الخميس، 10 نوفمبر 2011

برامج الأحزاب‏..‏ أحلام علي الورق؟





أيام قليلة وينطلق مولد الانتخابات البرلمانية التي يضع عليها المصريون آمالا عريضة بوصفها أول انتخابات تحت راية ثورة يناير المجيدة‏..
‏ وعلي مدار ثلاثة عقود مضت كانت الأصوات تتوجه لصالح صندوق واحد إلا قليلا هو صندوق الحزب الوطني المنحل برئاسة الرئيس المخلوع حسني مبارك‏.‏ وقبل كل انتخابات برلمانية كان الوطني ينبري بمؤتمراته ووعوده بالحرية والرخاء والرفاهية وعلاج الازمات المزمنة كالاسكان والصحة والتعليم الخ‏..‏ وبعد أن ينفض المولد لاجديد يحدث أو يذكر‏.‏ وهكذا ابقي المصريون في نفس الدائرة المغلقة احلام علي الورق وسراب في الواقع‏..‏ وبعد سقوط نظرية الحزب الاوحد‏..‏ لم تتسع مساحة الحرية والمشاركة امام الاحزاب والائتلافات العديدة التي افرزتها ثورة يناير بجانب الاحزاب العتيدة الاخري فقط وانما اتسعت معها مساحة الحلم لدي المواطن البسيط في غد اكثر اشراقا وعدلا ورفاهية‏.‏ تحقيقات الأهرام المسائي التقت عددا من رؤساء الاحزاب ونقلت اليهم طموحات المواطنين وتطلعاتهم وحقهم في العيش الكريم‏..‏ فماذا قالوا وماذا قال الشارع‏..‏ السطور التالية تحمل التفاصيل‏.‏
الوفد‏:‏ تاريخنا فـــوق المزايــــــــدةرجب أبوالدهبيبدو للجميع ان التيارات السياسية والاحزاب ليس لها اهتمام بما يهم المواطن البسيط من مشكلات اجتماعية واقتصادية يعاني منها صباحا ومساء ويكتوي بها كارتفاع الاسعار وقلة الدخول وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والتي اصبحت سلعة غالية لايقدر علي نيلها سوي فئة محدودة من القادرين فقط‏,‏ ويبدو ان الاحزاب تناست الخوض في هذه المشكلات وركزت علي جانب واحد هو الجانب السياسي‏.‏الدكتور بهاء ابوشقة نائب رئيس حزب الوفد يري عكس ذلك ويؤكد ان الحزب وضع برنامجا يلتزم بتحقيقه حال فوزه بأغلب مقاعد موضحا ان الحزب حرص في الانتخابات البرلمانية الأولي له بعد ثورة‏25‏ يناير ان تكون معبرة عن الشعب المصري بمختلف فئاته وعناصره بمسلمية واقباطه ونسائه ورجاله وكهوله وشبابه حتي يمكن وضع دستور يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع ويتيح نظاما تعليميا يمنع الانهيار المعرفي والثقافي والمهني وذلك من خلال خطة لتدريب المعلمين وتأهيلهم حتي يصلوا المستوي عال من الكفاءة بالاضافة لزيادة ميزانية التربية والتعليم للارتقاء به كحجر زاوية وكذلك الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لاعداد كوادر فنية للعمل في المهن الحرة‏.‏وأضاف ابوشقة ان الاهتمام بالتعليم احد الاسس التي يؤكد عليها حزب الوفد منذ ان دعي إلي مجانية التعليم عام‏1951‏ إلا ان حكومة النظام السابق كانت تتجاهل العلماء والبحث العلمي رغم الميزانية الضخمة التي كانت تنفق علي التعليم والصحة حتي وصل هذان القطاعان إلي مرتبة متخلفة بالمقارنة بالدول الأخري مشيرا إلي ان الوفد وضع خطة من شأنها الاهتمام بالعلماء والباحثين وتكريمهم والتواصل معهم بالخارج والداخل لتكوين نواة جديدة منهم للتنوير في المجتمع بالاضافة لخطة من شأنها ايضا الارتقاء بنظام التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين خاصة عمال الزراعة وتوفير العلاج لكل مريض وصرف راتب شهري لكل عاطل بما يعادل‏65%‏ من راتب المشتغلين لضمان حياة ادمية تليق به كمصري وكذلك توفير معاشات لكبار السن الذين لم يسبق لهم العمل في الوظائف الحكومية تأكيدا لمبدأ العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل بين المواطنين وألا تكون الضرائب إلا علي اصحاب الدخول الكبيرة وبما يتوافق معها‏.‏وبشأن مشكلة جنون الاسعار المستمرة وموقف الوفد منها أوضح ابوشقة ان عملية ارتفاع الأسعار تخضع في الاساس للعرض والطلب ورفع الدخل للافراد لايتأتي إلا بطريق زيادة الانتاج والعمل علي انعاش التصدير وزيادة الموارد وبخلاف ذلك لايمكن السيطرة علي الاسعار في الفترة القادمة‏.‏وأوضح ابوشقة ان غياب الديمقراطية في الفترات السابقة اثر سلبيا علي الأوضاع الاقتصادية باهماله استغلال موارد البلاد التي لو تم استثمارها لكانت مصر في وضع اقتصادي يضاهي تركيا الآن او اقوي منها مشيرا إلي ان الوفد لديه خطة للاصلاح الاقتصادي من خلال تعمير وتنمية سيناء التي اهملها النظام السابق وتستوعب مساحتها الشاسعة المتنوعة الموارد الطبيعية من زراعة وسياحة ومعادن وصيد اسماك ملايين المواطنين من الباحثين عن فرص عمل حقيقية وفي الوقت ذاته تكون القوة البشرية الموجودة هناك بمثابة درع لحماية ارض سيناء فلا يجرؤ عاقل علي مجرد التفكير في الدخول فيها أو احتلالها وذلك لايمكن تحقيقة إلا من خلال مشروعات تقام بامكانات كبري يمكن تنفيذها بنظام‏B.OT‏ مع شركات عالمية متخصصة تتولي تنفيذ هذه المشروعات في مدة محددة ليتثني توطين اكبر قدر من السكان بارض سيناء والتي تعتبر موقعا فريدا لامثيل له في العالم من حيث الموقع والمناخ والموارد الطبيعية التي حباها الله بها ويجعلها في فترة لاتتجاوز عدة اعوام نمرا من النمور الاقتصادية وانهي ابوشقة حديثه عن البرنامج بقوله ان حزب الوفد يهدف إلي تعويض الشعب المصري عن سنوات الحرمان والجوع واكل الاغذية المعالجة بالميدات وشرب المياه الملوثة والتي اصابته بالامراض الوبائية وادت لانتشار امراض السرطان والفشل الكلوي وامراض الكبد‏.‏
الناصري‏:‏ نعتمد علي عراقتناخالد ديابتعاني البلاد من العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يجب أن تتصدر أجندات الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها لحل مشاكل البطالة والفقر وللارتقاء بالرعاية الصحية وكذلك حل مشكلة العنوسة وغيرها من المشاكل‏,‏ ولذلك كان لابد من التعرف علي الحيز الذي يشغله البعد الاجتماعي والاقتصادي من برنامج الحزب الناصري‏.‏ يقول الدكتور محمد أبوالعلا رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري أن البرنامج الاجتماعي والاقتصادي للحزب موجود بالفعل ولكنه غير ظاهر لانه بمثابة خطة خمسية سنجني ثمارها بعد فترة قد تصل إلي خمس سنوات‏,‏ ولكن هناك برنامجا اقتصاديا واجتماعيا فعليا موجودا لدي الحزب‏.‏ وهذا يعني أن نتاج هذا البرنامج لن يظهر في يوم وليلة‏.‏واضاف ان برنامج الحزب الاقتصادي يتمثل في بناء قدرة اقتصادية ضمن القوي الشاملة للدولة‏,‏ ويتحقق ذلك عبر تنشيط التصنيع وحل مشكلات الصناعات القديمة والتوسع في الصناعات الجديدة ومواكب ثورة المعلومات وإعادة تنظيم قطاع الزراعة وتوجيه الاستثمارات العربية والأجنبية نحو تأسيس مشاريع جديدة وإعادة تأهيل المشاريع القديمة‏.‏ أما علي الجانب الاجتماعي‏,‏ فلدينا برامج لمحاربة الفقر ورفع الحد الأدني للأجور وربطه بالأسعار وتحديد حد أقصي للأجور ومواجهة البطالة وإيجاد فرص عمل جديدة‏.‏ومن جانبه‏,‏ يشير أحمد الجمال نائب رئيس الحزب الناصري إلي أن الحزب الناصري يعد ضمن الاحزاب الفقيرة في مصر‏,‏ وبالتالي فإن نشاطه الاجتماعي والاقتصادي غير مرئي‏,‏ وان البرنامج الاجتماعي والاقتصادي للحزب موجود بالفعل ووضعه الدكتور محمد محمود الإمام أستاذ التخطيط الاقتصادي في مصر‏,‏ كما أن البند الثالث من أهداف الثورة هو تحقيق العدالة الاجتماعية كي يستطيع المواطن ان يجد قوت يومه دون أن يتحكم احد في رزقه‏.‏واضاف الجمال انه يخشي نتيجة غياب هذين البعدين‏,‏ الاقتصادي والاجتماعي في الوقت الحالي‏,‏ ان ينساق الناخب المصري وراء الاغراءات الممثلة في زجاجة الزيت والخمسين جنيها التي تقدمها الاحزاب‏,‏ بعد أن أصبح صوت الناخب المصري خلال الثلاثين عاما الماضية رخيصا‏,‏ في حين يخوض الحزب الناصري الانتخابات القادمة وهو يعول علي مرجعيته وبعده الاجتماعي التاريخي لحين تفعيل البرنامج الاجتماعي والاقتصادي‏.‏
المصريين الأحرار‏..‏ الوقت عدونامحمد زيادةنحاول ان نقدم الافضل‏..‏ لكننا نعترف بان الوقت هو عدونا الاول وقد لايسعفنا في ايصال صوتنا وبرامجنا الي الشارع‏..‏ لكن علينا ان نحاول ونسعي بكل قوة‏..‏ تاركين لوعي الناخب ان يقرر مصيره ومستقبله بنفسه‏.‏ كانت هذه كلمات الدكتور احمد سعيد عضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الاحرار‏..‏ قائلا نعلم ان الطموحات كبيرة والتحديات اكبر فالمواطن يعقد الكثير من الآمال علي برلمان الثورة يري فيه المنقذ من كل ما كان يعانيه من تجاهل وتهميش‏.‏ واضاف‏:‏ ندرك جيدا قيمة واهمية النهوض بالبعدين الاجتماعي والاقتصادي للناخبين وللمواطن بشكل عام‏..‏ لكننا نعترف بأن الوقت لايسعفنا في تعريف الناخب ببرامجنا‏..‏ فما الذي يمكن ان نقوله في اسبوعين ونصف الاسبوع فقط هي عمر الدعاية الانتخابية وكيف لنا ان نصل لكل بيت في هذه الفترة الوجيزة‏..‏ فعلي سبيل المثال قائمة وسط القاهرة تضم حوالي‏2‏ مليون ناخب وبها‏9‏ مرشحين علي القائمة فكيف لهم ايصال صوتهم وبرامجهم لكل هذا العدد‏.‏ ويري ان الامل الوحيد معقود علي وعي الناخب نفسه ومعرفة من يملك ترجمة طموحه ومن يخدعه بكلام معسول‏.‏ وقال ان المجلس العسكري سمح يوم‏10‏ نوفمبر بتعليق الملصقات فهل اسبوعان ونصف الأسبوع كافية لتوصيل البرامج والافكار للناس ولان يتيقنوا من صدقها وجديتها ومن انها ترتكز وتصب في صالح الفقراء والطبقات المهمشة‏.‏اضطرارواشار سعيد الي ان المناخ العام الذي تقام فيه الانتخابات في ظل حالة الفراغ الامني التي لم تشهدها البلاد من قبل والاقتصاد المتدهور وعدم الاتزان في المجتمع فهذا المناخ لايسمح بوصول المرشح للناخب واضاف ان برنامج الحزب يشمل مواجهة الفقر ولكن لابد من اتاحة مدي اكبر فليس من المعقول ان تجري الانتخابات بهذا الشكل غير المنظم وعلي الرغم من ذلك فقد اضطررنا لخوض هذه الانتخابات ولم نقاطعها‏.‏ وقال اعتقد ان الوقت ضاع في اختزال الانتخابات في الاختلاف في الشعارات بين الاحزاب والافراد ومعارك عديدة هامشية لم يستفد منها المواطن شيئا وفي هذا التوقيت بدا الترويج بذبح العجول واشياء اخري ورغم ان هذا امر مقبول ولكن يجب احترام عقلية المواطن المصري وواجب علي كل المرشحين ان يعوا ماذا يريد الناخب وما هي طموحاته‏.‏الدعمومن جانبه يري باسل عادل عضو المجلس الرئاسي بالحزب ان قضية مراعاة البعد الاجتماعي للمواطنين ننادي بها وجئنا للعمل في وسط الناس ونرعي ما الذي يؤخرهم موضحا ان عمر الحزب‏5‏ اشهر فقط والوقت ليس كافيا وسنحاول ان نلمس كل مشاكل الناس عن طريق الميديا حتي نقدم برامج حقيقية لقضايا ملحة كالدعم وربطه بالتعليم ورفع المستوي الاقتصادي لكن تطوير النظم الاجتماعية يحتاج الي الدولة وسلطاتها ولايستطيع حزب معارض تنفيذه بمفرده لارتباطها بميزانية الدولة‏..‏ وهكذا فان برامجنا تبقي معطلة ومرهونة بجدية الحكومة في تنفيذها‏.‏





المصدر: الاهرام المسائي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق