أفادت مسودة بيان ختامي لمجموعة العشرين أمس الجمعة أن الزعماء سيسعون لتطبيق قواعد جديدة بحلول نهاية 2012 لتحسين وضع وحجم رأس مال البنوك ولمنع تكرار الازمة المالية على ان تفرض تدريجيا مع تحسن الاوضاع المالية وضمان الانتعاش الاقتصادي .
وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة في القمة أن الولايات المتحدة تؤيد تطبيق القواعد البنكية الصارمة التي تتضمنها اتفاقية "بازل 2" بشأن رأس المال الأساسي للبنوك وذلك في موعد أقصاه عام 2011، وتسري قواعد هذه الاتفاقية في ألمانيا وغيرها من دول أوروبا منذ عام 2007.
ويعلق مؤيدو الاتفاقية الامال عليها في تعزيز عنصر الأمان والاستقرار في النظام المالي العالمي، وتعزيز مبدأ حرية المنافسة وتساوي الفرص وحصر مخاطر الاستثمارات البنكية بشكل أفضل.
وأشارت المسودة الى أن من المنتظر أن تتبنى الاقتصادات العالمية الكبرى اجراءات لاصلاح نظم المكافات، والاجور بالبنوك الكبرى والشركات المالية.وأكدت ان التحرك الجماعي سيفرز قواعد أشد صرامة للمؤسسات المالية بالنسبة للمخاطرة، والحوكمة التي تربط المكافات والاجور بالاداء في المدى البعيد وشفافية أكثر في العمليات.
ودعت مسودة البيان الختامي البنوك الى الاحتفاظ بنسبة أكبر من الارباح الحالية لتعزيز رأس المال عند الضرورة لدعم الاقراض.
وقال رؤساء البنوك انهم سيحتاجون الى رأسمال جديد من الدول الغنية اذا استمر الطلب على القروض التي تقدمها البنوك بالوتيرة الحالية.
كما دعت المسودة البنك الدولي الى العمل مع الوكالات المانحة لانشاء صندوق متعدد الاطراف لزيادة الاستثمار الزراعي في البلدان الفقيرة.
وفي يوليو/ تموز 2009 تعهدت بلدان بتقديم 20 مليار دولار على عدة سنوات لزيادة الاستثمار في الزراعة في أفقر بلدان العالم بهدف تعزيز الامن الغذائي بعد ارتفاع أسعار الغذاء الى مستويات قياسية في عام 2008 .
وفي السياق ذاته أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الجمعة ورقة عمل مطروحة للنقاش، تؤكد فيها أن تعزيز الإنتاج الزراعى إلى مستويات تكفى لتلبية احتياجات سكان العالم المتزايدين يقتضى تحقيق طفرات كبرى فى الاستثمار، فى مجالات البحوث والتنمية الزراعية والتوسع فى الاستعانة بالتكنولوجيات الجديدة, وتطبيق أساليب وتقنيات زراعية مستجدة, وتنويع الأصناف المحصولية.
جولة الدوحة
وتعهد زعماء العالم بالعمل بأسرع ما يمكن لانجاز جولة الدوحة من محادثات التجارة العالمية المستمرة منذ فترة طويلة بشكل طموح ومتوازن في 2010.
وجولة الدوحة -التي أطلقت في 2001 بهدف مساعدة الدول الفقيرة على الازدهار من خلال التجارة - هي بالفعل أطول جولة لمفاوضات التجارة العالمية منذ بدأ النظام التجاري الحديث الذي يستند الى قواعد منظمة.
ولم يتوصل أعضاء منظمة التجارة العالمية حتى الان بعد نحو ثماني سنوات من المفاوضات الى اتفاق بشأن الصيغ الاساسية لخفض التعريفات الزراعية والصناعية وتقليص الدعم الزراعي المشوه للتجارة.
وجدد الزعماء تعهدا الضروري قطعوه خلال اجتماعين سابقين بأن يقفوا معا في مواجهة اجراءات الحماية، ويقول منتقدون انه جرى تجاهله الي حد كبير على مدى العام المنصرم.
إطار زمني
ويبدأ زعماء مجموعة العشرين الجمعة اليوم الثانى من اجتماعاتهم بمدينة بيتسبورج بولاية بنسلفانيا الأمريكية حيث من المقرر أن يتفقوا على وضع إطار زمنى لإصلاح اللوائح المنظمة للنظام المالى العالمى للحيلولة دون تكرار الأزمة الحالية.
وسيلتقى زعماء أكثر من 20 دولة إلى جانب قادة مؤسسات المال العالمية، ومن بينها البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، فى جلستى عمل يتم خلالهما مناقشة الاقتصاد الكلى للدول والعالم والآليات الخاصة بتنظيم اللوائح المالية العالمية التى أدت هياكلها الفضفاضة إلى انهيار عدد من أكبر مؤسسات المال العالمية.
وعقد وزير الخزانة الأمريكى تيموثى جايثنر الخميس مؤتمرا صحفيا دعا فيه إلى إطلاق العنان للمنافسة فى الإصلاحات المالية بين الدول بما يجعل الاقتصاد أكثر استقرارا فى المستقبل، مضيفا إنه سيتم الاتفاق على وضع إطار زمنى للاصلاحات التى سيتم الاتفاق على وضعها موضع التنفيذ.
وأوضح أنه لكى يتم التصدى لمسألتى النمو والإصلاح ينبغى أن يشارك أكبر عدد من الدول وأنه من هنا تكمن أهمية انعقاد قمة العشرين ومعها مؤسسات دولية مهمة كمجموعة البنك الدولى وصندوق النقد الدولى .
الثماني
وعلى صعيد أخر، أعلن البيت الابيض الجمعة انه تقرر ان تحل مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصاديا على مستوى العالم محل قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا مستقبلا فيما يتعلق بالتعامل مع مشاكل العالم الاقتصادية.
وعقدت مجموعة السبع التي كانت تلتقي وروسيامنذ تسعينيات القرن العشرين تحت مسمى "مجموعة الثماني" اجتماعات سنوية على مدار 30 عاما مضت، وتضم المجموعة كبرى الاقتصادات المتقدمة في العالم , وهي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة , بالاضافة إلى روسيا.
وتضم مجموعة العشرين في عضويتها، الى جانب هؤلاء، كبرى الاقتصادات النامية مثل الصين والهند والبرازيل.
احتجاجات
تأتي القمة في ظل احتجاجات كبيرة، حيث حطم محتجون واجهات متاجر والقوا حجارة على الشرطة الخميس بينما استخدم ضباط مكافحة الشغب غاز الفلفل والهراوات لتفرقة مسيرتهم المناهضة للرأسماالية في قمة مجموعة العشرين في بيتسبرج.
وارتدى المحتجون لفافات كبيرة ومناظير وقاية ورفعوا عاليا لافتة سوداء تقول "لا امل في الرأسمالية"، واخرى تقول "اركل الرأسمالية وهي تسقط".
وعادة ما يتظاهر المحتجون الذين غالبا ما يكونون معارضين لبعض جوانب الرأسمالية في القمم منذ محادثات التجارة في سياتل في 1999 عندما عاث المتظاهرون فسادا في وسط المدينة مستهدفين مؤسسات الاعمال التي يرونها رمزا لنفوذ الشركات الامريكية.
وقال متحدث باسم "مشروع مقاومة مجموعة العشرين في بيتسبرج المناهض للرأسمالية" "شهدنا الشرطة وهي تستخدم الطلقات المطاطية والهراوات و الغاز."
وفي وقت متأخر من المساء قال مسؤولون انه اعتقل 15 شخصا احدهم للتحريض على الشغب واربعة للاعتداء الجسيم و10 اخرين بسبب رفضهم التفرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق