في تأكيد لمخاوف سكان غزة من أن العدوان الإسرائيلي الجديد بات علي الأبواب برغم مرور عامين فقط علي مجزرة الرصاص المصبوب ـ أعلنت إسرائيل عن نشر كتيبة دبابات في بداية العام المقبل علي حدود غزة مزودة بمنظومة معطف الريح للتصدي للصواريخ والقذائف التي يمكن أن تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية, فما هي قصة معطف الريح الذي ارتدته الدبابات الإسرائيلية؟!॥في منتصف ديسمبر الحالي أجرت إسرائيل تجربة عملية ناجحة علي منظومة معطف الريح تروفي حيث جلس ضابطان كبيران هما الكولونيل عيناف شاليف قائد اللواء401 المدرع, والكولونيل ايتاي برين قائد الكتيبة9 في اللواء نفسه ـ داخل إحدي الدبابات الحديثة من طراز ميركافا4 سيمان ليشاهدا بأم اعينهما طاقم الدبابة وهو يتصدي لصاروخ كان متجها بقوة تجاه الدبابة, وبالفعل نجح الطاقم في اصطياد الصاروخ بإطلاق عبوة ناسفة عليه قبل أن يصل إلي جسم الدبابة شديدة التدريع।ومن الواضح أن إقدام ضابطين كبيرين مثل شاليف وبرين علي الجلوس داخل دبابة تتعرض لقصف صاروخي كان بمثابة رسالة للداخل والخارج بأن الصناعات العسكرية الإسرائيلية واثقة من قدراتها في تأمين الدبابة, وأن منظومة معطف الريح تعمل بنجاح يصل إلي100%.وطبقا للمعلومات المتوافرة فإن المنظومة تتألف من رادار وأجهزة استشعار لكشف الصواريخ والقذائف المضادة للدروع وهوائيات دقيقة مركبة علي جميع جوانب الدبابة, ويعمل الرادار بزاوية360 درجة, وعند اقتراب الصاروخ أو المقذوف من الدبابة يلتقط الرادار الإشارة وينقلها إلي كمبيوتر داخلي يقوم بدوره بتحديد الزاوية والإحداثيات والوقت الأمثل لإطلاق شحنة ناسفة تدمر الصاروخ المعادي قبل أن يصل للدبابة.وبرغم أن العالم لم يسمع عن منظومة معطف الريح أو( تروفي) بالإنجليزية إلا خلال الأيام القليلة الماضية, فإن قرار تصنيعها صدر في منتصف عام2007, أي بعد أقل من عام علي انتهاء حرب لبنان الثانية, التي نجحت خلالها صواريخ حزب الله اللبناني في تدمير أو إعطاب العشرات من الدبابات والمدرعات الإسرائيلية, ولم تكتف إسرائيل بتزويد دبابات الميركافا فقط بمعطف الريح, بل زودت أيضا المدرعة نمير بها حيث إن المنظومة قادرة كذلك علي التصدي لقذائف آر. بي. جي الشهيرة المنتشرة لدي جميع الجيوش والميليشيات علي حد سواء.وبعيدا عن الثقة المفرطة التي تظهرها القيادات العسكرية الإسرائيلية إزاء فعالية معطف الريح, فإن الخبراء العسكريين الأمريكيين يؤكدون أن له سلبيات, منها عدم قدرته علي التصدي للصواريخ والقذائف التي تفوق سرعتها سرعة الصوت(340 مترا في الثانية), وأنه غير قادر علي التعامل مع أكثر من هدف في لحظة واحدة, وثالثها أنه يمكن أن يتسبب خلال التصدي لصاروخ أو قذيفة في حدوث انفجار خارج الدبابة يدمر الآليات الأخري القريبة منها.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق