التراث قضية أمن قومي
تسعي الأمم للحفاظ علي تراثها، باعتباره تاريخاً يحكي للأجيال القادمة، كما أنه توثيق للأحداث التي مرت علي البلاد، ويرصد حقبة مهمة في حياة الشعوب والتراث المسموع والمرئي له قيمة كبيرة في تخليد الرموز، ويحاول نبيل الطبلاوي رئيس قطاع الأمن بماسبيرو أن الحفاظ عليه، واسترداد ماضاع منه إيمانا منه بأنه تراث أمة، ولابد من وضع خطط لحمايته، خاصة وأن حضارة مصر عريقة مليئة بالأحداث التي تصنع ثقافة الأمم، وأشار الي أن بعض الدول فرضت علي صناع السينما والدراما والبرامج بتسليم نسخ من الأعمال الي مكتبات الكونجرس والبرلمانات، لحمايتها من السرقة والتلف، معتبرة أن التراث قضية أمن قومي، وفي مصر ظل التراث يسرق، ويعرض علي الشاشات والإذاعات، وأصبح صراعا بين المسئولين والقنوات لاسترجاع ما أخذوه ولكن مازال الاشتباك قائما، فقررت وضع رؤي جديدة للسيطرة علي محتويات المكتبات وتأمينها، وتنفيذ خطط لتأمين كل ما يقع تحت قيادة وزارة الإعلام ولتكون علي أسس علمية يسير عليها الجميع، وتم تزويد القطاع بكاميرات حديثة، وربط المواقع الخارجية بغرفة عمليات مركزية لمتابعة الأحداث بالصورة، ولم تغب عنا القنوات الإقليمية، فهي مليئة بالأعمال التسجيلية والبرامجية التي أصبحت تراثا فنرصد ما بها، وحصر محتويات المكتبات والأشرطة التي في حوزة المخرجين، للسيطرة علي عدم سرقتها، وهذا يؤهلنا أن نعرف ما يدور في تليفزيونات الأقاليم، وأضع المسئولية تحت يدي رؤساء القنوات بأنه لا يسمح بخروج شرائط عليها محتوي إعلامي إلا تحت إشرافه، ويحاسب كل من يجرؤ لسرقة تراث تاريخنا الإعلامي، ولم يكتف الطبلاوي بضرب من حديد علي السارق، وانما يسعي بأن يكون دوره فعالا في حل المشاكل التي تواجه العاملين في جميع القطاعات وفتح قنوات اتصال جديدة مع المسئولين لحل المشاكل والعمل علي الحد من الشائعات التي تؤدي الي الإثارة. ويؤكد الطبلاوي انه يحمي الصحفي الذي يتردد علي المبني ويجعله يتمتع بحقوقه، وخدمته في الحصول علي ما يريده وخلال ايام سيصدر الكارنيه الخاص بهم والمتعاملين من الخارج، علي أن توضع به شريحة ممغنطة حتي نتعرف منه علي دخول الاشخاص الي المبني، أما عن قراره بمنع بعض الصحفيين من التردد علي المبني فأشار الي أن هذا غير صحيح، ولكن طلبت من بعض الصحفيين خطابات من الجرائد، خاصة التي لا أسمع عنها، فكثير من الجرائد تصدر تحت السلم ويطالب أصحابها بإصدار كارنيهات للعاملين بها، فليس عيباً أن أعرف هوية كل صحفي يعمل في جرائد غير معروفة، وسوف يتم فحص العاملين ايضا بالمبني، خاصة أن البعض يتصرف بشكل سيئ لا يليق به كإعلامي، ويضيف الطبلاوي أنه ستتم مشاهدة جميع الشرائط التي تخرج من التليفزيون لتصوير البرامج، خاصة التي تحمل محتوي إعلاميا، ومراقبة وحدات المونتاج حتي لا يستغله شخص في تسجيل مواد سواء قديمة او حديثة، فالحديث سيصبح تراثاً وتقليل المونتاج الخارجي، والعمل علي منع خروج فلاشات أو C.D عليها مواد إعلامية. ويتمني الطبلاوي أن يعمم الأمن الفضائي حتي نحمي المشاهد مما يعرض علي الفضائيات من برامج تبث سموم، وتحث علي العنف والإرهاب، وتخلق جيل غير منتم لوطنه، وتشبعه فأفكار متطرفة، فالمشكلة الموجودة حالياً هي أن بعض القنوات تأخذ رخصه للبث من المناطق الحرة، فأصبحت الفضائيات عشوائية تبحث عن المصالح والربح دون النظر لأهمية الرسالة الاعلامية وعلينا ايجاد قصور اعلامي عربي موحد لحماية الهوية العربية التي شوهت كثيراً، ويحاول المنتج المستورد من الخارج طمسها. ويريد الطبلاوي أن يستعيد التراث الذي يعرض علي الفضائيات والاذاعات وشبكات النت، بتخصيص لجنة تشاهد ما يعرض مع كتابة تقارير لحصر المواد الارشيفية التي أخذتها القنوات دون وجه حق، وتبليغ المصنفات الفنية عنها لحماية حقوق الملكية الفكرية لوزارة الاعلام، ونعمل إلي أن نصل لحل سريع لعودة ما فقد وسرق مثلما هيئة الآثار في عودة الآثار المصرية المسروقة، فلا يعقل ان نشاهد خطب الرئيسين جمال عبد الناصر والسادات علي قنوات اخري وهي ملك التليفزيون المصري، وكذلك اعمال أم كلثوم وكبار المطربين، والمسلسلات والافلام القديمة دون الرجوع الينا، فهذا حق مشروع لحماية تاريخنا وحضارتنا، ويري الطبلاوي ان وثيقة البث الفضائي الذي يرعاها "أنس الفقي" وزير الاعلام ستحدث حالة من الضبط ووقف الفوضي والردح الذي يظهر يوميا ويراه ملايين من المشاهدين علي الفضائيات والعمل بمبادئ الاعلام واخلاقياته، لنشر احترام المبادئ والتعبير والحيدة والاستقلالية واحترام الحريات
الوفد - أنس الوجود رضوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق