الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

المفتي : العيش وفقَ أحكام الإسلام لا يعني العودة إلى العصور الوسطى



الدين الحنيف لم يأمر اتباعه بالتنكر للثقافات

أكد الدكتور «علي جمعة» مفتي الجمهورية، أن الإسلام ليس ديناً جامداً يفتقر إلى السلاسةِ والمرونةِ، وأن العيش وفقَ أحكامه لا يعني أن المسلمين عادوا إلى العُصور الوسطى، أو فقدوا هويتهم أو تخلوا عن أعرافهم.

وأوضح جمعة في مقال نشره بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن الشريعة الإسلامية مركبٌ عنصراه المنهجية ومجموعة من الآراء لفقهاء المسلمين على مدار الألف والأربعمائة عاماً الماضية، والتي شهدت ظهور ما لا يقل عن تسعين مدرسة من مدارس الفقه الإسلاميّ، لافتا إلى أنه في عالمنا المعاصر، ونحن في القرن الحادي والعشرين نجد أنفسنا نعود إلى هذه الثروة الغنية من الآراء لنستخرجَ منها الأحكام التي تُناسب هذا العصر،بحسب صحيفة المصري اليوم.

وقال إن الإسلام لم يأمر أتباعه بالتنَكُّر للثقافات التي تربَّوا في ظلالها، والدليل على ذلك موجود في هذا الكم الضخم من الظواهر الثقافية، والفنية، والحضارية التي يمكننا وصفُها بأنها إسلامية. مضيفاً:هذه المرونة جزء لا يتجزأ من التراث الإسلامي، وتشكل إحدى السمات المميزة للشريعة الإسلامية.

وشدد مفتي الجمهورية على أن هناك خطوات تجب مراعاتُها عند إصدار الفتاوى للناس "خاصة وأن الفتوى هي ذلك الجسرُ الذي يربط بين تراثنا الفقهي وعالمنا المعاصر، وبين المطلق والنسبيّ ، بالإضافة إلى أن إصدار الفتاوى تتطلب أبعاداً أخرى غَير المعرفة بالفقه الإسلامي؛ وهي أن يكون مصدورو الفتوى على دراية تامة بالعالم الذين يعيشون فيه، وبالمشكلات التي تواجه مجتمعاتهم".

وأكد أن السبب فيما نراه من آراء غير سديدة هو افتقار بعض من يتصدون للفتوى إلى هذه الأبعاد الهامة، محذراً من الخطورة البالغة في اعتبار رأي كل شخص غير مؤهل للفُتيا "فتوى" مما يعني أننا فقدنا أداةً بالغةَ الأهمية في المحافظة على مرونة الشريعة الإسلامية.

وأضاف أن مبادئَ الحرية والكرامة الإنسانية التي ترمز إليها الديمقراطية الحديثة هي جزءٌ من الأساس الذي بُنيت عليه عالميةُ الإسلام، مشيراً الى أن تغيرات العصر الهائلةً التي شهدها العالم خلال القرنين الماضيين تُمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لفقهاء المسلمين ومُفتيهم و أصبح لزاماً علينا أن نُعيد قراءة الواقع، و أن نؤخذ في الاعتبار ما طرأ على عالمنا المعاصر من تغير عند تنزيل أحكام الشريعة على الواقع المَعيش، واختتم بقوله أنه ومن خلال إدراك أهمية السمة البارزة للمُرونة في تطبيق تعاليم الشريعة يستطيع الفقهاء والمفتون أن يقدموا حلولاً للمشكلات التي تواجه العالمَيَن الإسلاميّ والغربيّ على السواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق