في يوم الثلاثاء 5 يناير الجاري ـ كانت الجلسة عصيبة ومثيرة داخل قاعة محكمة جنايات القاهرة ـ عندما وقف المتهم داخل قفص الاتهام يرقب عن كثب الضابط الشاب الذي تمكن من ضبطه في حالة تلبس ـ وهو يدلي بشهادته أمام المحكمة عن ظروف ضبط المتهم داخل مسكنه بمنطقة المقطم وبحوزته 4 كجم من جوهر الحشيش المخدر॥ كان الضابط هو الرائد أحمد سكر المفتش بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات وما أن فرغ الضابط من شهادته أمام المحكمة .. انتفض المتهم الشاب داخل القفص الحديدي واندفع فجأة يرجو رئيس المحكمة السماح له بالكلام لتوضيح بعض الأمور ـ واستجاب القاضي لطلبه । بهدوء غريب تحدث الشاب بكلمات الواثق انسابت الكلمات علي لسانه تسبقها اشارة من يده نحو الضابط ـ اعترف أمام عدالتكم بأن هذا الضابط لم يظلمني أبدا كما ادعي المحامون الثلاثه الموكلون بالدفاع عني ـ كا انني اعترف أنني لست مجرما ضليعا ولا متمرسا في تجارة المخدرات ـ لكني انسقت إلي هذا الطريق الآثم رغما عني ودون إرادتي ـ والسبب فتاه احببتها بجنون.. كانت من اسرة ميسورة الحال بالاسكندرية تمتلك فيلا فاخرة بالعجمي .. أسرة تعيش في مستوي مادي يفوق مستوي عائلتي .. ولأنني احببتي الفتاة بكل جوارحي وكانت تبادلني نفس الحب. كان لزاما علي مجاراة عائلتها لأتساوي معهم علي نفس المستوي من الثراء ارضاء لها ـ لهذا توجهت إلي أسرتها وأنا استقل سيارة فاخرة استأجرتها خصيصا لهذا الغرض من أحد معارض السيارات بالاسكندرية وادعيت أنها سيارتي وبأنني حاصل علي بكالوريوس التجارة واعمل في سوق المقاولات ..!! بكل الترحاب استقبلتني أسرة الفتاة مما شجعني لطلب يدها للزواج.. ولاقي طلبي ترحيبا بالغا من كل افراد الاسرة .. وظللت احافظ علي مظهري امامهم .. إلي ان تم عقد قراني علي الفتاة بحضور أمي وبعض أقاربي .. تعاطفت أسرة العروس معي وجعلوني فردا منهم .. أيام قليلة وفوجئت بمطالب أسرة عروس واستعجالهم لاعداد عسن الزوجية بما يتناسب ومكانتهم بين العائلات المرموقة ـ مسكن فاخر تمليك بأرقي أحياء الاسكندرية ومستلزمات البيت العصري من الاجهزة الكهربائية وفوجئت بأنني مطالب بتوفير مئات الألوف من الجنيهات ـ ولم يكن معي من المال ما يكفي لتلبية مطالبهم .. كنت في الموقف الصعب احسست بالعجز وبأنني علي مشارف السقوط المدوي في نظر عروسي .. دارت برأسي الدنيا حتي بات الفزع يؤرق منامي خشية ان اخسر عروسي التي احبها .. كنت مؤهلا لركوب الصعاب والمخاطر من أجل عيونها ـ حتي الموت كي تبقي صورتي في عينيها كما هي لا يشوبها شائبة .. وانجرفت إلي مستنقع المخدرات لا أدري العواقب الوخيمة التي تنتظرني .. وكانت البداية الاتجار في كميات متواضعة من الحشيش ..!! واسترسل المتهم في حكايته بينما الجميع داخل قاعة المحكمة يرهفون السمع لحكايته قال في مرارة ـ لم تنقطع مطالب أسرة عروسي وأنا أتحسس طريقي في مستنقع المخدرات .. إلي أن همس لي واحد من قرناء السوء بنصيحه أن انقل نشاط تجارتي إلي القاهرة حيث الصفقات الكبري والثراء الواسع ولم اتردد .. اسرعت إلي القاهرة واستأجرت شقة فاخرة بمساكن هضبة المقطم ـ جعلت منها مخزنا لبضائعي من الحشيش وتوسعت تجارتي وازداد نشاطي وكان لابد من السقوط..!! وفجأة تملك الصمت من الشاب المتهم بعد أن غلبته دموع حاول ان يداريها .. إلي ان جاءت اللحظة الحاسمة نهاية الجلسة بإعلان المستشار يس بكر رئيس محكمة جنايات القاهرة الدائرة الأولي ـ الحكم بمعاقبة الشاب المتهم بالحبس عشر سنوات. كانت معلومات تلقاها اللواء مصطفي عامر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ـ تشير الي شاب مجهول الهوية غير مسجل جنائيا في عالم المخدرات يقوم بترويج كميات ضخمة من الحشيش بمنطقة المقطم علي نطاق واسع »جملة وقطاعي« وبأن الشاب قادم من الاسكندرية لممارسة هذا النشاط ـ تم تشكيل فريق عمل باشراف اللواء سامح الكيلاني مدير النشاط لوضع خطة لضبط المتهم في حالة تلبس ـ وفي الموعد المحدد قام الرائد أحمد سكر علي رأس قوة بمداهمة مسكن المتهم بمنطقة المقطم ـ وتم ضبطه وبحوزته 4 كجم من جوهر الحشيش المخدر بما يوازي 48 طربة . اعترافات الشاب المتهم كانت مثار دهشة المحكمة وجموع الحاضرين بالقاعة ـ حتي ان البعض من المقربين من المتهم راحوا يبررون اعترافات بالمتهم ـ بأن دافعها هو تخلي أسرة عروسة عنه بعد السقوط ..!! بينما هو يري أنهم وراء كل مصائبه بمطالبهم باهظة الثمن بقصد »الفشخرة « والظهور بين اثرياء العائلات ..!!
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق