الخميس، 18 فبراير 2010

بيزنس المتاجرة بالتبرعات ‬بـ بنك الطعام


بنك الطعام‮.. ‬هل‮ ‬يبيع الطعام فعلاً‮ ‬للفقراء؟‮.. ‬هناك اتهام هو أشبه ببلاغ‮ ‬من بعض المواطنين والجمعيات الأهلية،‮ ‬استوجب البحث الجاد،‮ ‬والتحقق من مدي‮ ‬صحته،‮ ‬خاصة أن البنك‮ ‬يعد أكبر مؤسسة تعمل حتي‮ ‬الآن في‮ ‬مجال الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين،‮ ‬ويفتح باب التبرعات ومعها أبواباً‮ ‬للإحسان قد تكون مستحدثة مثل‮ »‬صك الأضحية‮« .. »‬وعهد الخير‮« .. ‬وقبلها بواقي‮ ‬أطعمة الأفراح والبوفيهات بالفنادق والتي‮ ‬أثارت جدلاً،‮ ‬علي‮ ‬اعتبار أنها إهانة للجوعي،‮ ‬فيما‮ ‬يرفع البنك شعار‮ »‬نحو مصر خالية من الجوع‮«‬،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تتناول فيه كثير من وسائل الإعلام أنشطة البنك بالترحيب والتشجيع،‮ ‬وتري‮ ‬في‮ ‬عمله أملاً،‮ ‬وعملاً‮ ‬وطنياً‮ ‬يستحق الإشادة،‮ ‬وينضم إليه بعض من كبري‮ ‬المؤسسات الاستثمارية لتهب جزءاً‮ ‬من أملاكها وأرباحها أوقافاً‮ ‬لدعمه‮.‬ وأخيراً‮ ‬جاءت أزمة السيول ليظهر البنك كداعم أساسي‮ ‬من خلال‮ »‬التبرعات‮« ‬لضحايا الكارثة،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن دوره في‮ ‬مساعدات ووجبات رمضان وخلافه‮.‬ هنا تصبح الصورة أكثر حيرة ما بين اتهامات بالاتجار بقضية الفقر،‮ ‬واستثمار أموال المتبرعين وبين إشادة ودعم وميزانية تتنامي،‮ ‬من‮ ‬50‮ ‬مليون جنيه كبداية لتصل إلي‮ ‬3‮ ‬مليارات جنيه،‮ ‬أكد مسئولون بالبنك أنها مكنتهم من توسيع قاعدة المساعدة التي‮ ‬بدأت بـ‮ ‬36‮ ‬ألف أسرة عام‮ ‬2005،‮ ‬لتصل إلي‮ ‬أكثر من‮ ‬500‮ ‬ألف أسرة العام الماضي‮.. ‬ فما هي‮ ‬حقيقة عمل بنك الطعام‮. ‬ولماذا تباع المساعدات للجمعيات والمؤسسات بأسعار ما بين‮ ‬40‮ ‬إلي‮ ‬250‮ ‬جنيها في‮ ‬صورة وجبات وشنط؟‮!‬ معاً‮ ‬ضد الجوع‮.. ‬برنامج تتبناه مؤسسة وليس مبادرة فردية متخصصة في‮ ‬مكافحة الجوع عبر التنوع والابتكار في‮ ‬إيجاد برامج فعالة في‮ ‬معالجة مشكلة الجوع بصفة مستمرة في‮ ‬إطار مؤسسي‮ ‬بالتعاون مع كل من‮ ‬يهمه أمر،‮ ‬من بات جائعاً‮ ‬علي‮ ‬أرض مصر‮.‬ هكذا‮ ‬يعلن البنك عن نفسه‮.. ‬ولأنه بنك‮ ‬يؤكد‮: ‬فقراء مصر هم عملاؤنا،‮ ‬حجمهم‮ ‬16‮ ‬مليون مصري‮ ‬تحت خط الفقر،‮ ‬و3‭.‬5‮ ‬مليون في‮ ‬فقر مدقع،‮ ‬ومتوقع أن‮ ‬يتضاعف العدد في‮ ‬مواجهة الغلاء حتي‮ ‬عام‮ ‬2015‭.‬‮. ‬وعميلنا الأهم هو المستحق الحقيقي‮ ‬غير القادر علي‮ ‬الكسب،‮ ‬أرامل وأيتام،‮ ‬ومن لديهم مرض مزمن،‮ ‬والمعاقون وكبار السن‮. ‬ ويشير البنك من خلال التعريفات به إلي‮ ‬أن التبرع المادي‮ »‬النقدي‮« ‬من الدعامات الأساسية لنجاح بنك الطعام واستمراريته،‮ ‬حيث ان هذه التبرعات‮ ‬يتم توجيهها إلي‮ ‬منافذ إنفاقها اللازمة لكي‮ ‬يتمكن البنك من مزاولة كافة أنشطته ولكي‮ ‬يضمن كل محتاج الحصول علي‮ ‬الطعام المناسب،‮ ‬في‮ ‬الوقت المناسب دون انقطاع‮.‬ ويهدف البنك‮ - ‬كما‮ ‬يبلور رؤيته‮ - ‬إلي‮ »‬مصر خالية من الجوع عام‮ ‬2025‮«.‬ نشأة البنك في‮ ‬عام‮ ‬2005،‮ ‬وخلال حفل تدشين البنك في‮ ‬حضور عدد من رجال الأعمال،‮ ‬عُرض فيلم لفقراء‮ ‬ينقبون في‮ ‬صناديق القمامة عن الطعام،‮ ‬لتدعيم فكرة البنك بتحويل فائض الحفلات والأفراح بالفنادق،‮ ‬من أطعمة إلي‮ ‬الفقراء والجوعي،‮ ‬مما أثار حفيظة البعض‮ - ‬وقتها‮ - ‬وهوجمت الفكرة التي‮ ‬رآها هؤلاء البعض إهانة للفقراء،‮ ‬فبدلاً‮ ‬من أن تذهب هذه الفضلات لصناديق القمامة،‮ ‬تذهب إلي‮ ‬بطون الفقراء الجوعي‮ ‬عن طريق البنك‮.‬ فيما أكد الدكتور علي‮ ‬جمعة،‮ ‬مفتي‮ ‬الجمهورية‮ - ‬وقتها‮ - ‬تأييده للفكرة،‮ ‬بأن نشاط بنك الطعام،‮ ‬قد‮ ‬يكون فاتحة خير لإقامة بنوك أخري،‮ ‬مثل بنك الكساء وبنك للعفاف لمساعدة الشباب علي‮ ‬الزواج‮. ‬ وأفتي‮ ‬المفتي‮ ‬بجواز التبرع لبنك الطعام من زكاة المال‮.‬ وبالتالي‮ ‬يحرص البنك علي‮ ‬ان‮ ‬يؤكد في‮ ‬كل مطبوعاته ووسائل التنويه عنه علي‮ ‬أنه أحد مصارف الزكاة الصحيحة،‮ ‬كما أن البنك نفسه صادر بفتوي‮ ‬تحمل رقم‮ ‬168‭/‬622،‮ ‬بتاريخ‮ ‬24‮ ‬شوال‮ ‬1426‮ ‬هـ،‮ ‬صادرة من دار الإفتاء المصرية‮.‬ شكاوي‮ ‬ضد البنك لقد أثيرت شكاوي‮ ‬في‮ ‬الآونة الأخيرة أكد أصحابها أن مساعدات بنك الطعام،‮ ‬تصل إليهم بمقابل مادي‮ ‬والمساعدات عبارة عن وجبات تباع الوجبة بأسعار تتراوح بين‮ ‬40‮ ‬و60‮ ‬جنيهاً‮.‬ وعندما سألت البنك عن طريق التليفون‮ »‬الخط الساخن‮« ‬تضاربت أقوال المسئولين فيه،‮ ‬فتارة‮ ‬يرد أحد الموظفين بأن البنك لا‮ ‬يتعامل في‮ ‬الوجبات الجاهزة الآن،‮ ‬وفي‮ ‬مرات متتالية‮ ‬يرد موظفون بأن هذه الخدمة لا تتوفر عن طريق البنك مباشرة بل عن طريق الفنادق‮.‬ وإحدي‮ ‬المسئولات بالبنك أكدت لنا،‮ ‬أن هذه الفكرة كانت في‮ ‬بداية عمل البنك وانطلق منها البنك أما الآن فلا‮ ‬يتم التعامل بالوجبات الجاهزة،‮ ‬لكن كان هناك إجماع علي‮ ‬أن هذه الوجبات لاتباع،‮ ‬وإنما توزع مجاناً،‮ ‬عندما تتوفر،‮ ‬وفي‮ ‬حالات محددة مثلما حدث أثناء كارثة الدويقة،‮ ‬حيث تم توزيع مئات الوجبات‮.‬ وكانت الحقيقة الأخري‮ ‬التي‮ ‬علمتها من خلال اتصالي‮ ‬بالبنك هي‮ ‬عدم التعامل مع الأفراد إطلاقاً،‮ ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تؤكد فيه التعريفات بالبنك،‮ ‬التعاون مع الأفراد والقطاعات الرسمية والأهلية الخاصة إيماناً‮ ‬من البنك،‮ ‬بحق الإنسان المصري،‮ ‬في‮ ‬الحصول علي‮ ‬الغذاء الكافي‮ ‬المتوازن،‮ ‬وأن التوعية جزء مهم في‮ ‬هذا التعاون،‮ ‬القائم علي‮ ‬الأبحاث والدراسات وتحفيز العمل التطوعي،‮ ‬والدفاع عن حقوق المستحقين واستقطاب التمويل اللازم لتوفير المساعدات الغذائية‮.‬ وبالفعل‮ ‬يقصر البنك التعامل،‮ ‬في‮ ‬مجال توزيع التبرعات علي‮ ‬الجمعيات الأهلية،‮ ‬والتي‮ ‬شكا بعضها من أنهم‮ ‬يناشدون البنك التعاون معهم لفترات طويلة دون أن‮ ‬يصيبهم الدور‮.‬ شروط مبالغ‮ ‬فيها جمعية أصدقاء الشعب،‮ ‬ضمن هذه الجمعيات حيث أكدت عواطف والي‮ ‬رئيس الجمعية أنها أرسلت كل الأوراق المطلوبة إلي‮ ‬البنك منذ نشأته،‮ ‬ولم‮ ‬يتم الرد عليها رغم أن الجمعية لها باع طويل في‮ ‬خدمة الفقراء،‮ ‬وآخر هذه المخاطبات،‮ ‬كانت في‮ ‬شهر ديسمبر الماضي،‮ ‬مع دعوة البنك لزيارة المطعم الخاص بالجمعية،‮ ‬والتأكد من الدور الإيجابي‮ ‬للجمعية في‮ ‬إعانة المحتاجين والمستحقين وكان الرد في‮ ‬كل مرة‮: »‬دوركم لسه ما جاش‮«!‬ ولقد علمت أن هناك إجراءات محددة للتعاون مع الجمعيات‮.. ‬أولها تقديم الأوراق المطلوبة،‮ ‬واستمارة تعارف كاملة البيانات،‮ ‬وقرار إشهار الجمعية،‮ ‬ولائحة النظام الداخلي‮ ‬للجمعية،‮ ‬وكشف بأعضاء مجلس الإدارة والأعضاء،‮ ‬والحالات المستحقة مرفقة ببحث لكل حالة وبياناتها واستحقاقها‮.‬ ويضع البنك عدة شروط للموافقة علي‮ ‬إمداد الجمعية بالتبرعات،‮ ‬منها‮ - ‬ما وصفته رئيسة إحدي‮ ‬الجمعيات الأهلية‮ - ‬بشروط مبالغ‮ ‬فيها،‮ ‬مثل قيام الجمعية أو الجهة التي‮ ‬تطلب التعاون،‮ ‬بتعيين موظف‮ ‬يكون صلة للوصل مع بنك الطعام،‮ ‬علي‮ ‬أن تتحمل راتبه الشهري‮ ‬وتلتزم بتوفير‮ ‬غرفة خاصة لها بها مكتب ودولاب لحفظ المستندات،‮ ‬علي‮ ‬أن‮ ‬يجيد البحث الميداني،‮ ‬وإدخال البيانات علي‮ ‬الكمبيوتر،‮ ‬وأن‮ ‬يكون للجهة القدرة المادية للمساهمة مع بنك الطعام،‮ ‬في‮ ‬حالة التعامل الشهري‮.‬ وبعد استيفاء كافة الشروط‮ ‬يؤكد البنك في‮ ‬استمارة طلب التعاون عدم وجود أي‮ ‬التزام علي‮ ‬بنك الطعام،‮ ‬بالتعامل مع أي‮ ‬جهة أو لجنة زكاة أو مؤسسة متقدمة بطلب للحصول علي‮ ‬مساعدات حتي‮ ‬إن تحقق فيها الشروط المطلوبة‮!!‬ بعض الجمعيات أكدت أنهم‮ ‬يحصلون علي‮ ‬المساعدات من بنك الطعام،‮ ‬في‮ ‬صورة‮ »‬شنط‮« ‬تتضمن بقوليات،‮ ‬وعلبة سمن وزيت وعلبة خضراوات باللحم،‮ ‬بمبلغ‮ ‬220‮ ‬جنيها ونصف الجنيه وبعدد‮ ‬100‮ ‬شنطة كحد أقصي‮.‬ فيما أشارت سلوي‮ ‬أرملة وأم لخمسة أبناء إلي‮ ‬أنها تشتري‮ ‬الشنطة من إحدي‮ ‬الجمعيات بـ‮ ‬15‮ ‬جنيها فقط،‮ ‬ومحتوياتها‮ ‬يتعدي‮ ‬ثمنها الـ‮ ‬60‮ ‬جنيهاً‮.‬ وعلمت من موظفة بإحدي‮ ‬الجمعيات أن هناك كرتونة بـ‮ ‬250‮ ‬جنيها مخصصة لـ‮ ‬5‮ ‬أفراد‮.‬ وجبات الفقراء‮.. ‬مجانية سألت تهاني‮ ‬البرتقالي‮ ‬رئيسة جمعية أحباء مصر وإحدي‮ ‬مؤسسات بنك الطعام عن حقيقة نظام بيع الوجبات في‮ ‬بنك الطعام،‮ ‬فنفت بشدة هذا المبدأ،‮ ‬وقالت إن المساعدات جميعها تصل إلي‮ ‬الفقراء‮ »‬ببلاش‮« ‬بدون أي‮ ‬مقابل وأضافت أننا نحصل كجمعية ومثلنا أي‮ ‬جمعية أخري‮ ‬علي‮ ‬شنط تحتوي‮ ‬علي‮ ‬بقول واحتياجات أساسية،‮ ‬تكلفتها حوالي‮ ‬60‮ ‬جنيها،‮ ‬بأقل من نصف الثمن علي‮ ‬ان تتحمله الجمعية إذا زاد عدد الشنط علي‮ ‬100‮ ‬شنطة لكن المهم أن الفقير‮ ‬يحصل عليها مجاناً،‮ ‬وغير صحيح أن الفقراء‮ ‬يدفعون أي‮ ‬شيء في‮ ‬مقابل الحصول عليها،‮ ‬وهذه تصل إلي‮ ‬قري‮ ‬محافظات مصر،‮ ‬وهناك برامج مخصصة لمكافحة الجوع في‮ ‬هذه القري‮.‬ وأكدت أن وجبات الفنادق تذهب إلي‮ ‬دور الأيتام والمسنين،‮ ‬شريطة أن تكون بشكل لائق ولم تمسسها‮ ‬يد فهي‮ ‬ليست فضلات،‮ ‬بل فائض‮ ‬يتم تغليفه بعناية فائقة،‮ ‬أما الكراتين وشنط رمضان فهي‮ ‬من المواد الجافة‮.‬ لبس أم شكوك؟ رغم التعريفات بالبنك علي‮ ‬الإنترنت ودعوات المتبرعين عبر مطبوعات فاخرة،‮ ‬بواجهة نساء فقيرات ويد مفتوحة بسنابل القمح‮.. ‬يثير بنك الطعام تساؤلات عديدة،‮ ‬ربما تكون هناك مشكلة في‮ ‬الإعلان عن عمل البنك،‮ ‬وهذا ما أكدته لي‮ ‬الدكتورة هدي‮ ‬زكريا أستاذ علم الاجتماع الناشطة في‮ ‬مجال مكافحة الفقر،‮ ‬والتي‮ ‬فاجأتني‮ ‬بقولها‮: ‬أنها لا تعلم تفاصيل كافية عن بنك الطعام،‮ ‬فهناك تكتم إعلامي‮ ‬قد‮ ‬يثير لبساً‮ ‬في‮ ‬هذا الموضوع،‮ ‬واستشهد بمؤلف وحيد حامد المعروف بـ‮ »‬جمهورية عساكر‮« ‬القائم علي‮ ‬فكرة ان بعض الجمعيات توزع مساعدات علي‮ ‬الفقراء،‮ ‬الذين بعثوا بأسمائهم طالبين المساعدة،‮ ‬فاعتقدت الجمعيات أنهم متبرعون وطالبوهم بما‮ ‬يرغبون في‮ ‬التبرع به‮!‬ قصر‮ ‬5‮ ‬نجوم وعندما دخلت بنك الطعام زاد حجم التساؤلات في‮ ‬ذهني،‮ ‬فالمبني‮ ‬القائم في‮ ‬ميدان النافورة بالمقطم،‮ ‬مبني‮ »‬فخم‮« ‬مختلف عن حال الجمعيات الأهلية،‮ ‬الكائنة في‮ ‬الأحياء الفقيرة،‮ ‬فالرخام الثمين والسجاجيد الفارهة تغطي‮ ‬الأرضيات‮. ‬والمدخل‮ ‬يكاد‮ ‬يكون مغلقاً‮ ‬بلوحات تعلن عن برامج البنك وشعاره‮. ‬الذي‮ ‬يضاهي‮ ‬القصور الخمس نجوم وبالطبع صور للفقراء‮.. ‬ولفت انتباهي‮ ‬لوحة رخامية معلقة علي‮ ‬جدران أحد الأدوار تمتدح فيها المسئولات بإحدي‮ ‬الجمعيات رئيس البنك عبر قصيدة تتحدث عن بنك الطعام،‮ ‬والأمل الذي‮ ‬أعاده‮ »‬مستر نيازي‮ ‬سلام‮« - ‬كما‮ ‬يطلق موظفون البنك علي‮ ‬رئيسهم‮.‬ وعلمت أن‮ »‬معز شهدي‮« ‬العضو المنتدب،‮ ‬ورئيس إحدي‮ ‬الشركات العالمية لإدارة الفنادق،‮ ‬وأحد رجال الأعمال المؤسسين لهذه الجمعية،‮ ‬الذي‮ ‬حرصت إدارة البنك علي‮ ‬تعليق لوحة مضاءة بالنيون،‮ ‬تؤكد أنه أحد مصارف الزكاة الصحيحة وأنه جمعية أهلية مشهرة من وزارة التضامن الاجتماعي،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬أرقام تليفونات الاستعلام وقنوات التبرع وأرقام الحسابات وموقع البنك علي‮ ‬الإنترنت وأرقام خاصة بالاسر التي‮ ‬تعد من إنجازات برامج الإطعام،‮ ‬وكل ذلك مطبوع علي‮ »‬بروشور‮« ‬من الورق الفاخر‮.. ‬والعمل‮ ‬يسير وفق نظام مؤسسي‮ ‬فائق الدقة،‮ ‬بفعل موظفين شباب‮ ‬غاية في‮ ‬دماثة الخلق وفي‮ ‬منتهي‮ »‬الشياكة والأناقة‮«‬،‮ ‬كأي‮ ‬بنك استثماري‮.‬ البيع‮.. ‬بنصف الثمن وكان لابد أن نجد إجابات لأسئلة عديدة وجهناها إلي‮ ‬معز شهدي،‮ ‬العضو المنتدب للبنك‮.‬ ‮> ‬هل‮ ‬يبيع بنك الطعام المساعدات للفقراء؟ ‮- ‬هذا الكلام عار تماماً‮ ‬من الصحة‮.. ‬أولاً‮ ‬نحن لا نتعامل مع الأفراد،‮ ‬نحن نتعامل مع جمعيات أهلية ومؤسسات فقط‮.. ‬وثانياً‮: ‬هو ليس بيعاً،‮ ‬هناك مغالطة في‮ ‬فهم ما‮ ‬يحدث‮. ‬الهدف لدينا هو خدمة أكبر عدد من الفقراء،‮ ‬بمعني‮ ‬أن الجمعية أساساً،‮ ‬يكون لديها بند لإطعام الفقراء،‮ ‬علي‮ ‬سبيل المثال،‮ ‬لو ميزانيتهم‮ ‬5‮ ‬آلاف جنيه للإطعام،‮ ‬تكفي‮ ‬لتغطية نسبة‮ ‬50٪‮ ‬،‮ ‬أقوم كبنك بتغطية‮ ‬50٪‮ ‬أخري‮ ‬وذلك عن طريق الاستفادة من الشراء بسعر الجملة وليس البيع بهدف توسيع قاعدة المستفيدين،‮ ‬لأن الجمعية‮ ‬يكون‮- ‬أساساً‮ - ‬لديها ميزانية لمساعدة عدد محدد وأنا أعمل علي‮ ‬زيادة هذا العدد،‮ ‬ونحن نتعامل مع جمعيات تكون قد درسنا جديتها بدقة وأسلوب تشغيلها،‮ ‬والتأكد من دورها التنموي،‮ ‬ثم أقوم بتدريبهم علي‮ ‬سياسات العمل ودراسة الحالات المستحقة والإيرادات والتبرعات وطرق توجيهها‮.‬ ‮> ‬في‮ ‬أي‮ ‬صورة تقدم المساعدات للجمعيات؟ ‮- ‬في‮ ‬صورة‮ »‬كراتين‮«‬،‮ ‬كل منها عبارة عن طرد به بقوليات من عدس وأرز ومكرونة وخضار باللحم معبأ وزيت وسمن‮.. ‬وتكلفة الكرتونة‮ ‬55‮ ‬جنيهاً،‮ ‬تمنح للجمعية بنصف الثمن،‮ ‬ونحن ندعم بالنصف الآخر،‮ ‬فإذا كانت تساعد‮ ‬100‮ ‬أسرة‮ ‬يمكنها أن تضاعف العدد‮.. ‬وكل ذلك شريطة أن تصل الكرتونة للمستحقين بدون أي‮ ‬مقابل‮.‬ ‮> ‬لكن بعض المواطنين،‮ ‬أكدوا أنهم‮ ‬يحصلون علي‮ ‬هذه الكرتونات بمقابل مادي؟ ‮- ‬هناك جمعيات كانت تبيع الطرد،‮ ‬وقد أوقفنا التعامل معها،‮ ‬وإذا وصلتنا معلومات بذلك أو حدث أي‮ ‬نوع من المجاملات نوقف التعامل،‮ ‬والبنك لديه لجنة للتقييم ومراقبة جدية الجمعيات ودفع الجمعية في‮ ‬الطرد،‮ ‬نوع من ضمان الجدية وقد نجحنا بالفعل،‮ ‬في‮ ‬توسيع قاعدة المستحقين من‮ ‬36‮ ‬ألف أسرة منذ‮ ‬4‮ ‬سنوات ونصف السنة،‮ ‬إلي‮ ‬100‮ ‬ألف أسرة بمساعدات شهرية في‮ ‬جميع أنحاء مصر،‮ ‬ثم إننا نتفق مع الجمعيات علي‮ ‬زيادة دعمها في‮ ‬حالة زيادة نشاطها،‮ ‬وذلك في‮ ‬صورة طرود مجانية عبارة عن‮ ‬100‮ ‬طرد لكل جمعية في‮ ‬المواسم،‮ ‬مثل شهر رمضان وعيد الأضحي،‮ ‬فالبنك‮ ‬يعتبر نفسه جهة تنموية وهذا من ضمن أدوار البنك،‮ ‬وهناك خطط عمل وندرس الحالات لغير القادرين علي‮ ‬الكسب ولدينا دور تدريبي‮ ‬وتنموي،‮ ‬ومثال علي‮ ‬ذلك ما نقوم به كشركاء مع جمعية رجال أعمال الإسكندرية،‮ ‬حيث اتفقنا علي‮ ‬متابعة الخطط التنموية،‮ ‬فالجمعية تعمل علي‮ ‬التأهيل المهني‮ ‬للمواطنين عن طريق دورات قد تمتد إلي‮ ‬16‮ ‬شهراً‮ ‬وخلال هذه الفترة نتكفل كبنك بمنحة الطعام بتكلفة ندفعها نحن بالكامل،‮ ‬لضمان التزام المتدرب‮.‬ تبرعات ومساهمات ‮> ‬بعض الجمعيات تشكو من عدم تعاونكم معها؟ ‮- ‬نحن لدينا‮ ‬891‮ ‬جمعية،‮ ‬ولجنة التقييم تدرس الأولويات وهناك جمعيات في‮ ‬مناطق فقيرة جداً،‮ ‬نحن نلتزم بالتعاون معها،‮ ‬والمسألة مسألة ضغط وانطباق لشروط الجدية وشروط أخري‮ ‬كالمخازن مثلاً،‮ ‬والقاهرة عليها ضغط كبير،‮ ‬وإمكانيات العمالة وحجم التبرعات‮ ‬يحددني‮ ‬ويقيدني،‮ ‬فنحن لدينا‮ ‬20٪‮ ‬تحت مستوي‮ ‬الفقر،‮ ‬أي‮ ‬حوالي‮ ‬16‮ ‬مليون فقير،‮ ‬وأنا أتعامل مع الجمعيات لتغطية أكبر عدد من المحتاجين‮.‬ ‮> ‬ذكرت أنكم تراقبون جدية الجمعيات ودقة وعدالة التوزيع‮.. ‬فمن‮ ‬يراقب بنك الطعام؟ ‮- ‬لدينا مراجع حسابات ووزارة التضامن وأقوم بعمل ميزانية سنوية،‮ ‬وقد نجحنا بالفعل ووصل إجمالي‮ ‬التبرعات النقدية والعينية بما فيها تبرعات الفنادق إلي‮ ‬أكثر من‮ ‬3‮ ‬مليارات جنيه،‮ ‬وكنا قد بدأنا بميزانية حوالي‮ ‬50‮ ‬مليون جنيه‮.‬ ‮> ‬انطلق البنك من فكرة فائض الحفلات والأفراح والفنادق،‮ ‬والآن علمنا أنكم لا تتعاملون إلا بالوجبات الجافة والبقول فقط وليست الوجبات الجاهزة؟ ‮- ‬في‮ ‬البداية حاربونا بتهمة توزيع‮ »‬فضلات‮« ‬الحفلات وقلنا إنها‮ »‬فائض‮« ‬وليس فضلات،‮ ‬وخصصنا برامج توعية بعدم إهدار الطعام والآن نقوم بتوزيع‮ ‬17‮ ‬مليون وجبة بالشهر مجاناً‮ ‬بعد الأفراد والبوفيهات والفنادق شريطة أن تكون الوجبات من البوفيهات التي‮ ‬لم تمسسها أيدٍ،‮ ‬وقد بدأنا بتحمل قيمة العبوات وكنا ندفع مكافآت شهرية لعمال الفندق القائمين بالتعبئة وتطور الأمر وأصبحت الفنادق تساهم بالتعبئة ورفض العمال أخذ المكافآت كنوع من المساهمة منهم أيضاً‮.‬ ‮> ‬علي‮ ‬من توزع هذه الوجبات؟ ‮- ‬علي‮ ‬دور الأيتام والمسنين،‮ ‬وغيرهم من المستحقين،‮ ‬في‮ ‬إطار برنامج التوعية بعدم إهدار الطعام‮.‬ استثمار ‮> ‬البنك‮ ‬يبيع صناديق بها مواد تموينية للشركات بمبالغ‮ ‬تصل إلي‮ ‬250‮ ‬جنيها‮.. ‬كيف؟ ‮- ‬نحن نقوم بهذه الخدمة لعملائنا فقط،‮ ‬فقد‮ ‬يطلبون صناديق لموظفيهم،‮ ‬الشركات تدفع ثمنها بالكامل،‮ ‬هناك عبوة شهرية بـ‮ ‬60‮ ‬جنيهاً‮ ‬وأخري‮ ‬لـ‮ ‬3‮ ‬أفراد بـ‮ ‬150‮ ‬جنيها،‮ ‬و5‮ ‬أفراد بـ‮ ‬250‮ ‬جنيها،‮ ‬البنك‮ ‬يقوم بالتعبئة فقط‮.‬ ‮> ‬هل تقصد أن ذلك نشاط استثماري؟ ‮- ‬نعم‮..‬ ‮> ‬وكيف‮ ‬يحق لكم استثمار أموال المتبرعين؟ ‮- ‬من أول‮ ‬يوم عملنا،‮ ‬ونحن حاصلون علي‮ ‬موافقة وزارة التضامن علي‮ ‬الجانب الاستثماري،‮ ‬علي‮ ‬أساس أن‮ ‬يكون العائد أو الربح لخدمة نفس الغرض الخيري،‮ ‬فالإيرادات‮ ‬يأكل منها الفقراء والمستحقون،‮ ‬فنحن في‮ ‬الأساس رجال أعمال وبنك الطعام‮ »‬كيان خيري‮« ‬يعمل بفكر بزنس،‮ ‬وقد حققنا إنجازات لم نكن نحلم بها في‮ ‬4‮ ‬سنوات ونصف السنة فقط ومثال علي‮ ‬ذلك مشروع‮ »‬صك الأضحية‮«‬،‮ ‬اشترينا الأضاحي‮ ‬قبل أن‮ ‬يرتفع السعر في‮ ‬العيد فاشتريت كميات أكبر وتم التوزيع علي‮ ‬أعداد أكبر وبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يأكل الفقراء لحمة في‮ ‬العيد فقط،‮ ‬قمنا بتعبئتها مع الخضار،‮ ‬وتوزيع بالصناديق،‮ ‬ليأكلوا اللحم طوال السنة،‮ ‬3‮ ‬ملايين علبة تصل‮ ‬500‮ ‬ألف أسرة،‮ ‬وتصل للفقراء في‮ ‬أماكن نائية،‮ ‬ولدينا من المشروعات الاستثمارية مزارع تسمين ومصانع تعبئة للمواد الغذائية‮.‬ ‮> ‬المصروفات الإدارية ومرتبات العاملين بالبنك والإعلانات‮.. ‬هل تغطي‮ ‬من أموال المتبرعين؟ ‮- ‬بالنسبة للإعلانات،‮ ‬نحن لا ندفع فيها شيئاً‮ ‬والشركات الراعية هي‮ ‬التي‮ ‬تتحملها،‮ ‬مقابل الظهور في‮ ‬الإعلان،‮ ‬أما المصاريف الإدارية والرواتب فنحن نتحملها كمجلس إدارة،‮ ‬وهذا من ضمن الأدوار المكلفة بها الإدارة وقد نجحنا في‮ ‬تحقيق أهدافنا بمنظومة إدارة ناجحة ونحن أول مؤسسة خيرية تحصل علي‮ ‬شهادة الأيزو
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق