الأربعاء، 14 أبريل 2010

تجميد الانتخابات في عدد من الدوائر السودانية لمدة شهرين


كارتر: لم نرصد حالات تزوير
اعلنت المفوضية القومية للانتخابات السودانية الثلاثاء انها جمدت عملية الاقتراع لمدة شهرين في بعض الدوائر بسبب مشكلات لوجستية منذ اليوم الاول للانتخابات التعددية التي بدأت الاحد وتستمر حتى الخميس.
وقال عبدالله احمد عبدالله نائب رئيس المفوضية للصحافيين "تقرر تجميد العمل في بعض الدوائر الجغرافية لوجود بعض المشاكل الفنية" دون ان يحدد هذه الدوائر الجغرافية او حجمها ولا حجم التجميد ومدى تاثيره على عملية الاقتراع بمجملها.
في الوقت نفسه، قال قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الثلاثاء في اليوم الثالث من الانتخابات السودانية انه تم تسجيل العديد من المشكلات اللوجستية ولكن لم يتم حتى الان رصد حالات تزوير مثبتة في عملية الاقتراع التي تستمر حتى الخميس.
وعبر كارتر الذي يقود فريقا من 70 مراقبا للانتخابات السودانية عن ارتياحه لجعل مدة التصويت خمسة ايام بدلا من ثلاثة في الانتخابات التي بدأت الاحد معتبرا ان ذلك ينبغي ان يتيح للجميع فرصة الادلاء باصواتهم.
كان قد قتل ناخبين وأصيب مرشح الثلاثاء برصاص الجيش الشعبي في أحد مراكز الاقتراع في ولاية الوحدة جنوب السودان.
وقال لام اكول، المرشح لمنصب رئيس حكومة جنوب السودان -الذي يتزعم الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي المنشقة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان- "تم إعلامي عبر الهاتف أنه فى صباح الثلاثاء حضرت قوات من الجيش الشعبي إلى مركز اقتراع في ولاية الوحدة، وأطلقت النار خارج المركز، وقتل من جراء ذلك اثنان من الناخبين وجرح أحد المرشحين".
من ناحية أخرى، قال مسؤولون بجنوب السودان -الثلاثاء- إن العراقيل اللوجيستية تمنع مئات الألوف من الجنوبيين من التصويت في أول انتخابات منذ 24 عاما، وأشارت بعض التقديرات الأولية إلى نسبة مشاركة أقل من 10%.
وقالت آن ايتو -وهي عضو بارز في الحركة الشعبية لتحرير السودان- إن الكثيرين في الجنوب يتوجهون لمراكز الاقتراع فلا يجدون أسماءهم في الكشوف.وأضافت: "الناس ضاقوا بالسير إلى سبعة مواقع مختلفة وعدم العثور على أسمائهم".
وواصل الناخبون -الثلاثاء- الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثالث من أول انتخابات قائمة على التعدد الحزبي في السودان منذ عام 1986 حيث كان قد تم تمديدها حتى بعد غد الخميس عقب مواجهة مشاكل كبرى في عملية التصويت. ومن المفترض أن تؤذن هذه الانتخابات ببدء حقبة جديدة من الديمقراطية في السودان الذي يتعافى الان من حرب أهلية دامت عقودا بين الشمال والجنوب وكذلك من الصراع في إقليم دارفور الواقع غربي البلاد.
لكن هذه الانتخابات التي بدأت الاحد عكر صفوها مقاطعة الاحزاب لها وكذلك مشاكل تتعلق بتسليم البطاقات الانتخابية وتسجيل الناخبين. وأعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان الاثنين عن تمديد الانتخابات بعد أن طالب الحزب الرئيسي في جنوب السودان وهو حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان بتمديدها لمدة أربعة أيام.
يذكر أن عدد الناخبين المسجلين في كشوف الانتخابات يبلغ زهاء 16.5 مليون ناخب وكان من المتوقع على نطاق واسع مواجهة مشاكل وذلك يعود في جزء منه إلى ضخامة وسوء البنية التحتية لاكبر بلد أفريقي من حيث المساحة . وكان المراقبون الدوليون قد دعوا إلى تأجيل الانتخابات بسبب مسائل تنظيمية. وقد أثر انسحاب مرشحي المعارضة الرئيسية على مصداقية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية حيث أعربوا عن اعتقادهم بأن الانتخابات سوف يشوبها أعمال تزوير لمصلحة حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
ويعد فوز الرئيس عمر البشير بالانتخابات الرئاسية أمرا مؤكدا بعد مقاطعة الاحزاب للعملية الانتخابية .أما في الجنوب فمن المتوقع فوز سلفا كير زعيم جنوب السودان الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
كما وجهت الامم المتحدة والولايات المتحدة والمنظمات الحقوقية انتقادا للحكومة السودانية بسبب سوء التحضير للانتخابات وأسلوب إدارتها لها . ومع ذلك يزعم البشير الذي تولى السلطة في انقلاب أبيض عام 1989 أن الانتخابات تتسم بالمصداقية.
ويقول المحللون إن الخرطوم ترغب بشدة في تحقيق الشرعية للبشير المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بزعم ارتكابه جرائم ضد الانسانية في دارفور، وغالبية المشردين داخليا الذين يقدر عددهم بـ6ر2 مليون شخص والذين يعيشون في مخيمات في دارفور بعد سنوات من الصراع غير مسجلين في القوائم الانتخابية.
كما يقول الكثير من المراقبين إن الانتخابات في الاقليم شابها أعمال تزوير لمصلحة البشير وحزب المؤتمر الوطني عن طريق تجزئة الدوائر الانتخابية والرشوة والتلاعب بالارقام الاحصائية .
يذكر أن الاتحاد الاوروبي سحب مراقبيه من الاقليم بدعوى ارتفاع المخاطر الامنية بصورة كبيرة، غير أنه لم ترد أي بلاغات عن وقوع أعمال عنف في دارفور منذ بدء التصويت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق