السبت، 30 يناير 2010

المستكاوي : المصريون حضروا و لعبوا و فازوا و غنوا في بنجيلا


كانت مباراة بين أفضل فريقين فى البطولة، كانت مباراة حافلة بالندية والصراع خاصة فى الساعة الأولى منها.. وانتهت بهزيمة ثقيلة، أو مذلة للفريق الجزائرى، كما قالت بعض الوكالات الأجنبية، مع أنه لا ذل وإذلال فى الرياضة.. المباراة شهدها ملايين المصريين والجزائريين والعرب. وكانت بمستوى المنتخب المصرى، وأداء لاعبيه شهادة للفريق ولنجومه، وشهادة على أخلاق المصريين وطيبتهم وأصالة معدنهم. وقد ظلت المباراة رفيعة المستوى وراقية فنيا حتى بدأ لاعبو الجزائر يلجأون إلى العنف وتعمد إيذاء اللاعب المصرى، بالمعنى الدقيق لتعمد الإيذاء. وإذا كان الجزائريون يقبلون بهذا العنف تجاه فريق شقيق، فنحن الشقيق لا نقبله ولن نقبله..؟!قرابة الساعة كانت المباراة بين لاعبين كبار وبين فريقين كبار. كانت «دربى» حقيقيا للشمال الأفريقى.. هجمة هنا وأخرى هناك، ومحاولة هنا ومحاولة هناك، وفرصتان لمصر وواحدة للجزائر، وصحيح تفوق منتخب مصر وحضر لاعبوه ولعبوا وغنوا. فكان لعبهم بمثابة أغنية أطربت الشعب المصرى.. وكان أداء المنتخب الوطنى محترما، خاصة أن لاعبيه تسلحوا بالخبرة والروح والهدوء، مقابل عصبية بالغة من جانب لاعبى الجزائر، ومن يلعب بعصبية يفقد عقله وقدمه؟!الظاهرة اللافتة أن المنتخب الوطنى لم يستمد ثقته فى نفسه بهدفه الأول فقط، فمنذ البداية كانت الثقة موجودة، وبصورة لم يتوقعها أكثر المتفائلين، لكن تلك شيمة الفرق الكبيرة.. كيف قدمنا هذا العرض القوى فى الدورة فى مباراة حافلة بالضغوط؟!أولا: كان شحاتة والجهاز الفنى موفقا جدا فى الاستقرار على التشكيل، ولعب الفريق بطريقة 3/5/2. بكل مشتقاتها. فكان هانى سعيد ليبرو خلف خط الظهر، حين نفقد الكرة ثم ليبرو أمام خط الظهر عندما نمتلك الكرة، وساهم هانى سعيد فى تحقيق زيادة عددية بوسط الملعب بتقدمه للمساندة.. وكان هذا التقدم يدفع للاعبين مهمين بالتقدم للمساندة فى المقدمة وهما حسنى عبدربه وأحمد حسن. ثانيا: عودة حسنى عبدربه الذى نعرفه فى هذه المباراة. حسنى المدافع والمهاجم والمناور والقوى كان له تأثيره البالغ. والأداء الفردى رفيع المستوى لم يكن مقصورا على لاعب واحد أو لاعبين، فمنذ البداية شن المنتخب المصرى هجماته عبر الجبهة اليمنى التى يشغلها أحمد المحمدى، الذى جعل نذير بلحاج «يكره كرة القدم» وأصابه بالعصبية، وكانت المناورة بالمحمدى من البداية بدلا من سيد معوض الذى تفرغ لرقابة عنتر يحيى وغزال حين يتحرك يمينا، ومغنى الذى يسانده وساعد معوض حسنى عبدربه من الوسط ومتعب من الهجوم.. وفى الوقت نفسه كان معوض ينقض بهجمات، فبعثر يحيى؟!ثالثا: ترابطت خطوط المنتخب الوطنى، فلم تكن هناك مساحات بين لاعبيه، وبين خطوطه. كما هاجم الفريق من البداية بستة لاعبين معبرا عن شجاعة وجرأة لاعبيه ومدربهم وثقتهم فى أنفسهم.. وكان اللاعبون صادقين وهم يقولون قبل مباراة ساحل العاج والجزائر إنهم يتمنون فوز الجزائر حتى يقابلوا الفريق.. وتجلت مظاهر التفاهم بين زيدان ومتعب ومعهما أحمد حسن والمحمدى وجدو حين لعب، وعبدربه، وعبدالشافى الذى سجل هدفا يعبر عن لاعب فنان وحريف؟الدفاع بالجبهات والمجموعات، فكان منتخب مصر يتصدى للاعبى الجزائر بمجموعة، تضغط وتغطى، وهذا لم يمنح الفريق الجزائرى المساحات التى تسمح له ببناء الهجمات أو التحرك بحرية، وهو من المنتخبات التى تتألق فى اللعب بالمساحات كما حدث أمام ساحل العاج.ويمكن ترجمة ذلك بمجموعة معوض وعبدربه ومتعب فى اليسار، ومجموعة المحمدى وأحمد حسن وزيدان فى اليسار، ومجموعة فتحى وأحمد حسن وعبدربه من العمق.. وهذا يوضح معنى تعدد المهام والواجبات ويشرح معنى الأسهم التى يرسمها المدربون على لوحاتهم؟!تصريحات سعدان قال مدرب المنتخب الجزائرى رابح سعدان: إن الحكم البنينى كوفى كودجا «أفسد» المباراة بين فريقه والمنتخب المصرى ضمن الدور نصف النهائى للكأس القارية، مشيرا إلى أن طرد المدافع رفيق حليش كان «مخططا له من قبل».وقال سعدان: «الحكم طرد أفضل مدافعينا بطريقة مجانية، تم التخطيط لها من قبل»، مضيفا: «يجب أن نكون واقعيين: المباراة أفسدها الحكم، هذا واضح وجلى». وقد تبنت الصحف الجزائرية آراء سعدان.سوف أترك تعليقى على تصريحات سعدان لكرة القدم فى فترة 36 دقيقة قبل طرد «حليش القالش»، وليس ذنبنا أنه قلش. فماذا حدث فى تلك الفترة؟! أستعين بوصف الوكالة الفرنسية التى قالت عن تلك الفترة: «بدأ مسلسل الفرص باكرا عندما أهدر عماد متعب فرصة حقيقية فى الدقيقة الثانية، وفاتت على الجزائر واحدة بعد أقل من دقيقة حين نفذ مراد مغنى ركلة حرة من نحو 35 مترا فمرت الكرة بجانب القائم الأيسر (3)، وأرسل أحمد المحمدى كرة عرضية خطرة جدا مرت من أمام المرمى لم تجد من يتابعها (4).وأمسك الحضرى كرة سهلة لعبدالقادر غزال (5)، وأعاد المحمدى السيناريو بعرضية ثانية إلى زيدان هذه المرة أخرجها عنتر يحيى إلى ركنية أولى ثم إلى ثانية تدخل الدفاع فى إبعاد خطرها (6)، وحصلت الجزائر على ركنية أحدثت خطورة، ثم قذيفة من المدافع مجيد بوقرة جانبت القائم الأيمن لمرمى الحضرى (11).وأهدر كريم مطمور فرصة غنية للجزائر (16)، وتدخل الحارس الجزائرى فوزى الشاوشى لأخطر كرة مصرية بعدما وصلت إلى زيدان داخل المنطقة أرسلها عرضية إلى عماد متعب فأطلقها دون تردد وتألق الشاوشى وتصدى لها طائرا حارما مصر من فرصة افتتاح التسجيل (25).وخاشن المدافع الجزائرى رفيق حليش المهاجم المصرى عماد متعب، فاحتسب الحكم البنينى كوفى كودجى ركلة جزاء أرفقها ببطاقة صفراء هى الثانية ورفع كودجى الحمراء (38).» (هناك فرصة تسجيل خامسة لمصر لم تسجلها الوكالة الفرنسية وكانت فى الدقيقة 34 عندما لعب سيد معوض كرة عرضية لمتعب ومرت من أمام قدمه وهو داخل الست ياردات الجزائرية) هكذا لاحت لمنتخب مصر 5 فرص مقابل فرصتين لمنتخب الجزائر فى الفترة التى سبقت طرد حليش.. لكن المؤسف أن الحكم البنينى الذى وصفه سعدان بأنه أفسد المباراة، رفع البطاقة الصفراء فى وجه الحارس الجزائرى عندما قام الشاوشى بضرب الحكم بضربة رأس، ذكرتنا بضربات فريد شوقى فى فيلم الفتوة.. وبشهادة جميع حكام المجموعة الشمسية كان الحارس الجزائرى يستحق الطرد.. فكيف يقول سعدان بعد هذا كله أن طرد حليش وراء الخسارة.. ولماذا لا يعترف المدرب الجزائرى بأن الأفضل هو الذى فاز؟ لماذا لايعترف وكنا قد أشدنا به حين اعترف بأنه طلب من لاعبيه التوقف أمام أنجولا؟!مبروك لمنتخب مصر هذا الانتصار الكبير والمستحق.الدرجات
عصام الحضرى (10). هانى سعيد (9). وائل جمعة (10). فتح الله (9) المحمدى (9). سيد معوض (7.5). أحمد فتحى (9). عبدربه (9). أحمد حسن (8). زيدان (8.5). متعب (8.5). حسام غالى (6). عبدالشافى (8). جدو (7).
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق