معركة نوعية دارت رحاها فى أول أيام عرض فيلم 678 يوم الأربعاء الماضى.. المكان دور العرض وأطراف المعركة هم نصفا المجتمع الرجال والنساء. حضرت الفيلم فى أول أيام عرضه، وكان الإقبال متوسطا لا حاشدا ولا ضعيفا.. وما إن بدأ الفيلم حتى استحوذ على انتباه الجميع، وشيئا فشيئا ومع تتابع مشاهد التحرش على الشاشة، التى تعرضت لها بشرى التى تؤدى دور موظفة ــ فقيرة ــ وأيضا مشهد التحرش التى تعرضت له نيللى كريم على يد حشود الجماهير الكروية أمام زوجها حتى شحنت الصالة خاصة النساء منها.حتى أتى مشهد تنتقم فيه بشرى من المتحرشين بها بعد أن تقرر عدم الاستسلام لهم.. وعندما يلامسها أحد المتحرشين حتى تدور وتطعنه طعنة قاضية على الرجولة بقلم حبر هو سلاحها الوحيد، وهنا تقف إحدى البنات وتصفق وحدها فينظر إليها الجميع فى دهشة ــ خاصة الرجال ــ ولكن تأبى المتفرجة الاستسلام، وتظل تصفق باحثة عمن يشاطرها فإذا بإحدى الفتيات القريبات منها تتخلص من خجلها وتفعل، ولكنهن يعزفن منفردين إلى أن تتعالى أصوات الرجال باستهجان مع بعض الإفيهات فتخجل البنت وتتوقف. ويستكمل الفيلم مشاهده إلى أن يصل إلى مشهد من أجمل مشاهده، وهو مشهد محاكمة، تهاجم فيه البنات بعضهن ويحولون لصق مسئولية التحرش ببعض، فعن طريق بشرى المحجبة ونيللى كريم التى تلعب دور مدربة على مواجهة التحرش، ولا ترتدى الحجاب يتم تبادل الاتهامات، وتبدأها بشرى حين تقول لنيللى كريم «منكم لله انتو السبب لابسين المحزق والملزق وإحنا اللى بنشيل الطين»، وهنا تعالى تصفيق الرجال فقط، ولكن أحبطتهم نيللى كريم عندما ردت، قائلة محدثة الفتاة الثالثة «سيبك منها ده التخلف اللى ودانا فى داهية» ثم تنظر لبشرى، وتقول: «ما هو زمان كان بيلبسوا مينى جيب وما حدش كان بيتحرش»، ولكن تعالت أصوات الجماهير مرة أخرى حين ردت بشرى «علشان زمان الرجالة كانت لاقية تتجوز مش علشان كتر القلع يعلم العفه» فضج الرجال مرة أخرى، وتعالى صفير بعض الشباب معلنين الاتفاق مع كلام بشرى واستهجانهم لكلام نيللى ولكن تقاطع معهم صوت أحد البنات يقول إيه التخلف ده.. وكانت المرحلة الأخيرة فى تلك المعركة الحقيقية فى مشهد المحكمة، التى يتم فيها تقديم أول متحرش للقضاء، ولكن تواجه الفتاة ضغطا من أهلها والمجتمع لتتنازل عن القضية ويسأل القاضى الفتاة هل ستتنازلين أم لا؟ فتصيح الفتاة هى وخطيبها ويقولان لن نتنازل وهنا تحاول إحدى الفتيات من الجمهور التصفيق ولم تجد إلا أفرادا قليلين يشاركونها فرحتها بالمشهد، ويخرج أحد الشباب من القاعة قائلا: لأصدقائه بصوت سمعته الصالة بأكملها «يالا يا عم» ويبدو عليه الضيق الشديد.. ولكن لم يتسن لى معرفة هل ضيقه بسبب المشهد أم لأن الفيلم لم يحتو على مناظر كما كان يتوقع البعض!
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق