الاثنين، 23 أغسطس 2010

كوارث قطع الكهرباء


بين نقطاع التيار الكهربائي‏,‏ وعودته‏,‏ قد تحدث كوارث‏..‏ والكوارث هنا قد تطال مستشفيات لم تستعد بمولدات طواريء لانقاذ حياة المرضي في غرف العمليات الجراحية‏

أو الذين يخضعون للعلاج تحت أجهزة تصاب بالشلل التام عند فصل التيار لفترة من الزمن أيا كانت هذه الفترة‏ ,‏ ويمتد الخطر الي الأجهزة الكهربائية بالمصانع‏,‏ والمنازل والورش‏,‏ والمحركات بما قد يصيبها بالتلف التام‏!.‏
ويبدو أن وزارة الكهرباء التي عجزت عن إيجاد حل جذري لأزمة انقطاع التيار‏,‏ ولجأت إلي فصله بالتبادل بين مختلف المناطق‏,‏ لم يعد لديها خطط بديلة‏,‏ سوي مطالبة المواطنين بترشيد الاستهلاك في المنازل‏,‏ لتخفيف الاحمال الزائدة عن شبكات الكهرباء خلال فترات الذروة‏.‏
وبشكل عام‏,‏ فإن مخاطر انقطاع التيار الكهربائي المفاجئة ــ كما يراه الدكتور ثروت وزير أبوعرب أستاذ الاحتراق ومدير معمل القياس والمعايرة بهندسة القاهرة ــ لها آثار سلبية شديدة‏,‏ لا سيما علي المرضي الذين يحتاجون الي رعاية خاصة‏,‏ أو الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي والقلب الصناعي أيضا‏,‏ كما أن التيار عندما يعود بجهد عال‏,‏ فيدمر الدوائر الكهربائية والاجهزة لعدم توافر أجهزة حماية كافية في المنشآت والمنازل‏.‏
وأزمة انقطاع التيار الكهربائي تستدعي ضرورة تحسين كفاءة استخدام الطاقة‏,‏ لا سيما إذا عرفنا أن الإضاءة تستهلك‏40‏ من الطاقة المنتجة في مصر‏,‏ وهو ما يصل الي ضعف المعدلات العالمية‏,‏ كما أن إضاءة الشوارع والمنازل في مصر لا تخضع لأية معايير فنية أو هندسية‏.‏
‏*‏ سألته‏:‏ لماذا لم تستعد وزارة الكهرباء لمواجهة هذه الازمات بزيادة الطاقة؟
‏{‏ د‏.‏ أبوعرب‏:‏ ما حدث أخيرا لمرفق الكهرباء يعكس سوء استخدام موارد الدولة‏,‏ كما أن إنشاء شبكة كهرباء يحتاج الي‏5‏ سنوات‏,‏ ولم تكن الموجة الحارة ولا الارتفاع في مستوي الدخل متوقعا بالدرجة التي يجب معها الاستعداد لإنشاء محطات جديدة لكن يبقي ترشيد الاستهلاك في المنازل والمصانع هو الحل الوحيد المتاح حاليا‏..‏ ففي الصين يتم تحديد كمية الطاقة التي يحصل عليها كل بيت‏,‏ يستهلكها كيفما يشاء‏..‏ والهند أصدرت تشريعا يحدد أيضا كميات الطاقة وآليات استخدامها‏..‏ ولذلك أصبح من الضروري إدخال تعديلات تشريعية في مصر لتحديد كمية الطاقة المسموح بها لكل منزل‏..‏
أين التخطيط السليم؟
ترجع أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المناطق ــ كما يقول الدكتور ممدوح عبدالعزيز أستاذ القوي الكهربائية في كلية الهندسة جامعة القاهرة الي قصور في التخطيط‏,‏ ويؤكد أنه لو كان هناك تخطيط سليم بحيث يكون توليد الكهرباء أعلي من الحمل الأقصي أو في أوقات الذروة بنسبة تتراوح بين‏20%‏ و‏30%‏ لما اضطرت وزارة الكهرباء لقطع التيار وتخفيف الاحمال‏,‏ ولأن الكميات المولدة لا تقبل معدلات الاستهلاك فإن المسئولين عن الكهرباء يلجأون الي فصل التيار في مناطق‏,‏ ثم إعادتها إليها‏,‏ وفصلها عن مناطق أخري‏..‏ إنها عملية تباديل وتوافيق للتغلب علي الازمة‏..‏
وهناك فارق بين قيام مرفق الكهرباء ببرمجة التوليد علي مقرر الأحمال‏,‏ فتنقطع الكهرباء عن المنازل وقت الذروة‏,‏ وبين الانقطاع الذي يحدث بسبب قفلة أو عطل في جهاز‏,‏ والأخير ليس له علاقة بالأحمال‏,‏ وفي الحالة الأولي تتوقف مختلف الانشطة لساعات في منطقة‏,‏ ثم تعود‏,‏ ويتم فصل التيار في منطقة أخري وهكذا‏...‏ وعند فصل التيار وعودته بجهد عال قد يفوق احتياجات الأجهزة تصاب هذه الأجهزة بالعطب‏...‏ وتعطل الاسانسيرات‏,‏ ويتوقف العمل‏,‏ وتظلم البيوت والمنشآت‏....‏ وتسود المخاوف علي حياة المرضي الذين قد يكونون داخل غرف العمليات الجراحية‏,‏ أو تم وضعهم علي أجهزة طبية تتطلبها ظروفهم المرضية‏,‏ حيث تتوقف هذه الأجهزة عن العمل عند قطع التيار الكهربائي مما يهدد هؤلاء المرضي‏,‏ ولذلك يجب أن يتم تجميع الأحمال الحرجة في المستشفيات ووضعها علي مولدات‏,‏ بحيث تعمل هذه المولدات عند انقطاع التيار‏,‏ كما يجب فحص حالة هذه المولدات بين الحين والآخر‏,‏ لتكون جاهزة للعمل فور فصل التيار الكهربائي‏.‏
الحل يبدأ من هنا
الحل يكمن في رأي الدكتور ممدوح عبد العزيز ــ في ضرورة أن يكون هناك تخطيط صحيح وسليم‏,‏ بحيث يتم حساب الاحتياجات وزيادة معدل التوليد‏,‏ بحيث يكون أكبر من الأحمال‏...‏ فالأزمة الحالية سببها سوء التخطيط‏,‏ خاصة أن الدولة لا تبخل علي مرفق الكهرباء بأي مبالغ مالية يحتاجها‏..‏ وهنا يثور السؤال‏:‏ إذا كانت الأحمال في مصر غير كافية لمواجهة معدلات الاستهلاك المتزايدة‏...‏ فكيف إذن ستمد وزارة الكهرباء الدول المستفيدة من مشروع الربط الكهربائي مع مصر‏,‏ وهي غير قادرة علي تلبية احتياجات المستهلك في الداخل‏,‏ وتقوم بقطع التيار بين الحين والآخر لتخفيف الأحمال؟‏!‏
يتفق معه الدكتور عصام أبو الدهب أستاذ القوي الكهربية بهندسة القاهرة‏,‏ والذي يري أن الأحمال الزائدة علي قدرة المولدات أو الشبكة وراء لجوء الكهرباء لفصل التيار في عملية تبادلية بين مختلف المناطق‏..‏ الانتاجية ولا يخفي علي أحد احتمالات إصابة الأجهزة المنزلية بالتلف‏,‏ مما يجعلها بحاجة للاصلاح‏,‏ ذلك أن وجود مشكلات في تأريض الشبكة أي توصيل نقطة التعادل بالأرض يؤدي إلي حدوث مشكلات في الجهد‏,‏ وبالتالي قد تتأثر الأجهزة عند عودة التيار الكهربائي بشكل مفاجيء وبقدرة أعلي من قدرة الأجهزة‏,‏ لكن في المقابل هناك أجهزة لحماية الجهد الكهربائي في الشبكة‏..‏ ويبقي الحل في زيادة توليد التيار الكهربائي بما يقابل معدلات الاستهلاك المتزايدة فضلا عن توعية المســتهلكين بضرورة ترشــيد استخدام الطاقة الكهربائية في المنازل حتي لا تزيد الاحمال‏,‏ وبصورة تفوق الحدود المتوقعة‏.‏
إرشادات ترشيد الاستهلاك
وفي إطار الدعوة لترشيد استهلاك الكهرباء‏,‏ وجه جهاز تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك‏46‏ نصيحة للمواطنين من أجل تحقيق الاستهلاك الأمثل للطاقة‏.‏
أجهزة التكييف
نبدأ بأجهزة تكييف الهواء‏,‏ ولكي نحقق الاستخدام الأمثل للطاقة فيها‏,‏ يجب البحث عن نوع أو ماركة من الأجهزة التي توفر في استهلاك الطاقة‏,‏ وتحديد سعة المكيف حصان‏/‏ ساعة المناسبة لمساحة المكان المراد تكييفه‏.‏
كذلك يجب التأكد من سلامة الترموستات‏,‏ والتأكد من اغلاق جميع النوافذ والأبواب والفتحات حتي يظل الهواء بداخل الغرف محتفظا بدرجة التبريد لمدة أطول‏.‏
الثلاجات
ومن أجل الاستخدام الأمثل للطاقة في الثلاجات‏,‏ بضرورة اختيار النوع الموفر في استهلاك الطاقة عند شراء ثلاجة جديدة‏,‏ كذلك تجنب تراكم الثلج داخل وحول الفريزر‏,‏ وإزالته كلما زاد سمكه‏,‏ ويفضل وضع الثلاجة في الاماكن جيدة التهوية‏,‏ وبعيدا عن مصادر الحرارة
السخانات الكهربائية
وفي السخانات الكهربائية‏,‏ ضبط درجة حرارة تسخين الماء بين‏50‏ و‏60‏ درجة مئوية شتاء‏,‏ وفصل السخان عند عدم الحاجة اليه لمدة طويلة‏,‏ وبالنسبة لاستخدام المكواة‏,‏ يفضل شراء الأنواع ذات السطح المعدني‏,‏ وضبط ترموستات المكواه ليتناسب مع نوع القماش المراد كيه‏,‏ ورش الملابس بقليل من الماء قبل عملية الكي‏.‏
المصابيح الموفرة
أما الاستخدام الأمثل للطاقة في الإضاءة فيفضل استخدام مصابيح الفلورسنت أو المصابيح ذات الكفاءة العالية‏(‏ لمبات الفلورسنت المدمجة‏)‏ وتفعيل توزيع الإضاءة علي عدة مفاتيح عند وجود أكثر من مصباح في مكان واحد لاستخدام المطلوب منها فقط‏,‏ ولزيادة نسبة الإضاءة من الأفضل استخدام العواكس الضوئية‏.‏
الاستخدام الأمثل للأسانسيرات‏!‏
ولكي نستخدم الطاقة بالشكل الأمثل في المباني يرشد جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك المواطنين إلي الاهتمام بصيانة الأسانسيرات باعتبارها المستهلك الرئيسي للكهرباء في العمارة‏,‏ وتوعية الأطفال بعدم استخدام الأسانسيرات والأنوار كوسيلة للعب أو الترفيه‏,‏ وعدم استخدامها في حالة النزول كلما أمكن بالنسبة للأدوار الثلاثة الأولي‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق