الجمعة، 25 يونيو 2010

بين مؤيد و معارض .. القهوة أضرار و فوائد !








على عكس الاعتقاد السائد عند معظم الناس الذين يدركون مضار تناول القهوة المتمثلة في الأرق ليلاً أو التوتر نهاراً أو في رفع ضغط الدم، جاءت هذه الدراسة لتؤكد لنا أن احتساء القهوة يمكنه أن يخفض بشكل ملحوظ من مخاطر الإصابة بالسرطان في منطقتي الرأس والعنق.
واعتبرت الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية الاتحاد الأمريكي لبحوث السرطان، أن الأشخاص الذين يحتسون أربعة فناجين على الأقل من القهوة يومياً، تتراجع مخاطر إصابتهم ببعض أمراض السرطان بنسبة 39%.
وتناولت الدراسة تسعة بحوث على أشخاص يعانون من سرطانات في منطقتي الرأس والعنق، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي". وخلصت إلى أن الذين يتناولون أربعة فناجين أو أكثر من القهوة يومياً، تراجعت لديهم هذه الأنواع من الأورام بنسبة 39%.
وهناك معلومات قليلة جداً عن القهوة الخالية من الكافيين. ولا تقدم الدراسة شرحاً كافياً لدور الكافيين في التقليل من مخاطر الإصابة بالأورام، لكن الباحثين اعتبروا أن لذلك انعكاساً كبيراً على الصحة، ودعوا إلى اجراء مزيد من البحوث.
في المقابل، دعا بعض العلماء إلى ضرورة الحذر وعدم احتساء نسب كبيرة من القهوة كي لا يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية. وثبت في الشهور الأخيرة أن ثمة رابط بين القهوة والتقليل من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا، فيما رأت دراسة أخرى أن احتساء خمسة فناجين من القهوة أو الشاي يومياً يخفف من مخاطر الإصابة بأورام في المخ.
للقهوة فوائد
اختلفت الدراسات حول مضار وفوائد الكافيين، فالعديد منا لا يستغني عن فنجان القهوة أو الشاي في أي وقت من أوقات النهار، فهو المحفز لاستقبال يوم جديد مليء بالأنشطة، وهو أفضل محسن للمزاج في الأوقات العصيبة.
وقد توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن احتساء القهوة قد يكون مفيداً للصحة، مؤكدين أن تناول كوب من القهوة قد يقي من الإصابة من مرض السكري وسرطان الكبد وتشمع الكبد ومرض "باركنسون" المعروف بالشلل الرعاش.
وأكد الباحث روب فان دام وهو خبير في القهوة وعلم الأوبئة في مدرسة هارفارد للصحة العامة، أن القهوة شراب خفيف معقد فيه المئات إن لم نقل آلاف المكونات ذات التأثير الاحيائي"، مضيفاً أن كوباً من القهوة يحتوي على 2% من الكافيين و98% من الأشياء الاخرى.
وأظهرت الدراسة أن القهوة بنوعيها العادي والمنزوعة الكافيين تخفض خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري بحوالي 50 %.
وفي هذا الاطار، أكد باحثون أن سبب ذلك ربما يرجع إلى وجود أحماض "كولوجينيك" التي تعدّ إحدى المكونات الأساسية للقهوة فيها.
يذكر أن شرب ما بين كوبين أو ثلاثة أكواب من القهوة يومياً يخفض خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنحو 16%.
ويعود الجدل العلمي مجدداً حول القهوة، فبعد أن وجدت دراسة أخيرة أن فنجان "الإسبريسو" قد يؤذي القلب، يزعم علماء، وفي أحدث دراسة، أن فنجاناً من القهوة المركزة، قد يكون المنقذ للحياة لما للكافيين من خصائص قد تساعد في وقاية القلب.
واكتشف الباحثون في قسم البحوث في مؤسسة "كايسر بيرماننت" الأمريكية، أن مخاطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب تقل بين الذين يشربون القهوة بانتظام، وكلما زاد استهلاكهم من المشروب، قل خطر تعرضهم لتلك الحالة.
وبمتابعة أكثر من 130 ألف رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً إلى 90، خلص الباحثون إلى أن المشاركين من تناولوا أربعة أكواب قهوة فما فوق يومياً، تراجعت احتمالات إدخالهم المستشفى جراء عدم انتظام دقات القلب بمعدل 18 في المائة.
وتناقص الاحتمال إلى 7 في المائة بين من يحتسون ما بين كوب واحد إلى ثلاثة أكواب قهوة في اليوم، مقارنة بمن لا يتناولونها، إلا أن البحث الذي قدم أمام المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأمريكية، لم يجد ارتباطاً تلقائياً بين القهوة وتقلص خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، الذي ربما يعود كذلك إلى إلى ممارسة التمارين الرياضية أو الحميات الغذائية المتبعة.
وتزامنت الدراسة مع أخرى اسبانية، أظهرت أن تناول ثلاثة فناجين قهوة يومياً يضعف فرص الوفاة جراء أمراض القلب بنسبة الرُبع، وبين النساء تحديداً.
وكانت دراسة إيطالية، أكدت أن استهلاك مشروب واحد غني بالكافيين ربما يكون كافياً لإحداث تلف محتمل في القلب، مشيرة إلى أن تناول فنجان واحد من قهوة "الإسبريسو"، على سبيل المثال، كاف للحد من معدل تدفق الدم إلى القلب بنسبة 22%، في غضون ساعة من احتساء المشروب.
ووجدت أخرى أمريكية أن تناول عدة فناجين من القهوة في اليوم قد يبعد مرض الزهايمر، كذلك وجد البحث الذي أجراه "مركز فلوريدا لأبحاث مرض الزهامير" في تامبا، أدلة قوية تثبت أن فوائد القهوة لا تقف عند الوقاية من المرض فقط بل وعلاجه أيضاً.
القهوة لا تزيد التركيز
يظن الكثيرون أن تناول فنجان القهوة قبل التوجه إلى العمل في الصباح الباكر قد يكون المنقذ الوحيد لزيادة التركيز، وفي دراسة موسعة حول القهوة وآثارها على الجسم، أثبت للباحثين أن القهوة لاتجعل شاربها أكثر انتباهاً كما قد نظن وأنه لا فارق في الانتباه بين من يشربها ومن لايشربها‏. وأن المسألة ليست أكثر من تأثير نفسي‏,‏ وعندما يتناول الإنسان القهوة في الصباح بالنسبة لمعتادي شرب القهوة فهو لا يفعل ذلك كي يرفع نسبة انتباه ولكن كي يقاوم نسبة الانسحاب النفسي التي أصابته من اليوم السابق لقلة نسبة الكافيين في الدم‏.
بيتر روجرز الذي ترأس الفريق الباحث في جامعة بريستول الإنجليزية لصحيفة "الجارديان اللندنية"، إلى أن‏ "الشخص الذي يستهلك الكافيين بشكل منتظم خلال أيام عمله عليه الا يغير عاداته في عطلة الأسبوع مثلاً كي لا تنخفض معنوياته والإنسان عليه أن يشرب القهوة يومياً أو يتركها تماماً"، طبقاً لما ورد بـ"جريدة الأهرام".‏
وأوضحت الدراسة أن شاربي القهوة غير المنتظمين يمرون بحالات من الكآبة والميل للعزلة عن الآخرين في صباح اليوم اللاحق من عدم تناولهم لها‏.‏
أعراض جانبية
قد تتضمن أعراض الكافيين الجانبية: سرعة وعدم انتظام ضربات القلب، الأرق، العصبية وحدة الطبع، الارتعاش، الصداع، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ، الإسهال وزيادة إدرار البول. كما أن هناك أثراً جانبياً آخر للكافيين ألا وهو احتمال إدمانه والاعتياد عليه.
ويعمل الكافيين على زيادة ضغط الدم، حتى مع الأفراد الأصحاء، لكنه يزيد بصورة أكبر مع كبار السن على وجه الخصوص، لذا يجد الأفراد الذين يعانون فعلياً من ارتفاع ضغط الدم، أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يزيد من نسبة ارتفاع ضغط الدم لديهم إلى مستويات غير مقبولة، كما توصل بحث إلى أن النساء اللاتي يتناولن كميات مفرطة من الكافيين لا ترتفع لديهن نسبة الحمل مقارنة بمن يتناولن نسباً معتدلة من نفس المادة.
ومن إحدى القضايا الأخرى هي وجود حمض التانيك والمثيرات المعوية في الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. لذا، فعند الإفراط في شرب تلك المشروبات فإنها تعوق الامتصاص المناسب للمواد المغذية والمعادن التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه بالصورة الملائمة



محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق