الخميس، 10 نوفمبر 2011

الأصابع الإسرائيلية في إفريقيا ومخاطرها علي الأمن القومي المصري


جعفر نميرى
هناك خطة اسرائيلية منظمة تجاه افريقيا لاتقتصر علي المياه فقط لكنها ترتكز علي الاستفادة من جميع الثروات في تلك الأراضي البكر
وقد أصدر مركز الزيتونة الفلسطيني للدراسات والاستشارات كتابا جديدا بعنوان السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه افريقيا‏:‏ السودان نموذجا للباحث عامر خليل عامر يكشف عن تلك الخطط الإسرائيلية ازاء القارة السمراء‏.‏ويحلل الكتاب ـ الذي جاء في‏160‏ صفحة ـ السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه افريقيا‏,‏ متخذا السودان نموذجا لها‏,‏ ويناقش أهداف تلك السياسة في ضوء المراحل المختلفة التي مرت بها العلاقات الافريقية ـ الاسرائيلية صعودا وهبوطا‏,‏ ووسائل تنفيذ تلك السياسة والمؤسسات التي تشرف علي تطبيقها‏,‏ مشيرا الي أن القارة الافريقية احتلت مكانا متقدما في سلم أولويات الحركة الصهيونية منذ تأسيسها‏,‏ حيث طرحت أوغندا لتكون وطنا قوميا لليهود في مطلع القرن الماضي‏,‏ وكان من أسباب الاهتمام الاسرائيلي بالقارة التأثير علي الأمن المائي العربي‏,‏ حيث نهر النيل وأهميته الاستراتيجية لمصر والسودان ودول أخري‏,‏ وتهديد الملاحة العربية في البحر الأحمر ومنع تحوله الي بحيرة عربية‏,‏ وإضعاف التأييد الافريقي للقضايا العربية‏.‏يتناول الكتاب ايضا رؤية اسرائيل للسودان كدولة‏,‏ مستعرضا تاريخ علاقة إسرائيل مع السياسيين السودانيين‏,‏ التي يشير الي أنها بدأت في وقت مبكر من عقد خمسينيات القرن الماضي‏,‏ موضحا أن الحرص الإسرائيلي علي إقامة علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع السودان يرتكز علي استراتيجية إسرائيلية أساسية مفادها أن توثيق العلاقة مع الدول الافريقية سيوفر مخرجين لتل أبيب من العزلة في المنطقة العربية‏,‏ وذلك من خلال إيجاد قواعد وعلاقات تجارية وسياسية وأمنية تشكل بديلا عن العلاقة مع الأطراف العربية‏.‏كما يكشف الكتاب الاطماع الاسرائيلية في الماء والنفط السوداني‏,‏ وتوظيف إسرائيل للعلاقة مع السودان في عهد الرئيس الاسبق جعفر النميري في تهجير يهود الفلاشا‏.‏ويتطرق كذلك الي دور إسرائيل في تفتيت السودان من خلال علاقاتها مع حركة تحرير جنوب السودان والدعم الكبير الذي قدمته في مراحل مختلفة‏,‏ وصلة زعيم الحركة جون قرنق باسرائيل وزياراته المتعددة لها‏,‏ مشيرا الي دور دول الجوار التي لها علاقات مع إسرائيل‏,‏ أوغندا وأثيوبيا وزائير وكينيا‏,‏ كقواعد متقدمة للنفاذ الي جنوب السودان‏,‏ كما يتناول في سياق التفتيت قضية دارفور والدور الإسرائيلي فيها‏,‏ ومواقف القيادات الافريقية وتأثير اللوبي اليهودي في دفع دارفور الي سلم الاهتمام العالمي ومائدة مجلس الأمن الدولي‏.‏كما يتناول أيضا تداعيات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه افريقيا علي الأمن القومي العربي بشكل عام والأمن القوي المصري والسوداني بشكل خاص‏,‏ مشيرا الي ان هذه السياسة تجاه افريقيا والسودان مازالت تهدد أمن العرب في البحر الأحمر وثرواتهم من النفط والماء‏,‏ حيث ترنو إسرائيلالي دول حوض النيل وتحاول التأثير علي مجري نهر النيل‏.‏ويضيف ان الاكتشافات النفطية في جنوب السودان وغربه زادت من المخاطر التي تهدد الأمن الاقتصادي العربي‏,‏ فيما يجعل الوجود الإسرائيلي في البحر الأحمر العديد من الدول العربية في معرض التجسس والرقابة الإسرائيلية المباشرة‏.‏وفي النهاية يضع الكتاب عددا من التوصيات لمواجهة التهديدات الإسرائيلية للعمق العربي في افريقيا‏,‏ تتضمن توثيق العلاقات الافريقية ـ العربية وإنهاء الخلافات بهذا الصدد بما يضمن خدمة المصالح المشتركة ومواجهة التغلغل الإسرائيلية في القارة الافريقية‏,‏ والانتباه لمسألة تمايز الأعراق واختلاف الأديان في المجتمعات الافريقية والعربية وتوظيف اسرائيل لها لخدمة أهدافها ومصالحها‏,‏ من خلال تفهم هذا الاختلاف ورفع الظلم الواقع علي الطوائف غير العربية‏,‏ ومساعدة الافارقة الذين يعانون الفقر الشديد في ظل الحروب والصراعات غير المتوقفة‏,‏ التي تستغلها تل أبيب للنفاذ الي العمق الافريقي وتأجيج الصراعات فيها لتبقي جميع الدول في حاجة لعونها ومساعدتها‏,‏ وخاصة في مجال السلاح‏.‏





المصدر : الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق