لا يزال نصف مصر الآخر أو الصحراء الغربية يحوى فى باطنه الكثير من المفاجآت والتى تفجرت مؤخراً بالإعلان عن اكتشاف أنهار من المياه الجوفية أسفل بحار الرمال الشاسعة لكن إلى جانب هذه الأبحاث الجيولوجية هناك أبحاث ودراسات أخرى استكشافية استطاعت من خلال رحلات عميقة فى قلب هذه الصحراء أن تكتشف بالفعل أن نصف مصر الآخر كان حياً عامراً بالبشر والخضرة والمستنقعات والغابات ..
كتب: محمد شعبان هذه النتيجة المدهشة هى خلاصة دراسة مطولة أعدتها الدكتورة سالمية إكرام الاستاذة بقسم علم الاجتماع والإنسان والنفس والمصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وأستاذ علم المصريات بجامعة كامبريدج البريطانية وغيرها من الجامعات العالمية . وقد أعلنت نتائج هذه الدراسة فى مؤتمر كبير بالجامعة الأمريكية. تقول الدكتورة سالمية: الصحراء الغربية من المناطق المدهشة فى العالم كله والتى للأسف لم تحظى بدراسة شاملة حتى الآن.. لكننا فى الجامعة الأمريكية حاولنا أن نقوم بدراسة استكشافية عن هذه الصحراء من خلال رحلة طويلة فى أعماقها لنجمع المشاهدات والملاحظات والحفريات ووصلنا إلى أماكن ومعالم لم يصل إليها إنسان من قبل ، ومن خلال القراءة وبعض المشاهدات استطعنا أن نعرف أنه كانت هناك حياة منذ حوالى 10 آلاف سنة قبل الميلاد ، وهذه الحياة كانت متكاملة بمعنى أنه كانت هناك زراعة ومراعى وسكان وبيوت ومياه ومعابد وآلهة ، وكانت خطتنا أن نحدد كل هذه المعالم ونضع لها أسماء وخريطة ونلتقط لها صورا لتسجيلها .وتكشف الدكتورة ساليمة عن سر التحول الرهيب الذى أصاب الصحراء الغربية قائلة هذه المنطقة فى الأصل لم تكن صحراء فى فترة ما قبل الميلاد ، كانت هناك مياه كثيرة فى المنطقة ولكن لم تكن على هيئة أنهار ، و الآن هناك أبيار ومياه جوفية وهناك بعض المناطق التى استصلحها ناس من الصعايده ويزرعون فيها . وكانت فيها أحراش وأشجار وغابات وكانت هناك زراعات كالزيتون والتفاح والنخل والخوخ وحياة عادية وكان يعيش فيها الشعب الفرعونى الفقير أو الناس البسيطة وكمان كان فيه الشعب اليونانى والرومانى والفارسى و ناس من النوبة ، وكان الفرعون الحاكم أو المدير على مايبدو يأتى إليها كزيارة أو كفسحة فقط أو فى شكل رحلة ولم يكن عايش بها ، ثم حدث تغير مناخى ومع مرور الزمن شوية بشوية بدأت تتحول لصحراء . وهذا أدى الى استحالة وجود حياة بين البشر هناك ولذلك نحن لم نجد بشر أو سكان مجهولين ولكن وجدنا أموات فى صورة هياكل عظمية ومومياوات ، أما فى المناطق المأهولة بالسكان على أطراف الوادى الجديد ففيها ناس عاديين وقبائل كثيرة . أبرز ما عثرنا عليه المعابد المبنية من الطوب اللبن حيث وجدنا أربعة معابد نادرة لايوجد لها مثيل فى العالم كله وهى تحكى كيف كان الفقراء يتقربون إلى الله فكان على مايبدو أنهم اشتركوا معا وبنوها بالجهود الذاتية يعنى من قلب الناس ومن جيوبهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يبنوا معابد عملاقة من الحجارة كالموجودة فى الأقصر.
المصدر: الشباب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق