السبت، 26 يونيو 2010

محرر مجلة رولينج ستون : ظننت أن ماكريستال غير قابل للعزل


قال محرر مجلة رولينج ستون الذى تسبب مقاله فى الإطاحة بالجنرال ستانلى ماكريستال من قيادة القوات الأمريكية والدولية بأفغانستان إنه لم يكن يتوقع أن يكون لهذا المقال الذى تضمن العديد من التصريحات المثيرة للجدل للجنرال وكبار مساعديه كل هذه التداعيات.ونقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عن الصحفى مايكل هيستنج قوله إنه كان يعتقد بأن القائد العسكرى الأمريكى «محمى وغير قابل للعزل».وقال مايكل هاستينج فى «حديثه الصريح» مع تايمز، إنه لم يتصور قط أن يصل إلى الجنرال والدائرة المحيطة به بهذا القدر من السهولة والقوة، معتبرا أنه كان يقوم بعمله كمحرر ليس إلا. ومن المعروف أن تصريحات الجنرال ماكريستال ومساعديه المقربين، للمحرر الأمريكى كانت سببا فى قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعزل الجنرال قبل صدور عدد المجلة الذى احتوى على المقال وتولية الجنرال ديفيد بترايوس مكانه.
كان ماكريستال يبدو وكأنه العقل المدبر لإستراتيجية الولايات المتحدة فى أفغانستان، وأكثر ما دل على ذلك اقتراحه على الرئيس بزيادة عدد القوات الأمريكية فى ذلك البلد الوعر والذى احتله قوات الناتو فى العام 2001 عقب أحداث 11 سبتمبر. وكان الرئيس الأمريكى قد استجاب لمقترحات ماكريستال وقرر إرسال أكثر من ثلاثين ألف جندى ليصل تعداد القوات إلى أكثر من 100 ألف جندى، إضافة إلى قوات أخرى من دول أعضاء فى حلف شمال الأطلسى ومن خارجه. وقال هاستينج الذى لم يتجاوز عمره 30 عاما للصحيفة البريطانية «كنت أعلم أن هذه معلومات قوية للغاية لكتابة مقال عن الرجل، لكنى اعتقدت أنه (غير قابل للعزل وأن موقعه محمى بقوة)».وقال أحد مساعدى ماكريستال إن قرار الرئيس الأمريكى «أطاح بقوة» بقائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسى فى أفغانستان إيساف، وقال عدد من المحللين إن قرار أوباما بعزل ماكريستال وتولية ديفيد بترايوس مكانه، من الممكن أن يحرف الإستراتيجية الأمريكية عن مسارها. ومن المصادفة أن مجلة رولينج ستون عنونت مقالها عن ماكريستال «الجنرال الطريد» رغم أن المقال أعد للنشر قبل تفجر الأزمة ووضع فيه محرره تفاصيل المحادثات التى جرت بين القائد العسكرى الأمريكى ونخبة منتقاة من مساعديه فى الفترة ما بين منتصف أبريل ومنتصف مايو، فى كل من باريس وبرلين وكابول وقندهار. وأظهرت سلسلة من المقالات القصيرة، هؤلاء المساعدين «ساخطين وناقدين لقيادتهم المدنية»، سواء كانت بالبيت الأبيض أو السفارة الأمريكية فى كابول.كان أحد التعليقات التى نقلها المحرر عن مساعدى ماكريستال أن الجنرال خرج محبطا من مقابلته مع الرئيس أوباما، فى سبتمبر الماضى، والتى وصفها (مساعد ماكريستال) بأنها كانت مجرد عشر دقائق لالتقاط الصور.ووصف هاستينج مساعدى الجنرال بأنهم «مجموعة من القتلى، والجواسيس، والعباقرة، والوطنيين، ومحترفى السياسة، والمجانين الصرحاء». وقال راقبتهم وهم يحتسون الخمر فى باريس حتى وصولوا إلى حالة من «السكر البين».وتابع هاستينج «إنهم فتية مرحون، مثيرون للإعجاب، لكنى لا أعرف إن كانت إستراتيجيتهم لأفغانستان مناسبة أم لا؟»ويقول الصحفى الأمريكى خريج جامعة نيويورك فى العام 2002، إنه لم يكن يأمل أن يطرد الجنرال، بل كل ما كان يأمله هو أن يعلم الناس ماذا يجرى فى أفغانستان؟».ويضيف هاستينج أن له أخا أصغر جيف (28 عاما) حاصل على النجمة البرونزية عن خدمته العسكرية فى العراق، لذا فالحرب بالنسبة له ليست شيئا «مجردا»، وكان يريد أن يتأكد بأن كل هذه «التضحيات لم تذهب سدى». وعمل هاستينج فور تخرجه فى نيوزويك فى وظيفة بلا أجر، ثم صار مراسلها فى بغداد من 2005 وحتى 2007، عندما قتلت صديقته فى كمين هناك، كتب بعدها رثاء بعنوان «كيف فقدت حبى فى بغداد؟» دفع مقال هاستينج أحد معلقى شبكة فوكس الإخبارية الأمريكية وصفه بأنه «فأر فى عش نسر»، بينما قال أحد زملائه من المراسلين المنافسين إن «الجميع ينتقدون واشنطن، فما الجديد؟».لكن قيادة الناتو اعترفت بأن المعلومات الواردة فى المقال لا يمكن دحضها، خاصة فى علاقات الجنرال مع رؤسائه من السياسيين فى واشنطن. وكتب هاستينج «أنه حتى أولئك الذين يؤيدون إستراتيجية ماكريستال، يعرفون أن أيا ما سيحققه الجنرال فى أفغانستان، سينظر إليه بأنه أقرب إلى حرب فيتنام وليس عاصفة الصحراء». ونقل هاستينج فى مقال عن ميجور جنرال بيل مايفيل (أحد مساعدى ماكريستال) قوله «إن النصر فى أفغانسنتان لن يعتبره الكثيرون نصرا

الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق