لم أقامر في هالة والمستخبي وكـانت لحظـة اختيـار صعبة
بمجرد عرض الجزء الأول من مسلسل حكايات بنعيشها والذي حمل عنوان هالة والمستخبي لم تكن ليلي علوي..نجمة العمل. ولم تكن أيضا. هي تلك الممثلة الجميلة الأنيقة التي يحب المشاهد متابعتها بل فوجيء بها تلك السيدة التي نالت قسطا بسيطا من التعليم التي تبحث عن أطفالها الذين باعهم الاب, لتضع ملامح مغامرة فنية خطيرة علي مشوار ثري بالعديد من الاعمال المهمة والأدوار المتنوعة,.
كثير من القناعات تبدلت لدي النقاد وصناع الفن ووقفت ليلي علوي تمثل كأنها تقف أمام الكاميرا للمرة الأولي, وفاجأت كثيرا من النقاد وبلياقة فنية وطاقة تمثيلية تبدلت معها قناعاتهم تجاه النجوم الكبار المأمول منهم موضوعات ذكية وإطلالة شيقة بدون مجهود متجدد بل اعتيادي..المفاجأة الثانية قدمتها ليلي علوي في الجزء الثاني بعنوان مجنون ليليوفاجأت الجميع باداء مغاير وإطلالة أكثر تشويقا في مغامرة جريئة منها من خلال عمل رومانسي مرت سنوات طويلة علي شاشة التليفزيون ليقدم مثل تلك الاعمال..
مغامرة ليلي علوي وصفها عدد من النقاد بالمقامرة..لكنها أكدت بحساباتها وذكائها وخبرتها الطويلة أنها عملت وفقا لحسابات تخصها وحدها..إلتقينا ليلي علوي قبل أن تستقل طائرة الأمس متوجهة الي العاصمة الكندية أوتاوا حيث يكرمها معهد الفيلم الكندي في دورته الحالية لهذا العام تقديرا لعطائها الفني وبوصفها واحدة من رموز مصر الفنية, كذلك يتم تكريمها من قبل الجمعية المصرية الكندية الثقافية الإيكاوا..
في البداية سألتها عن تلك المغامرة وأنها بدلت كثيرا من القناعات في اسلوب اختيار النجم لموضوعاته وأيضا منهج الممثل..قالت لم تكن مقامرة الموضوع اتسم بالاختلاف رغم اتصاله الوثيق بهموم الناس, صحيح انها كانت لحظة اختيار مهمة, لكني فكرت في هذا العمل مثلما أفكر دائما في السينما اي أن يكون جيد الصنع ومناسبا للجمهور وأن يكون إيقاعه مختلفا عما اعتاده الجمهور. كيف جاءتك الفكرة. من خلال متابعتي الدائمة للسينما المصرية وتجاربها, كان دائما يستهويني تقديم عمل مثل فيلم البنات والصيف لعبد الحليم حافظ الذي قدم خلال أحداثه ثلاث حكايات سينمائية مختلفة, وحلمت بان أقدم دراما الفيديو بالشكل السينمائي, وهذا ماتحقق في النهاية فقدمت عملا احب أشوفه وكان نفسي احققه, وساعدني في التنفيذ المخرج عمرو عرفة كصديق ووافقني الرأي أن مثل هذا الاسلوب سوف يحطم كثيرا من القواعد وبدأنا تكوين ورشة عمل لاتمام المشروع, وأدهشتني الموضوعات التي استقرينا عليها, كلنا حلمنا وفكرنا وطلعنا بحكايات بنعيشها..
قلت: هو بالتأكيد شكل جديد من اشكال الدراما لكن دعيني أسألك هل النجوم الكبار الذين صنعوا تاريخا هم القادرون علي الاختيار بمثل هذه الطريقة؟
أعتقد ان النجوم يمتلكون اختيارات عديدة لتقديم تجارب مهمة وأيضا المخرجون الموهوبون المهمومون بحال الفن وصناعته,لكن من يستطيع أن يقدم تلك التجارب هو من يجد منتجا يوافق علي خوض التجربة, وأعتقد أن حظي كان جيدا بالعثور علي منتج رحب بالفكرة, وكنت قد عرضت هذه الفكرة علي صناع آخرين ولم تلق لديهم صدي مناسبا والطريف انهم اشتروا العمل بعد مشاهدتهم له..هل ترين انه من الممكن أن تكون هناك اشكالية في آلية صناعة الفن في مصر؟ أعتقد أن التاريخ خلال الثلاثين عاما الماضية يؤكد ذلك, وانه كلما وجدنا فكرة ناجحة نسير خلفها ولانطورها.. وأتذكر أنني عندما انتجت فيلم يامهلبية يا كثيرون قالوا هاتخسري بسبب طبيعة الفيلم, لكن إيماني بالفكرة جعلني انفذها كمنتجة, وإذا راجعت إنتاج الفنانين تجده في أغلبه أعمالا مهمة وأيضا المخرج أو المؤلف يمكن تقديمه بعمل مختلف ومتطور عندما يكون هناك منتج فنان, المهم أننا نقرر ونفكر لأن مشكلتنا أننا نستسهل ولانفكر في التطوير.
إقدامك علي تقديم مسلسلك هل كان مبنيا علي فكرة التطوير, أم علي فكرة المفاجأة؟
علي فكرة أهمية وجودنا كفنانين ومبدعين وأن نلقي الضوء علي مشكلة موجودة في مجتمعنا, مهمة الفنان رصد الظرف والمتغير الحادث دائما وتشكيل وجدان الرأي العام والتأثير فيه, والحقيقة انه في هالة والمستخبي تحديدا تم كتابتها بشكل مدروس ومصداقية شديدة وتشويق وكانت هناك تفاصيل رائعة في الشخصيات, الي جانب القاء الضوء علي عدد من قضايانا اليومية مثل أطفال الشوارع وحقوق المرأة بشكل غير مقحم لكن داخل السياق.يبقي ان نسألك عن طاقة الممثل وأدائك المغاير تماما؟ لا أخفيك سرا أنني كنت خائفة من الشخصيتين, خاصة في هالة والمستخبي لانه دور مكتوب لأول مرة في الدراما العربية وكان خوفي أيضا في كيفية تنفيذه ولايوجد مرجع مرئي نأخذ منه, فهو دور لم ينفذ من قبل.ألم تخشي علي تاريخك ومشوارك في تجربة جديدة تماما؟ علي الاطلاق, لم أخف علي تاريخ,بل كان خوفي الا يصدقني الجمهور, وألا تصل الرسالة ولا المشكلة التي استشعرها, كنت خايفة من استقبال الناس, فالفنان دائما يسعي لتقديم الافضل والأحسن وهذا بديهي, لكن وقتما تعمل وتنتظر العرض تشعر أنه أول وآخر عمل.يبقي السؤال الأهم..اداء الممثل وطاقة الممثل كان هناك حرفية. أنا كنت خايفة من هالة ومن ليلي فعلا رد الفعل أول مرة هيتعمل ازاي معندكش حاجة تاخد منها دورا لم ينفذ من قبل.ألم تخاف علي تاريخك ومشوارك علي الرغم من تنوع الشخصيات التي قدمتيها. لا لم أخف علي التاريخ فقط كنت أقول يارب كان خوفي ألا يصدقني الجمهور,كنت اخشي ألا تصل الرسالة ولا المشكلة التي استشعرها لكن الحمد لله حصل, كنت خايفة من استقبال الناس دائما يسعي الفنان لتقديم الأفضل والاحسن وهذا بديهي, لكن وقتما تعمل وتنتظر العرض تشعر أنه اول عمل واخر عمل. بمناسبة يامهلبية كان لها حلم مهرجان كان وكررت التجربة في الوان السما السابعة وكان حلما اختلفت ملامحه فيلم يصلح للعرض خارج مصر وفي السوق الخارجية وحقق وجودا في العديد من المهرجانات أما زال الحلم قائما؟علي ذكر إنتاجك لفيلم يامهلبية يا اتذكر انه مثل حلما للاشتراك في مهرجان كان, وآخر افلامك الوان السما السابعة ايضا كان مشروعا قديما, وحقق وجودا في العديد من المهرجانات, أم مازال الحلم قائما؟ انتجت مهلبية لان كان نفسي في فيلم مصري يشارك في مهرجان كان وهو من اهم الأفلام التي احبها, وتحقق الحلم في فيلم المصير ليوسف شاهين وعرض في المسابقة الرسمية وحقق وضعا اتمناه للفيلم المصري ولي أيضا, أما الوان السما السابعة لم أقدمه كي يخوض نفس التجربة لكن لأني أراه فيلما جيدا منذ قرأته قبل الاتفاق عليه بسنوات عديدةقائمة اختيارتك تتسم بالجرأة خاصة في الأونة الاخيرة.. مقاطعة اتذكر انه منذ قدمت فيلم انذار بالطاعة وقبلها ايضا ودائما توصف اعمالي بانها جريئة, والحقيقة ان اختياراتي في السينما مختلفة ودائما غير متوقعة من عمل الي عمل ولا أعتقد انه ومنذ التسعينيات حتي الان ان اعمالي غير متوقعة, لذلك عندما خضت تجربة الفيديو هذا العام كان بمنطق السينما واختياراتها. تردد ان اعتذاراتك في الاونة الأخيرة علي اعمال كانت لأسباب مادية وغير مرتبطة بنوعية الموضوعات؟ لم يحدث مطلقا, وعيب بعد هذا المشوار أن يتردد مثل هذا الكلام أنني أعتذر بسبب الأجر, هناك أعمال سينمائية وتليفزيونية عديدة أقدمت عليها دون مراعاة للمقابل المادي فيها مثل مسلسل العائلة ولكن هذه الاعمال كانت تهدف للتأثير في المجتمع ولها دور مهم.لماذا يتردد انك ربما ترشحين نفسك كعضوة في مجلس الشعب؟ ضاحكة استغرب دائما لمثل هذا الكلام لأن دوري في الفن وما أقدمه لايقل عن دور أي شخص سياسي أو يمارسها من خلال حزب, بل ربما تكون اكثر تأثيراهل هناك جديد سوف تقدمينه في السينما خلال المرحلة القادمة؟ هناك مشروع لايزال تحت الدراسة واحتاج لفترة راحة قبل ذلك.وماذا عن سحر العشق واسراره للمخرج رأفت الميهي؟ لدي نسخة من السيناريو عليها اهداء من الاستاذ رأفت الميهي لأنه كتب هذه القصة لابنته حيث كانت تردد أنه لايوجد شيء اسمه الحب ولأنني كنت أؤيدها وأردد نفس الكلام فكتبها لابنته وأهداني نسخة, وآعتقد أنه حلم أن يقدمها للسينما وأتمني مشاركته هذا الحلم.سؤال أخير..هل كان يقصد يوسف شاهين باختيارك في فيلم المصير,حكما فحواه ليلي.. غجرية السينما المصرية؟ أتمني.. بكل تأكيدعملي مع يوسف شاهين يمثل إضافة مهمة في تاريخي ولا أنكر أن حلمي كان تقديم شخصية الغجرية وتحقق ذلك علي يديه, وسعدت كثيرا بالشخصية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق