الأربعاء، 27 يناير 2010

قضية جوجل تهدد العلاقات الدبلوماسية الصينية الأمريكية


انتقل النزاع القائم بين بكين وعملاق الإنترنت جوجل الذي يهدد بوقف نشاطاته في الصين بعد تعرضه لهجمات الكترونية انطلاقا من هذا البلد، إلى المجال السياسي ويهدد العلاقات الصينية الأمريكية بعواقب وخيمة برأي بعض الخبراء। فقد تحول النزاع في الأيام الأخيرة إلى توتر دبلوماسي بين واشنطن وبكين فيما يرى خبراء أن مرحلة بدأت ترتسم قد تكون فيها العلاقات الصينية الأمريكية خلافية أكثر فأكثر। وقال راسل ليه موزيس المحلل السياسي: "بدأ الاتجاه نحو توتر". واندلعت قضية جوجل منذ نحو أسبوعين عندما ندد محرك البحث الأمريكي العملاق بهجمات معلوماتية ضخمة جاءت من الصين، وبالرقابة المفروضة في هذا البلد، مهددا بوقف كل عملياته فيه. وفي البداية، اتسم رد فعل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إعلان جوجل الملفت بالتحفظ، بينما أكدت بكين انه لن يكون له أي تأثير على العلاقات الصينية الأمريكية. إلا أن خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي حذرت فيه الخميس الماضي: "الأفراد والبلدان التي تشن هجمات معلوماتية", واتهم متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كلينتون بـ"الإساءة" إلى العلاقات الثنائية. ورأى موزيس أنه: "كلما اقتربت كلينتون من جوجل كلما بدا لكثيرين من المسئولين الصينيين أن الأمر يتعلق بتغيير مخطط للإستراتيجية تجاه بكين". وقال: "إن معظم المسئولين الصينيين يدركون مساوئ أي توتر في العلاقات الصينية الأمريكية، لكن كثيرين مستعدون لدفع ثمن ذلك لأنهم لا يريدون الظهور ضعفاء". وما زاد في أجواء التوتر في نظره هو تعبير البيت الأبيض يوم الجمعة عن "قلق" الرئيس باراك أوباما إزاء "الثغرة الأمنية المعلوماتية التي تنسبها شركة جوجل إلى الصين". وهذا ما دفع بكين أيضا الإثنين إلى نفي أي ضلوع في الهجمات المعلوماتية على جوجل كما رفضت المحاولات ل"تشويه سمعة الصين". وأطلقت صحيفة جلوبال تايمز تحت إشراف الحزب الشيوعي هجوما على الولايات المتحدة ووصفتها بأنها: "أول بلد يشن الحرب الالكترونية" مع "جيش من 80 ألف شخص مجهزين بأكثر من ألفي فيروس معلوماتي". وتعتبر السيطرة على الانترنت والهجمات الالكترونية من المسائل الأمنية الأساسية بالنسبة للقوتين العظميين. ولا يرى الخبراء أن الصين التي تعد أضخم مجموعة انترنت في العالم مع 380 مليون شخص، يمكن أن تتساهل في موضوع الرقابة على الشبكة. وتعتبر سارة ماكدوال المحللة السياسية لدى مركز الدراسات آي اتش اس غلوبال انسايت، أن خطاب هيلاري كلينتون وتأييدها لانترنت بدون رقابة دفع بكين إلى تشديد موقفها. وقالت: "الحكومة الصينية لا يمكنها تفادي تسييس هذه المسألة" لكن "ينبغي عليها إن تلتزم بالتشريع الوطني بشأن الرقابة لأسباب تتعلق بالاستقرار السياسي". إلى ذلك، قال بول هاريس في مؤسسة التربية في هونج كونج من جهته: "إن انطباعي هو أن جوجل لن تتراجع" في مفاوضاتها مع بكين، "فما سيكون عليه رد فعل واشنطن؟", وتوقع أن: "تتدهور العلاقات، بسرعة وبعمق".

الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق