الأحد، 22 نوفمبر 2009

أكذوبة اسمها‏ :‏ أنا وطني


محترفون فشلوا في اللعب باسم المنتخبات الأوروبية

كانوا يرفضون اللعب باسم منتخب الجزائر وفجأة أصبحت الوطنية شعارا مزيفا تردده ألسنتهم بعد أن وجدوا أنفسهم أمام واقع واحد وهو الاجبار علي اللعب باسم الجزائر


لاعبو المنتخب الجزائري لم يظهر أغلبهم سوي في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب إفريقيا بعد أن وجدوا أن السن تقدم بهم ولم يعد في الإمكان اللعب باسم منتخبات أوروبية كانوا يحلمون بالانتماء لها كرويا‏।‏وفي لقاء مصر والجزائر الفاصل في السودان ظهر في تشكيلة الجزائر آخر أسماء من نقصدهم وهو حسن يبدا لاعب الوسط المدافع الذي ظهر في اللقاء حاملا القميص رقم‏(8)‏ وحسن يبدا كان لاعبا ضمن صفوف منتخب فرنسا للشباب قبل‏7‏ أعوام ورفض في واقعة شهيرة الانضمام إلي المنتخب الجزائري عندما حاول رابح سعدان استدعاءه عام‏2003‏ وكرر نفس السيناريو في عهد المدرب الفرنسي هنري كيجالي الذي قاد الجزائر في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الإفريقية الماضية في غانا عام‏2008‏ في واقعة جرت أحداثها عام‏2006‏ يبدا كان يحلم بأن يكون لاعبا في المنتخب الفرنسي الأول واللعب جنبا إلي جنب بجوار تييري هنري وديفيد تريزيجيه وفرانك ربيري لكن أحلامه طالما تبخرت في الحصول علي فرصة للعب مع فرنسا وأن يكون له دور مع عالم الكبار‏॥‏ ولم يجد حسن يبدا سوي المنتخب الجزائري ليكون لاعبا دوليا يشارك في البطولات القارية‏॥‏ لتتحول الجزائر بالنسبة له إلي بديل عن منتخب فرنسا وهو ما حدث بالفعل عقب اتفاقه مع محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري علي ترتيب أمر ارتداء قميص المنتخب الجزائري‏।‏والغريب أن يبدا لم يكن يخجل في اثارة أزمة والتهديد بالانسحاب من المنتخب الجزائري عندما وجد رابح سعدان يضعه علي دكة البدلاء وهو الذي لا يقدر علي اثارة الشغب في حال جلوسه علي دكة البدلاء في ناديه الانجليزي بورتسموث‏।‏وهناك سيناريو آخر لاسم ثان له نفس التجربة لكن باختلاف أكبر وهو أنه كان يبحث عن منتخبين وليس عن منتخب أوروبي وحيد هو عبدالقادر غزال مهاجم فريق سيينا الإيطالي الذي تحول إلي مهاجم بالمنتخب الجزائري بعد غلق أبواب المنتخب الفرنسي أمامه بالإضافة إلي فشل محاولاته أن تكون الجنسية الإيطالية وتحقيق حلم آخر في اللعب باسم الطليان‏॥‏ غزال نشأ في فرنسا كرويا وبدأ حياته مهاجما في العديد من الأندية الفرنسيةوكانت أكبر أحلامه هي اللعب لمنتخب فرنسا عام‏2006‏ خاصة عند بدء التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام‏2008‏ لكن أحلامه تبخرت مع ظهور كريم بن زيمة ورفض ريمون دومينيك المدير الفني للمنتخب الفرنسي دعوة من اسماهم أنصاف اللاعبين‏॥‏ وبعدها انتقل غزال للعب في أحد أندية الدرجة الثالثة في إيطاليا وتألق وحصل علي لقب الهداف وأفضل لاعب ليرتدي بعدها قميص فريق سيينا في الدوري الإيطالي الممتاز وكان يحلم بالحصول علي الجنسية الإيطالية للعب مع الأزوري لكنه فقد الأمل وتراجع عن الأمر بعد رفض الصحافة الإيطالية الاعتماد علي اللاعبين المجنسين من أمثال أماوري ومانشيني الثنائي البرازيلي الأصل وهما من تألقا في وصفوف العديد من أكبر أندية إيطاليا مثل فرونتينا وروما قبل انتقالهما إلي يوفنتوس وانترناسيونالي في الوقت الذي لايعد هو سوي مهاجم مغمور ويلتمس خطواته الأولي في عالم الكرة الإيطالية‏॥‏ ولهذا لم يجد في ورقة اللعب دوليا سوي الانضمام إلي منتخب الجزائر أيضا مثله مثل حسن يبدا‏।‏وهناك كريم مطمور الجناح الأيمن المحترف في بروسيا مونشن جلادباخ الألماني الذي لم يلق الضوء من قبل علي انتقاله للعب لمنتخب الجزائر بالرغم من أن له قصة شهيرة بطلها هذه المرة المنتخب الألماني الذي كان يحلم مطمورأن يكون أحد أعضائه عند بداية تألقه بصفوف مونشن جلاد باخ مطمور كان قد أعلن قبل عامين عن أمنيته في أن يكون بديل بيرند شنايدر لاعب الوسط الأيمن المخضرم بالمنتخب الألماني بعد أن بدأ أيواكيم لوف المدير الفني يعتمد علي لاعبين من أصول غير ألمانية في ضمهم إلي منتخب الماكينات لكن خابت أحلام كريم مطمور بعد أن أصبح انضمامه إلي المنتخب الألماني مستحيلا بسبب الجنسية من جهة وظهور أكثر من لاعب مميز خلفا لشنايدر من أبرزهم باستن شنهاينتشايجر نجم الوسط الألماني ليلتقطه رابح سعدان ومحمد روراوة ويعلنا ضمه إلي المنتخب الجزائري ولم يمانع كريم مطمور بدوره وبدأ مع الجزائر رحلة مشواره الدولي‏॥‏وهناك من كان يحلم باللعب للعديد من المنتخبات الأوروبية وينتظر فقط الجنسية لكن الزمن أجبره علي اللعب للجزائر كبديل في عالم المنتخبات والتمثيل الدولي مثل مراد مغني لاعب الوسط الأيمن الذي ظهر في التصفيات الإفريقية وشارك أمام المنتخب الوطني في لقائي الأسبوع الماضي وهو من العناصر التي هددت قبل الدور الثاني للتصفيات بالانسحاب من اللعب للجزائر بعد اعتماد رابح سعدان عليه كلاعب بديل لكريم زياني‏..‏ ولم يستعد إلا لصداقته الوطيدة مع محمد روراوة والتي كانت سببا في اختيار إيطاليا كمقر للمعسكر الأوروبي المغلق للجزائر قبل الحضور إلي القاهرة ثم السفر إلي الخرطوم بالسودان من جهة وكذلك اجبار رابح سعدان علي توفير مكان له في التشكيل وتضخمت آمال الجزائر خلال التصفيات بالحصول علي بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب إفريقيا ولهذا لم يكن غريبا أن يكون مراد مغني وهو الأقل فنيا بين لاعبي الوسط الجزائري ضمن التشكيل الأساسي ومن خلال الدفع به في مراكز مختلفة حيث يغيب لاعبون أساسيون مثلما حدث باللعب به كمهاجم ثان في القاهرة بعد تغيير طريقة اللعب ثم الدفع به في لقاء الخرطوم بمركز الجناح الأيمن بعد تعرض كريم مطمور للإصابة‏


ويمكن ضم رفيق جبور رأس الحربة المحترف في أيك أثينا اليوناني إلي هذه المجموعة وهو اللاعب الذي ظهر في لقاء مصر بالجزائر وسجل الهدف الثالث في شباك عصام الحضري وكان يحلم باللعب لأي من فرنسا أو اليونان ولم يستمر مع المنتخب الجزائري بعد خلافه الشهير مع رابح سعدان بسبب جلوسه احتياطيا إلا بعد دخول الجزائر في دائرة المنافسة علي بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا وهو ما دفعه للصبر وقبول الجلوس احتياطيا حتي يكون من ضمن سجله الكروي انجاز اللعب في المونديال‏।‏



الاهرام المسائي - محمد أبو العينين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق