السبت، 26 سبتمبر 2009

أسرار المطالبة بإبراء الذمة عن الآثار الجانبية لـ لقاح إنفلونزا الخنازير‏ !!!


الحجاج سيوقعون إقرارات بمسئوليتهم عن تناوله

التأكيدات التي جاءت علي لسان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة حول ضرورة توقيع الحجاج علي إقرارات بموافقتهم علي تناول لقاح إنفلونزا الخنازير بدءا من منتصف أكتوبر المقبل وتحملهم المسئولية الشخصية عن الآثار الجانبية المحتملة للقاح التي لا تعرفها وزارة الصحة حتي الآن‏,‏ تثير مجموعة من التساؤلات حول مدي الأمان المفترض في استخدام هذا اللقاح الذي يتم استخدامه لأول مرة علي مستوي العالم‏.
‏علامات استفهام الآن تدور حول مواعيد تسلم جرعات اللقاح في ضوء عدم حصول شركة جلاكسو سيمث كلاين الانجليزية التي تعاقدت معها وزارة الصحة علي موافقة هيئة الأغذية والدواء الأمريكية لاستخدام منتجاتها من اللقاحات المضادة للفيروس التي وافقت حتي الآن لأربع شركات فقط هي سي‏.‏إس‏.‏ إل الاسترالية وميدي إيمون الأمريكية ونوفارتس السويسرية وسانوفي باستير الفرنسية‏.‏
مع العلم أن هيئة الدواء الأوروبية قد وافقت علي اللقاح الجديد الذي اتبعته الشركة الانجليزية بمطالبتها للحكومة المصرية بإبراء ذمتها من مسئوليتها تجاه أي أثار جانبية للقاح شأنها في ذلك شأن كل الشركات العالمية لضمان عدم خضوعها تحت طائلة التعويضات في حالة ظهور أي أعراض جانبية‏,‏ جعلت وزارة الصحة تلجأ إلي أسلوب جديد وهو توقيع المواطنين علي إقرارات بمسئوليتهم الكاملة عن تناول هذا اللقاح‏.‏وكانت الشركات العالمية للأدوية قد تعرضت عام‏76‏ لأحكام قضائية بتعويضات باهظة نتيجة سحب منتجاتها من اللقاحات المضادة لفيروس إنفلونزا الخنازير الذي كان ينتقل من الخنازير للانسان بعد أن ارتفعت نسبة الاصابة بأعراض جانبيه خطيرة مرض جلان باري الذي جاء كسب مباشر لهذه التطعيمات مما إضطر السلطات الأمريكية إلي سحب اللقاح من الأسواق بعد‏5‏ أشهر من طرحه رغم حصوله علي موافقة هيئة الدواء والغذاء الأمريكية‏.
‏يأتي ذلك في ظل تضارب التصريحات التي تشير تارة إلي مصل للإنفلونزا وتارة أخري لقاح الإنفلونزا‏,‏ مما يؤكد ضرورة استجلاء الموقف‏,‏ والتأكد من حسابات المكسب والخسارة لتناول لقاح إنفلونزا الخنازير ومدي خطورة ذلك في ضوء تحذير خبير الصحة الألماني ولفجانج ودراج الذي أثار جدلا عالميا حول احتمالات الاصابة بالسرطان من جراء استخدام اللقاح بعد البحث العلمي الذي نشره في إحدي المجلات العلمية الألمانية الذي أكد أن المصل له العديد من الأعراض الجانبية قد تكون أسوأ بكثير من الأعراض التي يسببها فيروس إنفلونزا الخنازير نفسه‏.‏وعن مدي خطورة تناول اللقاح بوضعه الحالي أوضح عبدالهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية أنه يفضل عدم تناول اللقاح بمجرد طرحه في السوق مذكرا بما حدث في أمريكا عام‏76,‏ مشيرا إلي أنه إذا حدث تحور للتكوين الجيني للفيروس بحيث يصبح أكثر خطورة وارتفعت نسبة الوفيات فسوف يمثل خطورة أكثر مما هو قائم حاليا‏,‏ حيث يمكن في هذه الحالة تناوله للضرورة‏,‏ مؤكدا أن وضع الفيروس الحالي لا يتطلب سوي اتباع أساليب الوقاية وهي كافية لمكافحته‏,‏ ولأن تناول اللقاح قد يحمل أثارا جانبيه غير معلومة فيكون ذلك تصرفا متعجلا‏,‏ بالقياس لما حدث من قبل‏.‏


الاهرام - حسام زايد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق