الخميس، 18 فبراير 2010

آثار الحكيم‏ :‏ ابتعاد العناصر المميزة عن الساحة الفنية سبب عزلتي



**‏ هل صحيح انك تحضرين حاليا لمسلسل جديد؟ ‏*‏ كان هناك مشروع مسلسل جديد بالفعل ولكن لم يتم تنفيذه واعتذرت عنه‏,‏ واقرأ الآن سيناريوهين أحدهما كوميدي والآخر اجتماعي‏,‏ ولم استقر علي اي منهما ولو انني اميل اكثر للكوميدي خاصة وانني مبتعدة عن هذا النوع منذ فترة طويلة‏.‏
‏**‏ ما سبب غيابك عن الساحة الفنية فترة طويلة قبل مسلسل الوتر مشدود؟‏*‏ لم يكن ابتعادي مقصودا بقدر عدم وجود سيناريو او موضوع جديد يدفعني لقبول التجربة‏,‏ وهناك مواضيع جيدة ولكن دوري بها مكرر وقدمته من قبل فما الداعي من قبوله‏,‏ بالإضافة إلي ان مسلسل الوتر المشدود الذي عرض في رمضان الماضي كان المقرر تنفيذه في‏2007‏ ولظروف انتاجية تم تأجيله لعام‏2009.‏‏**‏ هل تعتقدين أن الوتر المشدودكان ضحية عرضه في رمضان؟‏*‏ ليس هذا العمل فقط‏,‏ ولكن أغلب الأعمال تقع في نفس المشكلة بسبب الزحام الكبير في الأعمال والقنوات الفضائية التي تعرض أكثر من‏80‏ مسلسلا‏,‏ والمشاهد والعمل مظلومان‏.‏‏**‏ ولكن بالرغم من هذه المشكلة الا أن كل صناع الدراما يتسابقون للعرض في هذا الشهر؟‏*‏ لانه المعرض السنوي للدراما مثل المعرض السنوي للكتاب والسيارات وغيرها‏,‏ فهو سوق كبيرة علي مستوي الوطن العربي وكل منتج يجتهد لتسويق منتجه‏,‏ لأنه أعلي وقت لبيع الأعمال دون شرط ان يكون المنتج جيدا أو سيئا وهنا يلعب التسويق دورا كبيرا‏.‏‏**‏ هل اتهمت جهاز المدينة بعدم الاهتمام بتسويقه؟‏*‏ كان هناك بالفعل تقصير كبير من جانب التسويق بجهاز مدينة الإنتاج لكل الأعمال التي انتجوها ومسلسل الوتر المشدود كان من انتاجهم المباشر‏,‏ وإذا كان هناك انتاج مشترك كان الحال لا يختلف كثيرا لان صاحب رأس المال يريد أن يسترد ماله بعكس الجهة الحكومية‏,‏ وهو موضوع لا أريد الحديث فيه أكثر من ذلك لانني اعتبر انه قد انتهي‏.‏‏**‏ هل معني ذلك انك لن تدخلي في عمل من انتاج حكومي مباشر وتركزين علي القطاع الخاص؟‏*‏ بشكل عام آليات السوق تفرض علي كل الأعمال خاصة في العامين الماضيين‏,‏ ان يكون العمل به اكثر من أربعة جهات انتاج تشارك في العمل‏,‏ وهو نتيجة ان المنافسة اصبحت اشد وكل يحتاج ان يظهر بالصورة المبهرة للفوز بهذه المنافسة‏,‏ بالإضافة إلي ان منتجي القطاع الخاص لا يقامون بالإنتاج بمفردهم‏.‏‏**‏ اتفق العديد من صناع الدراما في مصر علي أن الصناعة اصبحت في انحدار بسبب الانتاج ما رأيك؟‏*‏ هذا حقيقي واتفق مع هذا الرأي‏,‏ لان المنتج اصبح يبحث عن التجارة فقط دون النظر للجودة الحقيقية والدليل علي ذلك ان كثيرا من المنتجين يبدأون التصوير في وقت متأخر وقبل عرضه بثلاثة شهور‏,‏ في الوقت الذي كنا نصور فيه الكثير من الأعمال في‏10‏ و‏11‏ شهرا‏,‏ لأن المنتج لا يريد تكاليف عالية وفي وقت قصير ينتهي من العمل ويبيعه ليكسب اكثر‏,‏ فهي عملية جشع اكثر منها انتاج فني ونحن نستحق ماوصلنا إليه وللأسف الشديد العشوائيات تقتحم كل المجالات لدينا وليس الفن فقط‏.‏‏**‏ وهل سيثمر مؤتمر الدراما الذي يتم التحضير له الآن عن النهوض بهذه الصناعة؟‏*‏ لا أعتقد ذلك‏,‏ فقد عقدت كثير من المؤتمرات من قبل داخل مصر وخارجها ولا شيء يثمر‏,‏ فكله تضييع وقت ولجان تعقد وأموال تهدر‏,‏ وللأسف الشديد لا يوجد احد قلبه علي الدراما وصناعة الفن‏.‏‏**‏ هل من الممكن ان تقسم الدراما لأربعة مواسم علي مدار السنة بدلا من الموسم الرمضاني فقط؟‏*‏ لايمكن حدوث ذلك لان آليات هذا العصر تفرض علي الجميع من منتجين وموزعين والعاملين في الوسط انه كلما زاد سوق العرض زاد الطلب وينتج عن ذلك نتيجة عكسية والمثل يقول الشيء اللي يزيد عن حده ينقلب ضده وفي الماضي كانت الدراما مزدهرة والشوارع تخلو من المراة في اثناء عرض المسلسل لأن عدد القنوات التي تعرض كانت لا تزيد علي قناتين او ثلاثة‏,‏ اما اليوم أصبح لدينا‏580‏ محطة فضائية أغلبها اعتمد علي الدراما بملء ساعات عرض‏,‏ وأصبحنا مجبرين علي العمل في هذا الجو حتي أصبح الفن وظيفة وليس مهنة ابداع‏.‏‏**‏ لماذا لا تتجهين لتقديم برامج؟‏*‏ عرض علي تقديم البرامج اكثر من مرة وكان اولها عندماتركت هالة سرحان قنوات‏ART‏ ولكن بصراحة شديدة لا أريد تقديم برامج النميمة واشعال الفتن‏,‏ لان الادباء والاعلاميين والفنانين يجب ان يعلموا جيدا ان الكلمة أصل الخلق ولذلك سنحاسب علي الكلمة أشد حساب‏,‏ لان هناك الملايين الذين يتأثرون بهذا الكلام ولكن في حالة ان تكون هناك فكرة بالفعل جديدة وتضيف للمشاهد معلومة لن اتردد في تقديمها‏.‏‏**‏ ما رأيك في عودة الفنانات المحتجبات للفن؟‏*‏ هو موضوع كبير ولكن في النهاية ملخص القول إن الله لم يخلقنا ملائكة بمن فينا الشيوخ والدعاة والانبياء وكلنا بشر وخلقنا لنكلف ونخطئ ونتوب ونصلح وكل حسب استيعابه وطاقته‏,‏ فالكمال سيظل لله فقط والمهم ان تبتعد عن الكبائر وايذاء الغير‏.‏هي إحدي فنانات جيل الوسط‏,‏ عملت في الدراما التليفزيونية‏,‏ وكانت احدي نجومها‏,‏ جامعة معها بريق السينما‏,‏ كانت بطلة مشتركة أمام العديد من عمالقة الفن المصري‏,‏ وقدمت معهم اعمالا تعد من الكلاسيكيات الا انها خلال الفترة الماضية بدأت تبتعد عن الساحةالفنية وأصبح ظهورها محدودا‏,‏ وخلال هذا الحوار أكدت أنها لن تكون موجودة خلال السباق الدرامي في شهر رمضان القادم‏,‏مشيرة إلي أن الدراما وصناعة السينما الآن في هبوط مستمر لعدم اهتمام المسئولين بها بالإضافة إلي انسياق الفن وراء آليات العصر الجديد‏,‏ مؤكدة انها لن تتنازل عن القيم والمباديء‏,‏ والمثالية عند ظهورها للجمهور‏.‏

الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق