تشتعل أسعار اللحوم كالعادة في هذا التوقيت من العام خاصة مع زيادة الاقبال علي الشراء وقلة المعروض وتتجه الحكومة إلي المستورد لتغطية العجز في الأسواق المحلية ومواجهة أباطرة رفع الأسعار। ورغم طرح ما يقرب من 544 طن لحوم ضأن وبتلو وبقري وألف طن جاموسي ليتراوح سعر المستورد ما بين 18 و28 جنيها في الوقت الذي تصل فيه بعض أسعار اللحوم المحلية إلي 52 جنيها للكيلو، ومع ذلك فإن العديد من المواطنين لا يثقون في سلامة اللحوم المستوردةمحمد وهبة - رئيس شعبة القصابين يري أن نقص المعروض من اللحوم المحلية يجبر الحكومة علي تغطية الفرق في احتياجات السوق عن طريق طرح كميات من المستورد في الجمعيات الاستهلاكية أو في شوادر لبيع اللحوم وأيضا في سلاسل المحال التجارية الكبري وتخلق هذه الكميات نوعا من التوازن في السوق وسد العجز في اللحوم البلدي॥ وبذلك تكون أسعارها التي تبدأ من 18 جنيهًا للكيلو في متناول محدود الدخل وأنواع جيدة لافتًا إلي أن الاستيراد لسد العجز خلال الموسم لا يعني الاعتماد علي المستورد ولكن لابد من التوجه إلي زيادة الثروة الحيوانية المحلية وتنميتها।من جانبه يؤكد د. أبوالمجد محمود - وكيل معهد الحيوان أن اللحوم المستوردة تمر بالعديد من الإجراءات الصحية المشددة للتأكد من سلامتها فلابد أن تكون خالية من الأمراض والأوبئة التي حددتها منظمة الصحة العالمية ولتخليص إجراءات الاستيراد ولابد أن تكون تحت اشراف بيطري من هيئة الخدمات البيطرية إذ يتم ارسال بعثة لإجراء الكشف علي الحيوانات قبل ذبحها ثم الاشراف علي الذبح للتأكد من أنه يتم طبقًا للشريعة الإسلامية ثم تغطيتها وتعبئتها وتجميدها أما في حال استيرادها حية فيتم الكشف عليها أيضًا في بلد المنشأ للتأكد من دخولها سليمة خالية من أي أمراض ولذلك يتم حجزها في الحجر الصحي من 3 إلي 15 يومًا وتذبح في المجازر الرسمية في الموانئ وغالبًا ما يتم الذبح في مجزر العين السخنة لاتساع مساحته ووجود عدد كبير من الأطباء البيطريين للاشراف علي الذبح والتأكد من سلامة اللحوم مرة أخري.وعن الدول التي يتم الاستيراد منها يشير د. مصطفي عبدالعزيز - نقيب البيطريين - إلي أن الاستيراد غالبًا يتم من الدول الكبري المنتجة للحوم في أمريكا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين وأورجواي أو دول أفريقيا كإثيوبيا والصومال والسودان وتعد تكلفة الاستيراد من الدول الأفريقية أقل لقرب المسافة، كما أن المراعي لديها أفضل لاتساع المساحات بهذه الدول ويعد استيراد اللحوم مجمدة أفضل من كونها حية حيث يعد أرخص في تكلفة النقل وأيضا من ناحية تجنب إصابته بأية أمراض أثناء عملية النقل.وللتفرقة بين اللحوم السليمة من الفاسدة يقول لابد أن يكون لون اللحمة أحمر وردي أي اللون الطبيعي المتعارف عليه وليس لها رائحة كريهة تسيل منها سوائل أما فيما يتعلق بشراء اللحوم المستوردة المجمدة لابد أن تكون مجمدة بشكل جيد ولا يتم فكها وتجميدها أكثر من مرة لأن هذا يعرضها للتلف أما عن عدم إقبال المستهلك علي اللحوم المستورة فيرجع ذلك إلي أن البعض قد يعتقد أنها غير جيدة لرخص ثمنها في مقابل ارتفاع اسعار اللحوم البلدي لذا يجب أن تكون هناك توعية للمستهلك ليطمئن علي سلامة هذه اللحوم.ويري د.سامي طه كبير اخصائيي حيوانات المزرعة بنقابة البيطريين أن الاعتماد علي الاستيراد في سد عجز اللحوم وعدم تنمية الثروة الحيوانية المحلية يعد مشكلة كبيرة وخاصة في ظل إهمالها لها باستمرار لذا نجد أننا في المواسم قد نمر بأزمة يتم التغلب عليها بالاستيراد إلي أن أصبح الاستيراد هو الأساسي إلي جانب كل سنة نجد أن العجول البتلو الرضيعة يتم ذبحها وهي لاتزال زنة 50 كيلو إلي جانب مشكلة ذبح الإناث الصغيرة وكل هذه الأمور تؤثر علي الثروة الحيوانية وتنميتها ويلفت إلي أنه تم توقف المشروع القومي لتسمين البتلو رغم نجاحه حيث بدأ في 1983 بتسمين 100 ألف عجل بتلو وانتهي عام 1999 بـ500 ألف وعلي الرغم من ذلك لم يتم الاستمرار فيه ولم يلق أي اهتمام من جانب المسئولين بوزارة الزراعة ومن ناحية مدي سلامة اللحوم المستوردة يوضح أن اللحوم المستوردة الحية غالباً ما تكون مصدرا للأمراض والأوبئة وتزيد نسبة احتمال إصابتها بدرجة كبيرة والمثال علي ذلك الأبقار الإثيوبية التي أوجدت نوعا جديدا أو سلالة من الحمي القلاعية التي أصيبت به عند استيرادها أما المجمدة فقد يكون 50٪ من المعروض منها غير موثوق في سلامته.
روز اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق