الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

مبارك طمأن الأمريكيين على ترتيبات خلافته فى أغسطس الماضى


قال نائب أمريكى سابق إن الرئيس حسنى مبارك أكد أمام مجموعة من خبراء الشرق الأوسط فى العاصمة الأمريكية واشنطن خلال زيارته لها فى أغسطس الماضى أنه تم اتخاذ كل الترتيبات اللازمة بشأن مستقبل الحكم فى مصر.

ونسبت دراسة صدرت منذ يومين عن مركز ودرو ويلسون، وهو أحد أهم المراكز البحثية الأمريكية إلى هاميلتون رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس النواب سابقا ورئيس مركز ويلسون حاليا القول إنه يجب ألا يقلق الأمريكيون على مستقبل الحكم، «لأننا أعددنا الترتيبات اللازمة لذلك».

وكشفت الدراسة التى أعدها الكاتب المخضرم والمدير السابق لمكتب صحيفة واشنطن بوست بالقاهرة ديفيد أوتاواى عن النفوذ المتزايد لجمال مبارك والدائرة المحيطة به من رجال الأعمال فى حكم مصر.

وقد حققت تقدما اقتصاديا ملموسا عندما بدأت مجموعة جمال مبارك من كبار رجال الأعمال إدارة شئون الاقتصاد، ولكن هذا التقدم انتهى إلى وقوع الاقتصاد المصرى تحت سيطرة نحو 100 عائلة فقط ويساعدها عدة آلاف من رواد الأعمال الجدد، على حد قول الكاتب الذى وصف حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف بأنها «وزارة جمال مبارك».

ويرى الكاتب أن هذه الحكومة أسهمت فى دفع عجلة الإصلاح الاقتصادى بمصر مع تحقيقها معدل نمو بلغ 7 %، ومضاعفة الناتج القومى الإجمالى من 78 مليار دولار عام 2004، ليصل إلى 162 مليار دولار عام 2008، لكنها فى الوقت نفسه أدت إلى اتساع مخيف للفجوة بين الفقراء والأغنياء فى مصر.

ومن أجل إعداد هذه الدراسة التى نشرها مركز ويلسون التقى ديفيد أوتاواى بعدد من الشخصيات المصرية خلال زيارته الأخيرة لها.

ونقل أوتاواى عن علىّ الدين هلال أمين الإعلام فى الحزب الوطنى القول إن مصر بحاجة ماسة إلى «لحظة حماس» كتلك التى عاشتها الولايات المتحدة عندما انتخبت أول رئيس أمريكى أسود للبيت الأبيض عام 2009، وربما تجلب «الخلافة (التوريث) هذه اللحظة من الحماس من أجل التغيير»، ليصبح جمال مبارك هو أوباما المصرى.

ورغم ذلك قال على الدين هلال لكاتب الدراسة إن الرئيس مبارك سيترشح لانتخابات عام 2011 مادام كان قادرا على ذلك صحيا، مشيرا إلى تصريح سابق للرئيس مبارك قال فيه إنه سيخدم بلده طالما كان فى صدره قلب ينبض.

وتساءلت الدراسة عما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تمثل أكبر عائق أمام تطور الديمقراطية فى مصر، أم أنها هى الأمل الوحيد لمصر؟ ولكنها لم تقدم الإجابة الحاسمة عن التساؤل مكتفية بالحديث مع عبدالمنعم أبوالفتوح أحد قياديى الجماعة، الذى أكد أنه لولا ضغوط إدارة جورج بوش على نظام مبارك لنشر الديمقراطية وتبنى انتخابات حرة، ما كان ليحقق الإخوان 88 مقعدا فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.

ويختتم الكاتب الأمريكى المخضرم دراسته بالقول إنه لا توجد أى أسباب قد تشعل ثورة فى مصر على غرار ما شهدته أوروبا الشرقية أو حتى إيران، لا توجد أيضا فى الوقت نفسه أسباب كثيرة للتفاؤل بمستقبل مصر، خاصة مع بقاء سؤالين فى ذهن كل من يهتم بمصر: الأول حول ما إذا كان الرئيس مبارك سيترشح هو شخصيا لانتخابات عام 2011، والثانى إذا كان سينقل الحكم لابنه جمال أثناء حياته.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق