السبت، 30 يناير 2010


هتافات ضده: "توني بلير مجرم حرب"
قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير- الذي يمثل للتحقيقات بشأن دعمه للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ضد العراق- إنه قرر المشاركة في الحرب على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وتنامي التهديدات من قبل الدول المارقة؛ وإنه خاض تلك الحرب أيضاً بسبب خرق الرئيس العراقي السابق صدام حسين لقرارات الامم المتحدة- وليس بدافع تغيير النظام.
وتجمع محتجون يهتفون "توني بلير مجرم حرب" خارج المبنى الذي يجري به التحقيق في حرب العراق بالعاصمة البريطانية لندن الجمعة حيث يشرح رئيس الوزراء البريطاني السابق السبب وراء دعمه للغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وكان قرار ارسال 45 الف جندي بريطاني الى العراق اكثر القرارات اثارة للجدل خلال الفترة التي تولى فيها بلير رئاسة الوزراء وامتدت لعشرة أعوام وفجر احتجاجات هائلة وانقسامات داخل حزب العمال الذي ينتمي اليه واتهامات بأنه خدع الجماهير فيما يتعلق بمبررات الحرب.
وبعد سبعة أعوام من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق ونحو ثلاثة أعوام من تسليم بلير رئاسة الوزراء لجوردون براون ما زالت القضية تثير غضبا عميقا.
وانضمت أسر بعض من 179 جنديا بريطانيا قتلوا في العراق لنحو 100 متظاهر مناهض للحرب في ترديد الهتافات والتلويح بلافتات خارج المبنى الذي يجري به التحقيق في وسط لندن.
ووصل بلير مبكرا ودخل من باب خلفي وسط اجراءات أمنية مشددة وأعداد كبيرة من أفراد الشرطة.
وقال اندرو موراي رئيس "ائتلاف اوقفوا الحرب": "السؤال الحقيقي الذي يحتاج توني بلير للاجابة عليه في النهاية سيكون في لاهاي وأمام محكمة جرائم حرب. انه ممثل بارع لكنني أعتقد أن معظم الناس يفهمون السيناريو منذ وقت طويل".
ولن يؤثر مثول بلير امام اللجنة على تركته الشخصية فحسب بل يحتمل ايضا أن يضر بحكومة حزب العمال التي يقودها خلفه براون والذي كان وزيرا للمالية خلال الحرب.
ويخشى بعض زعماء حزب العمال من أن يثير التحقيق المشاعر القوية بشأن القضية بين الناخبين من جديد مما يضر بالدعم للحزب الذي يجيء متأخرا عن المحافظين في استطلاعات الرأي قبل انتخابات تجري بحلول يونيو/ حزيران.
وقال انتوني سيلدون المعلق السياسي وكاتب السيرة الشخصية لبلير "انه يوم هام بالنسبة له وللجماهير البريطانية ولسلطة بريطانيا المعنوية في العالم... هذا يوم هائل يتجاوزه هو وسمعته بكثير".
ومن المرجح أن يركز التحقيق على التبرير المعلن الذي أعطته الحكومة للحرب لا سيما ملف نشر في سبتمبر ايلول 2002 حين قال بلير ان المخابرات "أثبتت دون شك أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل. ولم يعثر على أي أسلحة من هذا النوع قط".
وأدلى موظفون بارزون بالحكومة بشهاداتهم امام اللجنة وقالوا ان معلومات المخابرات في الايام السابقة ليوم الغزو يوم 20 مارس/ اذار 2003 أشارت الى أنه تم تفكيك أسلحة الدمار الشامل التي يملكها الرئيس العراقي الراحل.
كما تبحث اللجنة ايضا شرعية الحرب وفي اي مرحلة وعد بلير الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بأن بريطانيا ستدعم العمل العسكري ضد العراق. وبلير الان مبعوث المجموعة الرباعية الدولية للشرق الاوسط.
وكان شهود قد أشاروا الى أن بلير أعطى هذا الوعد عام 2002 على الرغم من أن بيتر جولدسميث الذي كان يشغل منصب المحامي العام انذاك الذي أعطى الغزو الضوء الاخضر في نهاية المطاف كان قد حذره من أن استخدام القوة لتغيير النظام سيكون غير قانوني.
وقال جولدسميث للجنة التحقيق انه كان يعتقد في البداية أن على الامم المتحدة الموافقة على استخدام القوة ولم يعدل عن رأيه الا قبل شهر من الغزو.
كما قال اكبر مستشارين قانونيين انذاك في وزارة الخارجية انهما أبلغا الحكومة بأن الحرب ستكون غير قانونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق