الأحد، 16 مايو 2010

عصافير النيل‮ .. ‬فيلم المثقفين الذي هرب منه الجمهور‮


في صالة من صالات دور السينما وبتذكرة دخول عادية مثل‮ ‬غيري من الراغبين لمشاهدة الفيلم الذي رآه كبار رجال الفكر والسياسة كما قرأت،‮ ‬ذهبت لمشاهدة الفيلم‮..‬في البداية أنكرت ما شهدته عيناي،‮ ‬أمام السينما لا يوجد بشر سوي قاطع تذاكر الدخول رغم أن الساعة قاربت علي ميعاد العرض،‮ ‬علي استحياء توجهت إلي شباك التذاكر وطلبت تذكرة،‮ ‬كان تابوه الحجز خالياً‮ ‬من أي علامات،‮ ‬قلت‮: ‬لا أحد موجوداً‮ ‬من المتفرجين يبدو أنهم سيوقفون الحفل هذه المرة،‮ ‬ولكني رأيت قاطع التذاكر يدعوني للدخول،‮ ‬وتأكدت من أن الفيلم سوف يعرض ليحقق عدد ليالي عرض دون جمهور،‮ ‬حيث لم أكن وحدي،‮ ‬بل هناك أربعة متفرجين‮ ‬غيري علي نظام شاب وفتاة،‮ ‬وبقية المقاعد خالية،‮ ‬ترك لي عامل السينما حرية اختيار المكان،‮ ‬جلست بعيداً‮ ‬وبدأ عرض الفيلم كما أراه لأول مرة،‮ ‬وقلت في نفسي‮ »‬الصيت ولا الغني‮«‬،‮ ‬والمقدمة تقول إن كاتب القصة الكاتب الكبير إبراهيم أصلان وهنا يكون السؤال هل كل ما يكتبه الروائيون ينفع أن يكون فيلماً؟ وخاصة عندما يكون الكاتب إبراهيم أصلان الذي يعتمد علي التفاصيل الدقيقة في الكتابة،‮ ‬ولكن هل يكون مجدي أحمدعلي هو مؤلف النص المرئي فقد ضاعت منه تفاصيل مر عليها مرورالكرام،‮ ‬لشخصيات مثل شخصية الثوري عبدالله الذي لم نعرف ما هي قضيته وماذا يريد داخل الفترة الزمنية زمن الرواية،‮ ‬حيث كانت الحركات اليسارية إلا إذا أراد أن يقول لنا إنهم كانوا حركة هامشية لم تأت إلا بالخراب علي الأسرة‮.‬ أما فتحي عبدالوهاب بطل الفيلم‮ »‬عبدالحليم‮« ‬فهو لا يختلف كثيراً‮ ‬عن بطل فيلم‮ »‬فرحان ملازم آدم‮« ‬الذي يأتي من الريف إلي المدينة ساذجاً،‮ ‬وعند الخدول في تفاصيل الفيلم وجدت أنه فيلم يذكرنا بأفلام المثقفين أو كما نسميهم الصفوة الذي يعطينا الحق في أنه فيلم إن جاز التعبير رمزي،‮ ‬كل شخصية فيه ترمز إلي وجهة نظر وهذا الذي جعل صالة السينما خالية،‮ ‬ومن هذا المنطلق نقول إنه فيلم أداره المخرج لصالح وجهة نظر،‮ ‬وما أروع ذلك المشهد الذي كانت فيه الجدة التي تمثل الأرض والماضي تبحث عن طريقة للوصول إلي موطنها الأصلي ولا أحد يستجيب لها ولا ندري لماذا مر مرورالكرام علي جملة قالها أحد أبناء الشارع علي ما تفعله الجماعات الإسلامية في ذلك الوقت في الشارع المصري من أن النظام هو الذي استقوي بهذه الجماعات ضد الشيوعيين وإن كانت‮ ‬غير مفهومة للمشاهد فصالوا وجالوا في الشارع المصري كما يريدون وهذا القروي الوافد إلي المدينة‮.. ‬لم ير فيها سوي الجنس مأوي له،‮ ‬فنحن أمام فيلم أبطاله اختارهم المخرج بعناية وإن كانوا‮ ‬غير معروفين للجمهور العادي والفيلم من البداية من ذلك المشهد الرائع لفتحي عبدالوهاب الذي يصطاد فيه العصفور الأزرق،‮ ‬والذي يوصله إلي قسم الشرطة‮.. ‬دلال عبدالعزيز ومحمود الجندي وراوي الأحداث يذكرنا بالسينما الواقعية بعيداً‮ ‬عن فجاجة السينما الحالية،‮ ‬قال عامل السينما الذي شاهد الفيلم أكثر من مرة هذا الفيلم له نتائج وذكرها واحدة واحدة أن السادات هو الذي أوجد الجماعات الإسلامية وأن اليساريين كانوا بلا تأثير في الواقع،‮ ‬وخيانة الأخ لأخيه خوفاً‮ ‬من بطش السلطة حتي لو أدي إلي سبب في وفاة أمه وسيطرت الجماعات الإسلامية علي الشارع المصري وأن الجنس محور لحياة البسطاء‮.‬ بعدها عرفت لماذا انصرف الجمهور عن الفيلم وجعل الصالة خالية‮.‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق