عودة المخرج مجدي أحمد على ... خلطة خاصة في افلامه.. تعتمد علي التوغل بنعومة في اعماق المجتمع المصري لتكشف برفق سلبياته دون أن تفقدنا الاحساس بالأمل والتفاؤل, وقد شارك فيلمه عصافير النيل في المسابقة الرسمية الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي ويقول عندما أخرج أي عمل لا أضع أمامي سوي المشاهد والجمهور ولا أسعي إلي المهرجانات واهتم أكثر بالسوق المصرية.. لكن عندما طلب مني أن يشارك فيلمي في المهرجان تحمست جدا وشعرت بالسعادة وبذلت مجهودا مكثفا لكي يلحق الفيلم
تعودنا أن تحمل افلامك قدرا من الأمل والتفاؤل برغم كشفها عيوب وسلبيات المجتمع..لكن عصافير النيل لم يحمل هذا القدر؟ اتفق معك تماما.. وكثيرون ممن رأوه قالوا لي إنه فيلم حزين! لكن هذا له اسبابه وهي أنني بالفعل حزين وعلي المستوي الشخصي لم أعداحمل نفس القدر من التفاؤل الذي كنت اشعر به منذ عدة سنوات.. فأنا في النهاية مواطن مصري تتأثر بأحوالنا التي ليست علي ما يرام وبمعاناة الطبقة الفقيرة التي تنمو أكثر.. والسينما هي انعكاس للواقع الذي تقل فيه مساحات الأمل.أين مساحة الأمل في عصافير النيل؟لقد حاولت قدر المستطاع وقمت بتغيير نهاية رواية ابراهيم اصلان والتي كانت تنتهي بموت البطل والبطلة.. فحولتها إلي نهاية سعيدة يقدم فيها الأبطلان رقصة جميلة وهما في قمة مرضهما! كما حاولت اضفاء بعض البسمات علي الرواية مثل المشهد الذي يموت فيه البطل في المستشفي ثم يصحو مرة اخري دلالة علي قوة الحياة.. كل ذلك حتي اقول: إن هناك دائما أملا ومساحة من النور.. لكن لو أكثر من ذلك يصبح خداعا للناس.وماذا تقول عن المشاهد الساخنة التي شعرنا بأنه كان يمكن اختصارها كثيرا؟ربما كان معك حق.. لكن أيضا هذا كانت له اسبابه.. فهناك سبب فني تكنيكي وهو أن أطول هذه المشاهد ـ والذي أثار هذا الاحساس لدي الناس ـ كان يصاحبه مونولوج شكسبير الذي يؤديه محمود الجندي وكنت من خلاله احاول الربط بين البوهيمية عند البطل و النبل في شخصية البهي التي يقدمها محمود الجندي وقد حاولت اختصار المونولوج حتي لا يطول المشهد الجنسي المصاحب له لكنني وجدت أن هذا الاختصار سيضر بمعني المونولوج.. أما السبب الثاني فهو انني قد تعمدت ألا أخشي من تقديم المشاهد الساخنة لأنني اعتبرها فنا وليست عورة ينبغي أن نخجل منها!!يقال إنك تختار أبطالك من غير نجوم الشباك لأسباب انتاجية؟!غير صحيح اطلاقا.. ففي يا دنيا يا غرامي قدمت عددا من نجوم الشباك وفي البطل قدمت أحمد زكي وهنيدي وخلطة فوزية كانت الهام شاهين.. أما اسرار البنات فكان لابد للبطلة أن تكون فتاه صغيرة غير معروفة وفي عصافير النيل لم أجد افضل من فتحي عبدالوهاب لأنه الوحيد من الموهوبين الذي يوحي وجهه بالأصل الريفي وقد اجاد الدور بشكل يثبت صحة اختياري.ولماذا اخترت عبير صبري للبطولة؟لإنني شديد الاعجاب بموهبتها.. فقد رأيتها في دور صغير في الناجون من النار فاخترتها في فيلم البطل وكنت من أكثر الناس الذين حزنوا لاعتزالها.. لذلك أردت دعمها بعد عودتها فقدمتها بطريقة قوية وجريئة اعتقد انها ستقويها!ألم تخش من تقديم ابنك أحمد مجدي في أول افلامه.. فيقال إنك تجامله؟أولا أنا لم اخترع أحمد مجدي الممثل صحيح أنه أنهي دراسة الحقوق لكن حصل علي دراسات حرة في السينما واشترك في كثير من الأفلام التسجيلية.. كما اخرج فيلما قصيرا بعنوان كيكة بالكريمة حصل علي عدة جوائز دولية وفيلما تسجيليا آخر وبالرغم من ذلك ترددت قليلا في تقديمه في أول فيلم روائي طويل من اخراجي لكن أصدقائي شجعوني كثيرا وأكدوا لي موهبته فلم اجد ضررا من تقديمه خاصة أنني كنت ابحث عن وجه جديد.. والحمد لله ردود الفعل علي دوره حتي الان ايجابية جدا واعتقد انه كان يستحق الفرصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق