السبت، 26 سبتمبر 2009

قصص ثلاثة عملاء زرعتهم المخابرات العامة داخل إسرائيل


كيبورك يعقوبيان تم تجنيده في الجيش الإسرائيلي وقام بتصوير أهداف عسكرية مهمة

شموئيل باروخ رجل أعمال إسرائيلي زود المخابرات المصرية بمعلومات سياسية واقتصادية

عبدالرحيم قرمان كشف عن صواريخ جبرائيل البحرية أهم الأسرار العسكرية الإسرائيلية

إسرائيل تعترف بنجاح المخابرات المصرية في اختراق الحاجز الإسرائيلي

أهم‏20‏ قضية تجسس ضد إسرائيل من دول العالم كان نصيب مصر‏20 %‏ منها

كيبورك يعقوبيان‏,‏ شموئيل سامي باروخ‏,‏ عبدالرحيم قرمان‏..‏ هم ثلاثة عملاء نجحت المخابرات المصرية في زرعهم داخل إسرائيل في وقت الحروب واعترفت إسرائيل نفسها بنجاح جهاز المخابرات المصرية في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل من خلال كتاب إسرائيلي يحمل عنوان الجواسيس وهو الكتاب الذي ظل ينتقل لمدة‏3‏ سنوات ما بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد والأمان ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام الإسرائيلي لمراجعته واقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي‏.‏هذا ما أكده اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي في حواره لـ الأهرام الذي كشف فيه لأول مرة عن هوية العملاء الثلاثة الذين تم زرعهم داخل إسرائيل بواسطة المخابرات العامة المصرية وقصة كل منهم كما تضمنتها ملفاتهم‏.‏سألته في البداية‏..‏ ما هي أهم القضايا التي لم يعلن عنها من قبل؟أجاب اللواء سامح سيف اليزل قائلا‏:‏دعني استخدم ما اعترفت به إسرائيل نفسها من خلال كتاب إسرائيلي تحت عنوان الجواسيس من تأليف يوسي ملمان وهو صحفي في جريدة هاآرتس وكاتب متخصص في شئون الأمن والآخر إيتان هابر وهو محرر في جريدة يديعوت أحرونوت وقام بتغطية معظم الحروب الإسرائيلية والأنشطة الأمنية وعمل مديرا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وألف العديد من الكتب التي لها علاقة بالأمن‏,‏ منها قاموس الأمن الإسرائيلي ومعروف عن الكاتبين اللذين ألفا هذا الكتاب صلتهم الوثيقة بأجهزة الأمن الإسرائيلية الثلاثة الموساد والشين بيت أو الشاباك جهاز الأمن الداخلي والأمان جهاز المخابرات العسكرية‏.‏ويتحدث الكتاب عن أهم عشرين قضية تجسس نجحت أجهزة المخابرات المختلف في العالم في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل‏.‏وما هو جدير بالذكر أن الكتاب يوضح في مقدمته أنه قد مر بطرق قاسية لم يسبق لأي كتاب أن مر بها في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها وظل ينتقل بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد لمدة ثلاث سنوات ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام لإسرائيل لمراجعته وإقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي‏.‏أورد الكتاب أربع قضايا لعملاء مصريين تم زرعهم بواسطة المخابرات العامة المصرية منهم رفعت الجمال والذي دخل إسرائيل تحت اسم جاك بيتون والشهير برأفت الهجان وقصته معروفة للجميع‏,‏ وثلاثة آخرون هم‏:‏ كيبورك يعقوبيان وشموئيل سامي باروخ وعبدالرحيم قرمان ـ وهذا يعني أن من بين عشرين عميلا كانوا يعملون لصالح أجهزة المخابرات في العالم أربعة عملوا لصالح المخابرات المصرية أي أن‏20%‏ من إجمالي أقوي عشرين عملية تجسس ضد إسرائيل كانت من نصيب المصريين‏.‏ما هي قصة العميل الأول الذي زرعته المخابرات المصرية‏..‏ هذا التساؤل طرحته علي اللواء سيف اليزل؟وجاءت إجابته من خلال الاعتراف الإسرائيلي نفسه بقوة المخابرات العامة المصرية في زرع العملاء‏,‏ فالعميل الأول هو‏:‏ كيبورك يعقوبيان أو يتسحاق كوتشـك ولد في مصر عام‏1938‏ لعائلة أرمينية‏..‏ ودرس في المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين عاما توفي والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتي يستطيع توفير المال لأسرته‏..‏ وعلي الرغم من عدم إكمال تعليمه إلا أنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهي الانجليزية والفرنسية والاسبانية والتركية‏.‏تم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت علي إجراء عملية ختان له حيث إن اليهود يختتنون ولم يكن هو كذلك‏,‏ وأعطي هوية جديدة باسم يتسحاق كوتشك يهودي من مواليد عام‏1935‏ في اليونان ـ وسافر إلي البرازيل بناء علي الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية في شهر أبريل عام‏1960‏ بحرا وبعد وصوله إلي البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية في سان باولو وفي نهاية عام‏1961‏ تقدم إلي مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلي إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلي إسرائيل عن طريقه إيطاليا ووصل ميناء حيفا في منتصف عام‏1961.‏بعد انتهاء دراسته للغة العبرية في إحدي الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند في الجيش الإسرائيلي وبالفعل تم تجنيده في سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلي وتدرب علي قيادة سيارات النقل الثقيلة في قاعدة عسكرية في منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار في قيادة الدفاع المدني وهو العقيد شمعيا بكنشتين ومن خلال وجوده في جيش الدفاع الإسرائيلي أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلي المخابرات المصرية ونظرا لخبرته السابقة كمصور قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد في الكتاب الإسرائيلي وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي اضطرت لإجازة طبع الكتاب‏.‏قبض علي يتسحاق كوتشك بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض علي العديد مثله‏,‏ وحكمت المحكمة عليه بأقصي عقوبة وهي ثمانية عشرة عاما في السجن وظل في السجن لمدة عامين فقط‏,‏ وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر ابريل عام‏1966‏ تم تبادله مع ثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن وهم يلفيد حانوخا وابنه صموئيل حانوخا وعودي مائير وطلبت مصر استلام فدائيين فلسطينيين مع يتسحاق كوتشك هما حسين حسن الحفاني وسعيد خميس عبدالقادر اللذان قبض عليهما في إسرائيل وهما في طريقهما لتنفيذ عملية فدائية في الداخلوماذا عن العميل الثاني وكيف تم تجنيده لحساب المخابرات المصرية؟‏!‏هو رجل الأعمال الإسرائيلي شموئيل سامي باروخ والذي ولد في عام‏1923‏ في مدينة القدس الحي القديم والده صيدلي والعائلة ثرية تعيش في الحي اليهودي بالقدس منذ مدة طويلة درس في البلدة القديمة بالقدس ثم درس في المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة في كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الانجليكانية ثم أنهي دراسته في معهد النسيج بمدينة مانشستر في بريطانيا‏,‏ واندلعت الحرب العالمية الثانية وبعد مرور عامين تجند شموئيل باروخ في الجيش البريطاني ووصل إلي رتبة رقيب أول وأصيب في المعارك وحصل علي عدة أوسمة وبعد الحرب في عام‏1946‏ استكمل دراستهوتخرج عام‏1949‏ كهندس نسيج وأنشأ مصنعا للنسيج في مانشستر وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبعد نحو عشر سنوات وفي عام‏1958‏ عاد إلي إسرائيل مع زوجته وأولاده وأقام في تل أبيب وأنشأ مصنعا للنسيج في كريات جات باسم أرجدين للنسيج في عام‏1963‏ أفلس المصنع وباع الدائنون المصنع إلي مصنع منافس له تحت اسم مصنع بولجيت مما أصاب باروخ بصدمة نفسية شديدة‏.‏وعلي التوازي حين كان رجل أعمال وقبل إفلاسه عمل كناشط سياسي حيث انضم إلي حركة سياسية جديدة في ذلك الوقت تدعي إسرائيل الشابة وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك في الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلي وكان باروخ يرغب بشدة في دخول الكنيست كعضو منتخب‏.‏وبعد إفلاس باروخ في عام‏1963‏ قرر السفر وعائلته إلي سويسرا في محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر حتي يعود لبدء نشاطه مرة أخري في إسرائيل ووصل بالفعل إلي جنيف وأقام وأسرته لدي أحد أقاربه هناك‏.‏علمت المخابرات العامة المصرية بوجود باروخ في جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل ومنها حالته المالية المتدهورة وتم تجنيده للعمل لصالح مصر وتم تدريبه للعمل من داخل إسرائيل ورجع إلي إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات‏,‏ إلا أن رعونته وثقته الزائدة في نفسه أدت إلي القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما أمضي منها‏10‏ سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدي الدول الأوروبية التي يعيش بها حتي اليوم‏.‏ومن هو العميل الثالث؟هو عبدالرحيم قرمان والذي ولد في عام‏1938‏ لإحدي العائلات العربية الثرية والمحترمة في مدينة حيفا وكانت عائلته معروفة خلال الانتداب البريطاني بأنها عائلة محترمة ومعتدلة وجاء ثراء هذه العائلة نتيجة امتلاكهم أراضي كثيرة في مناطق الجليل الغربي ومدينة الكرمل‏,‏ تلقي تعليمه في المدرسة الثانوية في حيفا وغادر قريته في نهاية الخمسينيات وسافر إلي أوروبا وتعرف علي شابة فرنسية تدعي مونيك وتزوجها بعد أن أسلمت وعادا معا إلي إسرائيل وفي عام‏1967‏غادر ومعه زوجته إسرائيل إلي فرنسا مرة أخري من أجل تبني ولد من أحد مخيمات اللاجئين في الدول العربية وتعرف علي أحد المصريين الذي قدمه إلي أحد ضباط المخابرات العامة الذي استطاع بعد فترة أن يجنده ويدربه للعمل لصالح مصر وكلف بمهام مهمة للغاية حسبا ما جاء بكتاب الجواسيس الإسرائيلي منها تصوير سفن سلاح البحرية الإسرائيلي في حيفا وتصوير الصواريخ من طراز جبرائيل التي تطلق من البحر علي أهداف بحرية وكانت هذه الصواريخ من الأسرار العسكرية المهمة في جيش الدفاع الإسرائيلي كما كلف باختبار ملائمة طريق حيفا ـ عكا لاقلاع وهبوط الطائرات الحربية وقت الطوارئ ومحاولة التقرب من اليهود خاصة الذين يسافرون كثيرا للخارج مع التركيز علي العاملين في القوات الجوية الإسرائيلية‏,‏وفي ربيع عام‏1969‏ نجح قرمان في تجنيد عميل جديد للمخابرات المصرية بناء علي التعليمات الصادرة له وجند توفيق فياض بطاح البالغ من العمر ثلاثين عاما ويعمل موظفا في جمارك ميناء حيفا حيث رؤي ضرورة وجود أحد العملاء بصفة دائمة داخل الميناء لمراقبة القطع البحرية الإسرائيلية والابلاغ عن كافة المعلومات والتفاصيل عنها وهو الأمر الذي تم بنجاح حتي نهاية عام‏1970‏ وقبض عليهما لعدم اتباعهما تعليمات الأمن المستديمة وحكم علي قرمان بالسجن لمدة اثني عشر عاما واستأنف الحكم أمام محكمة العدل العليا التي حكمت عليه بستة عشر عاما بزيادة أربعة أعوام عن الحكم الأول‏,‏ أما توفيق بطاح فحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وظلا بالسجن لمدة أربعة أعوام وقامت المخابرات العامة المصرية بتبادلهما ومعهما آخران عام‏1974‏ مقابل مبادلة الجاسوس الإسرائيلي باروخ زكي مزراحي ثم قررا السفر إلي إحدي الدول الأوروبية للإقامة بها‏.‏تلك هي الرواية الحرفية التي وردت بكتاب الجواسيس عن العملاء المصريين الأربعة حتي يتحقق القول المعروف بأنه شهد شاهد من أهلها ولكن يجب أن نوضح أن هذا جزء من كل‏,‏ فليس كل من يعمل يقبض عليه أي أن هناك العشرات بل المئات من القصص البطولية الأخري لا يمكن الافصاح عنها لأنها ببساطة شديدة‏,‏ الموساد لا يعلم عنها شيئا‏.‏هل تقل أهمية الأعمال الاستخباراتية في زمن السلم عنه في زمن الحرب خاصة في ظل معاهدات السلام وإقامة العلاقات الدبلوماسية؟‏!‏الحصول علي المعلومات مستمر طالما هناك حياة علي سطح الأرض‏,‏ ولا تقل أهمية الحصول علي المعلومات في زمن السلم عن زمن الحرب بل إن هناك خبراء يعتقدون أن جمع المعلومات في زمن السلم يفوق في الأهمية عن زمن الحرب لعوامل عديدة ـ ونحن نعلم أن الموساد مستمر ولا يتوقف عن محاولة تجنيد عناصر جديدة تتعاون معه‏,‏ وخير دليل علي ذلك قيام المخابرات العامة بالكشف عن ثلاث قضايا تجسس لصالح إسرائيل خلال الفترة الماضية فقط‏,‏ وقدموا جميعا للمحاكم وتمت إدانتهم بالسجن ويوضح هذا أيضا مدي قدرة ويقظة رجال المخابرات المصريين‏.‏لكننا نجد بين فترة وأخري مسلسلات وأفلاما تتضمن قضايا من ملفات المخابرات مثلما شاهدنا في رمضان مسلسل حرب الجواسيس هل لهذا أسباب أو أهداف ما؟‏!‏أجاب اللواء سامح سيف اليزل بقوله‏:‏ تقوم أجهزة المخابرات الكبري والتي أثبتت مكانها ضمن صفوة أجهزة المخابرات العالمية بعرض بعض من أعمالها وقضاياها الحقيقية علي فترات متفاوتة يتم اختيار توقيت إذاعتها بعناية شديدة سواء كانت علي هيئة مسلسلات درامية متعددة الحلقات أو فيلم سينمائي بهدف بث رسالة أمنية تثقف وتزود المشاهد بجرعة أمنية تهدف إلي زيادة الوعي الأمني لدي المشاهد وتعريفه بطرق الاقتراب المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها سواء كان ذلك داخل البلاد أو خارجها من أجهزة المخابرات المضادة وحتي يتمكن من اكتشاف ما يمكن أن يتعرض له في الوقت المناسب كما يهدف عرض هذه الأعمال الدرامية إلي رفع الروح المعنوية لدي المواطنين وزيادة ثقتهم في أجهزتهم السيادية وعرض بطولات لمواطنين شرفاء وهبوا أنفسهم لصالح وطنهم‏.‏وكلنا نتذكر المسلسلات التليفزيونية رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة وأخيرا حرب الجواسيس وأيضا الفيلم السينمائي الصعود إلي الهاوية وكلها أمثلة لما سبق ذكره ونلاحظ أن كل هذه القضايا كان الطرف الآخر فيها هو جهاز الموساد الإسرائيلي‏.‏وماذا عن جهاز الموساد الإسرائيلي؟كلمة الموساد هي اختصار لعبارة باللغة العبرية هي موساد لعالياه بت وتعني منظمة الهجرة غير الشرعية والتي صدر قرار بإنشائها من بن جوريون في عام‏1937‏ كادارة تابعة لمنظمة الهاجاناه التي كان يترأسها بن جوريون في ذلك الوقت والتي كانت تهدف بشكل رئيسي إلي تهجير اليهود من دولهم الأصلية إلي فلسطين تمهيدا لإقامة الدولة الإسرائيلية فيما بعد‏.‏وفي‏13‏ ديسمبر عام‏1949‏ أي بعد الاعلان عن قيام دولة إسرائيلية بأكثر من عام تم الاعلان عن تأسيس جهاز المخابرات الإسرائيلية تحت مسمي جديد هو جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة وتقرر استمرار إطلاق اسم الموساد كاسم مختصر عليه نظرا لانجازاته المهمة التي تم تنفيذها من خلال خطة تهجير اليهود إلي فلسطين منذ عام‏1937‏ وحتي قيام الدولة الإسرائيلية‏.‏ونظرا لأهمية وسرية الأعمال التي يقوم بها الموساد تقرر أن يتبع بصفة مباشرة رئيس الوزراء الإسرائيلي فيتلقي منه التعليمات ويرسل إليه بتقاريره ونتائج أعماله ويحضر رئيسه غالبية إجتماعات مجلس الوزراء المصغر المكون من رئيس الوزراء والوزراء السياديين والذي يبحث ويصدر قراراته في المهام العسكرية والأمنية‏.‏ويكلف الموساد بصفة عامة بجمع المعلومات في زمن السلم والحرب عن الدول المعادية والصديقة‏,‏ كما يقوم بتنفيذ العمليات السرية الخاصة خارج إسرائيل كما يقوم بإجراء الدراسات الاستخبارية علي بعض الأهداف الاستراتيجية كالنشاط النووي الايراني علي سبيل المثال ويقدم التوصيات المناسبة للتعامل مع هذه الأهداف‏.‏وتنحصر مهام الموساد الرئيسية بشكل محدد فيما يلي‏:‏‏1-‏ تجنيد العملاء وإدارة شبكات التجسس في جميع الدول خاصة الدول التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل كذلك الأقطار المجاورة والتنظيمات والمليشيات التي تشكل تهديدا لأمن وسلامة إسرائيل‏.‏‏2-‏ التخطيط وتنفيذ العمليات الخاصة خارج إسرائيل بما في ذلك عمليات الاغتيال أو خطف الشخصيات التي تخطط لتهديد سلامة وأمن الدولة الإسرائيلية‏.‏‏3-‏ وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية عامة وتقديم المقترحات والتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها لصانع القرار ومتابعة ردود افعال هذه التوصيات بعد تنفيذها علي أرض الواقع‏.‏‏4-‏ جمع وتقييم المعلومات والأخبار المنشورة في الوسائل العلنية بما في ذلك النشرات والصحف والمجلات والدراسات الاكاديمية والاستراتيجية والبرامج والأفلام التليفزيونية والسينمائية‏.‏‏5-‏ إحباط النشاطات التجريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج‏.‏‏6-‏ إحباط تطوير الاسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية والمجاورة خاصة الأنشطة النووية وأسلحة التدمير الشامل بجميع أنواعها والعمل علي منع تسليح هذه الدول بها بجميع الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة‏.‏‏7-‏ تنشيط أعمال المخابرات السياسية مع الدول التي ليس لها علاقة بإسرائيل وبصفة خاصة الدول العربية وأيضا الأحزاب والتنظيمات السياسية والعسكرية لهذه الدول‏.‏‏8-‏ إنقاذ اليهود في البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلي إسرائيل من خلال الجاليات اليهودية في الخارج والمؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بهذه المهمة‏.‏وأقرب مثال علي هذا التكليف الذي نتذكره جميعا عملية نقل الفلاشا من أثيوبيا إلي إسرائيل بالآلاف بشكل مفاجئ بالطائرات وفي زمن قياسي‏.‏فهل لهذه الأسباب أطلق علي جهاز الموساد بأنه جهاز المخابرات الذي لايقهر؟علي الاطلاق فجهاز الموساد يجابه جهاز المخابرات المصري وهو جهاز المخابرات الوحيد في العالم الذي ومنذ إنشائه في عام‏1953‏ عمل في ظروف غاية في الصعوبة عبر ثلاث حروب هي حرب‏1967‏ وحرب الاستنزاف وحرب‏1973‏ وأثبتت الأيام تفوق جهاز مخابراتنا علي جهاز الموساد سواء تجنيد عملاء وزرعهم داخل إسرائيل كما هو الحال في قضية رفعت الجمال أو رأفت الهجان أو في قضايا العملاء المزدوجين كقضية جمعة الشوان والتي أذيعت كمسلسل تحت إسم دموع في عيون وقحة أو في قضايا مقاومة التجسس كما هو الحال في فيلم الصعود إلي الهاوية وأخيرا مسلسل حرب الجواسيس وتشهد أجهزة المخابرات الكبري في العالم بكفاءة وحرفية ضباط المخابرات المصرية الذين يعملون في صمت وهدفهم الوحيد هو حماية أمن مصر وشعب مصر‏.‏في الفترة الأخيرة قضايا التجسس التي كشفتها المخابرات المصرية لحساب الموساد تورط فيها شباب‏..‏ بماذا تنصح لكي لا يقع أحد منا في براثن التجنيد من جانب أي جهاز مخابرات؟‏!‏وفي إجابته عن هذا التساؤل قال اللواء سامح سيف اليزل‏..‏ ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يحاول الاقتراب من المواطن إسرائيلي الجنسية فعادة ما سوف يصرح له بأي جنسية أخري لذا من الواجب علي أي مواطن يشعر بأن هناك اقترابا مشبوها من شخص أو أشخاص بأي جنسية الإبلاغ الفوري عن هذا الاقتراب فقد تكون محاولة لتجنيده من جهاز مخابرات مضاد وعليه إذا كان موجودا خارج البلاد إخطار السفارة المصرية الموجودة بهذا البلد فورا أما اذا كان داخل البلاد فعليه التقدم ببلاغه إلي مبني المخابرات العامة بكوبري القبة حتي يتمكن المسئولون من التعامل مع البلاغ في الوقت المناسب وقبل أن يقع فريسة في أيدي عملائهم‏.‏



الاهرام - احمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق