يعد مهرجان صن دانس للسينماالأمريكية المستقلة هو أهم مهرجان للسينما المستقلة في العالم, ويقام سنويا في مدينة سالت ليك بولاية أوتاو ا الأمريكية أنشئ هذا المهرجان في عام1978 تحت اسم مهرجان الفيلم أتواـ الولايات المتحدة, حيث كان يقدم مجموعات من أهم الأفلام السينمائية الفنية كما كان يقدم أفلاما سينمائية قصيرة تم انتاجها وتصويرها خارج نظام إنتاج وتوزيع الشركات الكبري في هوليود. وقد ظل المهرجان احتفالية إقليمية محدودة الي أن قام النجم الأمريكي الكبير روبرت ريدفورد في عام1985 برئاسة المهرجان ليتم تحويله الي مهرجان صن دانس تحت رعاية معهد صن دانس الذي أنشأه النجم روبرت ريدفورد وأعطي اسمه للمهرجان تيمنا باسم شخصيته الشهيرة في فيلم ButchCassidyandtheSundanceKid والذي قام ببطولته عام1969 أمام النجم الراحل بول نيومان من إخراج جان روي هيل.قدم هذا المهرجان العديد من المخرجين لعالم السينما, لمع البعض منهم في هوليوود, منهم علي سبيل المثال كونتين ترنتينو وروبرت رودريجيز وكيفن سميث, وظل البعض منهم متألقا في سماء السينما الراقية الفنية علي مستوي العالم مثل جيم جارموش. معلوماتنا بالعربية عن هذا المهرجان الذي يعد أكبر مهرجان للسينما المستقلة في العالم قليلة ولاتتعدي التصريحات الرسمية للمركز الصحفي للمهرجان والتي تنشرها الصحف الأمريكية, وان كانت أهميته لصناعة السينما الأمريكية كبيرة حيث أن اكتشاف مخرج جديد من خلال هذا المهرجان من الممكن أن يشكل كنزا لشركات السينما التي تسارع بالتقاطه وإنتاج فيلم منخفض التكاليف له يحقق أرباحا تفوق تكاليفه أضعافا مضاعفة, وهذا ماحدث مع كوانتين ترانتينو وغيره من المخرجين. دورة2010 شهدت مديرا جديدا للمهرجان والذي افتتحت دورته في الحادي والعشرين من شهر يناير, وقد شهد المهرجان هذه السنة ظاهرة غريبة تثبت قوته المتزايدة عاما بعد عاما, فبعد أن كانت أفلام المهرجان تنسي ولايشاهدها أحد من بعد انتهاء المهرجان أصبحت المهرجانات تسعي للاستعانة بما يعرض في مهرجان صن دانس لتزيد من حجم الأفلام التي تعرض في برنامجها, وهو ماحدث مع في مهرجان برلين الدولي لهذا العام الذي يسعي لضم العديد من الأفلام المعروضة مهرجان صن دانس لتكون ضمن برامجه الذي تبدأ فعالياتها خلال شهر فبراير القادم, يرأس لجنة التحكيم للمهرجان في دورته الحالية المخرج الأمريكي الكبير تيم بيرتون مخرج فيلم( هجوم مارس) و فيلمه الشهير أيدوودوالذي يعد من نوعية الأفلام المستقلة وكان من بطولة جوني ديب وتدور أحداثه علي مخرج للأفلام من نوعية السلسلة بيوهي الأفلام ذات الميزانيات المنخفضة والموضوعات التجارية في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.أصبح مهرجان صن دانس من أكبر مهرجانات السينما في العالم وهو يشجع المواهب الجديدة في العالم أجمع, كما أنه يعرض أفلاما بلا نجوم أو ميزانيات كبيرة يعرض المهرجان هذا العام فيلما عراقيا يحمل عنوان ابن بابل من إخراج المخرج العراقي محمد الدراجي, ومن إنتاج شركة بيراميدا الخليجية والتي ترأسها المصرية( نشوي الرويني) والذي يتحدث عن مشاكل الحرب في العراق. كانت المملكة الأردنية قد لفتت الأنظار للسينما العربية من خلال فعاليات دورة المهرجان في2007 عندما حصل فيلمها الروائي القصير كابتن أبو رائد علي جائزة الجمهور كأحسن فيلم, وكذلك حصل الفيلم إعادة خلق المتوسط الطول علي جائزة أحسن تصوير. كل هذا والسينما المصرية بعيدة عن فعاليات هذا المهرجان, كل هذا في وقت نسمع فيه عن دعم وزارة الثقافة للأفلام الديجيتال المستقلة بملايين الجنيهات وقيام شركة الصوت والضوء بالاقدام علي إنتاج أفلام سينمائية كرافد جديد من روافد الإنتاج السينمائي التابع للدولة, هذا بالإضافة الي إنتاج المركز القومي للسينما الذي يقدم العديد من الأفلام القصيرة والتسجيلية كل عام.بل أن هناك لجنة تسمي لجنة المهرجانات من مهامها ترشيح الأفلام المصرية للمهرجانات العالمية, وبالتالي يجب عليها مشاهدة معظم الإنتاج المستقل في مصر كل عام لاختيارالجيد منه, وهذا مالايحدث بالطبع فبدلا من أن تدفع وزارة الثقافة الملايين لإنتاج الفيلم السري( المسافر الذي عرض خلال المسابقة المصرية لمهرجان فينسيا الماضي من بعد ضغط علي إدارة المهرجان( وفقا للبعض), وقيام الوزارة بإطلاق سرب الصحفيين المحمولين جوا لفينيسيا لتغطية الحدث, علي وزن المشجعين المحمولين جوا في أم درمان, وكانت النتيجة مخيبة للآمال كما يعرف الكثيرون, عليها أن تهتم بنوعية الأفلام القصيرة والتسجيلية التي تعرض في مهرجانات العالم حتي تكون هناك سمعة مختلفة للسينما المصرية, والتي بلا فخر تحقق سمعة متدنية علي المستوي الفني, مع استثناءات بسيطة لكن المشكلة أن توجهات وزارة الثقافة والدولة المصرية عموما يتم تفصيلها علي مقاس بعض الشخصيات التي تلقي استحسانا لدي الجهات العليا وليس الهدف الفعلي أن تقدم تلك التوجهات إنتاجا فعليا أو انجازا فعليا, و لعل نكتة قيام شركة الصوت والضوء بالاهتمام بالسينما لخير دليل علي سيادة تلك العقلية علي وزارة الثقافة المصرية. الغريب أنه عندما حاول بعض الشباب المصري أن يقيم مهرجانا مستقلا للسينما المصرية تم إيقافه والتنديد به من قبل السينمائيين والصحفيين المصريين, ووصل الأمر الي حد التبليغ الأمني عن هذا المهرجان من خلال كتابات صحفية وغيرها. ان المصريين يثبتون كل يوم صحة أمثالهم الشعبية التي عاشت قرونا من الزمن ومازالت تثبت صحتها, فقديما قالوا لابيرحم ولابيسيب رحمة ربنا تحل.
الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق