالياً ومقدساً، ولذلك تحمسنا جميعا لفضح هذا النموذج الفاسد، فهو أخطر على المجتمع من المرتشين وأصحاب النفوذ الفاسدين.
التحضير لشخصية «عرابى الديب» كان مسؤولية مقسمة على المؤلف سيد فؤاد الذى رسم ملامحها النفسية وتطورها الدرامى، ومنية فتح الباب استايلست الفيلم التى رسمت شكلها الخارجى والملابس، والماكيير شريف هلال، أما الأداء، فكان بتوجيهات المخرج بالإضافة إلى مخزون شخصيات قابلها صبرى فى الحياة، وقال عن الهجوم على الفيلم والشخصية: للأسف نحن نعانى من هزة دينية، بل وهزات على مستوى المجالات الأخرى جعلتنا نفسر كل شىء بشكل متعصب»،
ففيلم «كلمنى شكرا» لا يوجد فيه نسبة ١% مما كان يقدم فى أفلام السبعينيات لنجلاء فتحى وميرفت أمين وناهد شريف، وإذا رجعنا لأفلام الأبيض والأسود، سنجد ما هو أكثر جرأة ومباشرة، وأعتقد أن جملة عبد السلام النابلسى فى فيلم «شارع الحب» وهو يخاطب الله قائلا بشكل كوميدى» «ابسطها يا باسط.. بس متبسطهاش أكتر من كده» لو قالها ممثل الآن، كانت الدنيا قامت ولم تهدأ، والفرق أننا لم نكن متحفظين أو متناقضين، لكننا الآن نعيش حالة تربص تقودها ثقافة القطيع السمعية، فنحن نصدر أحكاما بمجرد السمع، ونظلم دون أن نرى وهذا حدث مع فيلم احكى يا شهرزاد» إخراج يسرى نصرالله الذى هوجم قبل عرضه.
صبرى ليس نادما على تأخر حصوله على فرصة كبيرة لمدة ٢٠ عاما، وقال: أفضل أن تأتى الفرصة فى سن نضج، وتكفينى كلمة «انت حقك اتأخر عليك»، وربما إذا جاءتنى الفرصة قبل ذلك كانت أثرت سلبيا، وبوجه عام، عانت السينما من أزمات فى فترات قريبة حتى عادت إلى قوتها مرة أخرى،
وفى النهاية كل صاحب موهبة يأخذ حقه، ورغم تفشى ظاهرة الشللية وسيطرتها فى معظم الوقت على تقسيم الأفلام والأدوار، فإننى مازلت أؤمن بأن السينما عامرة بالمخرجين والصناع المحترمين الذين يبحثون عن الجيد، ويكفينى أننى طوال عشرين عاما هى عمرى الفنى، لم أغب يوما عن الحياة الفنية، وقدمت عدداً كبيراً من الأدوار فى المسرح والتليفزيون.
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق