السبت، 25 ديسمبر 2010

صفط اللبن ومشكلات الحلول


كما أن للمشكلات حلول فإن للحلول مشكلات، ولعل محور صفط اللبن الذي تكلف تسعمائة مليون جنيه أبرز مثال على ذلك . المحور رائع منذ اللحظة الأولى لصعوده حتى تقترب من منزله أمام جامعة القاهرة، فإذا استغرق المحور 6 دقائق في قطعه فإن الزمن من الخروج منه حتى أقرب منفذ للنجاة يستغرق دقائق طويلة . كان ينبغى قبل التفكير في إنشاء هذا المحور التفكير فيمن يعبر هذا المحور وكيف ينجو من عنق الزجاجة الواقع بعده . لقد قيل إن المحور سيخفف الضغط عن محور 6 أكتوبر بمقدار 30 في المائة، وما رأيناه على أرض الواقع لا يدل على ذلك. لست خبيرًا هندسيًّا ولا مروريًّا؛ ولكني أفكر بصوت عال مع الخبراء: هل يحتاج الأمر إلى حل هندسي عبقري مثل الحل شبه الرائع لمشكلة المرور في ميدان الرماية؟ حيث لم تُبْنَ جسور علوية ولا أنفاق؛ بل اعتمد الحل على فكرة ابتكارية حلت المشكلة بنسبة 80 في المائة، وبقيت العشرين في المائة المتمثلة في لفة طويلة للوصول إلى الطريق الدائري، وأعتقد أن من نجح في حل الثمانين في المائة في عقله الحل لمشكلة العشرين في المائة.
ويخيل إلي أننا نعمل أحيانًا كجزر منعزلة، لا ترتبط الحلول ببعضها ولا نبدأ بالأولويات .
إن مشكلة اختناق القاهرة مروريًّا وسكانيًّا لا ينبغي أن تحل بكوبري هنا و جسر هناك؛ لأنه سيكون حلاًّ مؤقتًا سرعان ما تضيع قيمته أو تترتب عليه مشكلات أخرى، والحل يكمن في النظرة الشمولية والمتكاملة لمشكلة الازدحام مرورويًّا وسكانيًّا.

الكاتب - عادل نور الدين - ايجيبتى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق