السبت، 30 يناير 2010

طريق الشيطان‮ ...!!‬


في‮ ‬يوم الثلاثاء‮ ‬5‮ ‬يناير الجاري‮ ‬ـ كانت الجلسة عصيبة ومثيرة داخل قاعة محكمة جنايات القاهرة ـ عندما وقف المتهم داخل قفص الاتهام‮ ‬يرقب عن كثب الضابط الشاب الذي‮ ‬تمكن من ضبطه في‮ ‬حالة تلبس ـ وهو‮ ‬يدلي‮ ‬بشهادته أمام المحكمة عن ظروف ضبط المتهم داخل مسكنه بمنطقة المقطم وبحوزته‮ ‬4‮ ‬كجم من جوهر الحشيش المخدر‮॥ ‬كان الضابط هو الرائد أحمد سكر المفتش بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات وما أن فرغ‮ ‬الضابط من شهادته أمام المحكمة‮ .. ‬انتفض المتهم الشاب داخل القفص الحديدي‮ ‬واندفع فجأة‮ ‬يرجو رئيس المحكمة السماح له بالكلام لتوضيح بعض الأمور ـ واستجاب القاضي‮ ‬لطلبه‮ । ‬ بهدوء‮ ‬غريب تحدث الشاب بكلمات الواثق انسابت الكلمات علي‮ ‬لسانه تسبقها اشارة من‮ ‬يده نحو الضابط ـ اعترف أمام عدالتكم بأن هذا الضابط لم‮ ‬يظلمني‮ ‬أبدا كما ادعي‮ ‬المحامون الثلاثه الموكلون بالدفاع عني‮ ‬ـ كا انني‮ ‬اعترف أنني‮ ‬لست مجرما ضليعا ولا متمرسا في‮ ‬تجارة المخدرات ـ لكني‮ ‬انسقت إلي‮ ‬هذا الطريق الآثم رغما عني‮ ‬ودون إرادتي‮ ‬ـ والسبب فتاه احببتها بجنون‮.. ‬كانت من اسرة ميسورة الحال بالاسكندرية تمتلك فيلا فاخرة بالعجمي‮ .. ‬أسرة تعيش في‮ ‬مستوي‮ ‬مادي‮ ‬يفوق مستوي‮ ‬عائلتي‮ .. ‬ولأنني‮ ‬احببتي‮ ‬الفتاة بكل جوارحي‮ ‬وكانت تبادلني‮ ‬نفس الحب‮.‬ كان لزاما علي‮ ‬مجاراة عائلتها لأتساوي‮ ‬معهم علي‮ ‬نفس المستوي‮ ‬من الثراء ارضاء لها ـ لهذا توجهت إلي‮ ‬أسرتها وأنا استقل سيارة فاخرة استأجرتها خصيصا لهذا الغرض من أحد معارض السيارات بالاسكندرية وادعيت أنها سيارتي‮ ‬وبأنني‮ ‬حاصل علي‮ ‬بكالوريوس التجارة واعمل في‮ ‬سوق المقاولات‮ ..!! ‬بكل الترحاب استقبلتني‮ ‬أسرة الفتاة مما شجعني‮ ‬لطلب‮ ‬يدها للزواج‮.. ‬ولاقي‮ ‬طلبي‮ ‬ترحيبا بالغا من كل افراد الاسرة‮ .. ‬وظللت احافظ علي‮ ‬مظهري‮ ‬امامهم‮ .. ‬إلي‮ ‬ان تم عقد قراني‮ ‬علي‮ ‬الفتاة بحضور أمي‮ ‬وبعض أقاربي‮ .. ‬تعاطفت أسرة العروس معي‮ ‬وجعلوني‮ ‬فردا منهم‮ .. ‬أيام قليلة وفوجئت بمطالب أسرة عروس واستعجالهم لاعداد عسن الزوجية بما‮ ‬يتناسب ومكانتهم بين العائلات المرموقة ـ مسكن فاخر تمليك بأرقي‮ ‬أحياء الاسكندرية ومستلزمات البيت العصري‮ ‬من الاجهزة الكهربائية وفوجئت بأنني‮ ‬مطالب بتوفير مئات الألوف من الجنيهات ـ ولم‮ ‬يكن معي‮ ‬من المال ما‮ ‬يكفي‮ ‬لتلبية مطالبهم‮ .. ‬كنت في‮ ‬الموقف الصعب احسست بالعجز وبأنني‮ ‬علي‮ ‬مشارف السقوط المدوي‮ ‬في‮ ‬نظر عروسي‮ .. ‬دارت برأسي‮ ‬الدنيا حتي‮ ‬بات الفزع‮ ‬يؤرق منامي‮ ‬خشية ان اخسر عروسي‮ ‬التي‮ ‬احبها‮ .. ‬كنت مؤهلا لركوب الصعاب والمخاطر من أجل عيونها ـ حتي‮ ‬الموت كي‮ ‬تبقي‮ ‬صورتي‮ ‬في‮ ‬عينيها كما هي‮ ‬لا‮ ‬يشوبها شائبة‮ .. ‬وانجرفت إلي‮ ‬مستنقع المخدرات لا أدري‮ ‬العواقب الوخيمة التي‮ ‬تنتظرني‮ .. ‬وكانت البداية الاتجار في‮ ‬كميات متواضعة من الحشيش‮ ..!!‬ واسترسل المتهم في‮ ‬حكايته بينما الجميع داخل قاعة المحكمة‮ ‬يرهفون السمع لحكايته قال في‮ ‬مرارة ـ لم تنقطع مطالب أسرة عروسي‮ ‬وأنا أتحسس طريقي‮ ‬في‮ ‬مستنقع المخدرات‮ .. ‬إلي‮ ‬أن همس لي‮ ‬واحد من قرناء السوء بنصيحه أن انقل نشاط تجارتي‮ ‬إلي‮ ‬القاهرة حيث الصفقات الكبري‮ ‬والثراء الواسع ولم اتردد‮ .. ‬اسرعت إلي‮ ‬القاهرة واستأجرت شقة فاخرة بمساكن هضبة المقطم ـ جعلت منها مخزنا لبضائعي‮ ‬من الحشيش وتوسعت تجارتي‮ ‬وازداد نشاطي‮ ‬وكان لابد من السقوط‮..!! ‬وفجأة تملك الصمت من الشاب المتهم بعد أن‮ ‬غلبته دموع حاول ان‮ ‬يداريها‮ .. ‬إلي‮ ‬ان جاءت اللحظة الحاسمة نهاية الجلسة بإعلان المستشار‮ ‬يس بكر رئيس محكمة جنايات القاهرة الدائرة الأولي‮ ‬ـ الحكم بمعاقبة الشاب المتهم بالحبس عشر سنوات‮. ‬ كانت معلومات تلقاها اللواء مصطفي‮ ‬عامر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ـ تشير الي‮ ‬شاب مجهول الهوية‮ ‬غير مسجل جنائيا في‮ ‬عالم المخدرات‮ ‬يقوم بترويج كميات ضخمة من الحشيش بمنطقة المقطم علي‮ ‬نطاق واسع‮ »‬جملة وقطاعي‮« ‬وبأن الشاب قادم من الاسكندرية لممارسة هذا النشاط ـ تم تشكيل فريق عمل باشراف اللواء سامح الكيلاني‮ ‬مدير النشاط لوضع خطة لضبط المتهم في‮ ‬حالة تلبس ـ وفي‮ ‬الموعد المحدد قام الرائد أحمد سكر علي‮ ‬رأس قوة بمداهمة مسكن المتهم بمنطقة المقطم ـ وتم ضبطه وبحوزته‮ ‬4‮ ‬كجم من جوهر الحشيش المخدر بما‮ ‬يوازي‮ ‬48‮ ‬طربة‮ . ‬اعترافات الشاب المتهم كانت مثار دهشة المحكمة وجموع الحاضرين بالقاعة ـ حتي‮ ‬ان البعض من المقربين من المتهم راحوا‮ ‬يبررون اعترافات بالمتهم ـ بأن دافعها هو تخلي‮ ‬أسرة عروسة عنه بعد السقوط‮ ..!!‬ بينما هو‮ ‬يري‮ ‬أنهم وراء كل مصائبه بمطالبهم باهظة الثمن بقصد‮ »‬الفشخرة‮ « ‬والظهور بين اثرياء العائلات‮ ..!!‬


الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق