السبت، 17 أبريل 2010

إعلان نهاية عصر المؤلف الحقيقى لـ الدراما المصرية


فى الصورة محمد صفاء عامر- فتحية العسال -أسامة أنور عكاشة
محمد صفاء عامر يفكر فى الاعتزال، وفتحية العسال تعلن رفضها التعاون مع جهات الإنتاج الحكومية، واختفاء مريب لمحفوظ عبدالرحمن وأسامة أنور عكاشة من على خرائط الإنتاج الدرامى للموسم الحالى، وعاطف بشاى ومجدى صابر خارج الخدمة فى رمضان المقبل، وأسماء أخرى كثيرة أثرت فى الدراما المصرية وقدمت أعمالا راسخة فى أذهان المشاهد المصرى والعربى أصبحت فى انتظار الفرج، فما سر هذا الاختفاء؟ ومن يقف وراء إبعاد هذه الأسماء عن الساحة؟، وأسئلة كثيرة قمنا بطرحها على مجموعة من الكتاب الغائبين هذا العام والذين أجمعوا على حقيقة واحدة وهى انتهاء عصر المؤلف النجم وبداية عصر الترزى، أو المؤلف الذى لا يمانع ولا يعترض ويكتب مشاهد وأحداثا تناسب أهواء المنتج، وتأتى على مقاس النجم!!.الكاتبة فتحية العسال التى تحدثت بمرارة وهى تقول:الشكل العام للإنتاج الدرامى حاليا لا يحمل أى إيجابية تجاه أبناء جيلى من الكتاب والدليل مسلسلى «بريق العاصمة» الذى سكن أدراج مدينة الإنتاج الإعلامى منذ 3 أعوام، ورغم إننى تسلمت كل مستحقاتى المادية وهناك تقرير من لجنة القراءة يشيد بالعمل ويتضمن كلمة شكر للمؤلفة ولا أعلم ما مصير العمل ولن أسعى لمعرفة مصيره؟».وتتساءل فتحية العسال أليس هذا إهدارا للمال العام؟!وتستطرد قائلة: «قديما كانت الشركات الإنتاجية تجرى وراء الكتاب الكبار إيمانا بقيمة النص، ولم يحدث أبدا أن انتظرت سيناريو يظل شهرا كاملا لدى المنتج، لكن الآن تغير الحال، لأننى لست «بتاعة أروقة» ولا أطرق باب أحد فأنا أجلس فى بيتى ورافضة تماما التعاون مع الجهات الحكومية التى تخلت عن هدفها فى تقديم عمل جيد، وبدأت تجرى وراء النجم لحصد الأموال من عائد التسويق، ويقدمون أعمالا لا تسر عدوا ولا حبيبا، وقررت ألا أتعاون إلا مع المنتج الذى يؤمن بقيمة الكلمة وقد وجدت ما أبغى فى المنتج جمال العدل الذى تعاونت معه من قبل فى مسلسل «رمانة الميزان» وحاليا تعاقدت معه على مسلسل «سجن النساء» الذى لايزال فى مرحلة الكتابة. وأكدت الكاتبة فتحية العسال أنها تؤمن بجيل الشباب، وأن هناك نماذج تبشر بالخير رغم ما توحى به الشاشة من تدنى فى المستوى.
«دراما مسلوقة»

أما الكاتب أسامة أنور عكاشة فكان له قرار مختلف وهو يقول:توقفت عن العمل من أجل موسم الدراما الرمضانية الذى فقد بريقه بعد أن سيطرت عليه مسلسلات لا قيمة لها جعلت هذا الموسم مثل موسم الموالد والشخاليل وأوضاع كثيرة خاطئة والخاطئ لا ينبت إلا خطأ وللأسف أساءوا للدراما بشكل لا يغتفر فبعد أن قدمت مع أبناء جيلى أعمالا لا تنسى هى التى صنعت من هذا الشهر موسما للدراما وجذبت الأنظار إليه وارتبط هذا الشهر بمسلسلات راسخة فى ذاكرة الدراما المصرية، تحولنا إلى الدراما المسلوقة سريعة التحضير وأصبحنا أمام سوق للدراما العبرة فيه نجوم الإعلانات».وأضاف: «بدورى لن أكون أبدا جزءا من هذا الفشل، ورغم إصرار المنتجين فى أعمالى السابقة على عرضها فى رمضان لكن بعد أن انحدرت الأوضاع إلى هذا المستوى المتدنى أعلن أننى لن أعمل من أجل رمضان والغاوى ينقط بطاقيته».

ترزية
يقول الكاتب عاطف بشاى:«المنتج الآن يستقبل الوجوه الجديدة بحفاوة أكثر من استقباله لأبناء جيلى وذلك لعلمه بأن الكتاب الجدد سيكونون أكثر استجابة لما سيمليه النجم على صناع العمل».ويضيف: «لا شك المؤلف الكبير يعيش أزمة كبيرة فرضتها عليه الأوضاع القائمة للعمل بالدراما، والتى جعلت الممثل هو رقم واحد، ومن بعده يأتى أى عنصر آخر رغم أن أبجديات العمل الفنى يكون أولها النص المحترم، لكننا أصبحنا الآن أمام وضع ارتبطت فيه الدراما وتسويقها فى وجود نجم وأصبحت المعادلة تقول (نجم + تسويق إعلانى = موسم رمضان)، وأصبح المنتج المتعاقد مع أحد النجوم الكبيرة هو الفائز فى سباق هذا الموسم الأمر الذى منح الفرصة للممثل ليهيمن على العمل الفنى ويفرض شروطه ويتجاوز دوره ويطالب بمؤلف ترزى ومخرج سفرجى لينفذان له ما يريده والدراما فى النهاية هى التى تدفع الثمن، وينحدر مستواها على هذا فأنا مبتعد عن ساحة الدراما هذا العام لأن الشركة التى تعاقدت معها تبحث عن نجم ليلعب بطولة الجزء الثالث من مسلسل «يا رجال العالم اتحدوا» والذى يحمل اسم «الرجال عائدون» والتى رأت أن اعتذار الفنان حسين فهمى عن العمل لانشغاله بمسلسل آخر وهو «بابا نور» سببا كافيا لتأجيل المسلسل حتى يتفرغ النجم مجاراة للغة التسوق السائدة ولا عزاء على زمن مضى كانت الكلمة فيه هى الأصل.ويتفق معه الكاتب مجدى صابر فى الرأى وهو يعبر عن وجهة نظره فى هذه القضية قائلا: قد يكون مجرد مصادفة أن تخلو خريطة الدراما هذا العام من هذا العدد الكبير من كبار المؤلفين دفعة واحدة، كان هذا يحدث على مراحل وذلك لأن خريطة الدراما تغيرت أولوياتها، وأول ما يبحث عنه المنتج هو نجم يوافق على العمل ولا يهم ما هو هذا العمل فإذا وقع النجم امتلك المنتج السموات السبع ولا يوجد مانع أن يشترك 5 منتجين للتعاقد مع نجم واحد ليلعب بطولة مسلسل واحد، والأكثر من ذلك أن أصبح كثير من المؤلفين مطالبين بإحضار نجوم لأعمالهم رغم أن هذا ليس دورهم، وأصبح على المؤلف أن يطرق أبواب النجوم الذين يفرضون شروطهم وكثير من يقبلها والذين يرفضون تكون النتيجة أن يجلسوا فى بيوتهم. وأضاف صابر «لن أقدم أعمالا جديدة هذا الموسم لأن مدينة الإنتاج التى اشترت مسلسلى «ابن موت» ربطت موافقتها على إنتاجه بموافقة نجم سينمائى شاب ليلعب دور البطولة ولأن أغلب النجوم ارتبطوا بأعمال أخرى تعذر تقرر تأجيله للعام المقبل».
اعتزال
يمر الكاتب محمد صفاء عامر بتجربة مريرة هذا العام بعد أن طارد النحس آخر مسلسلاته «حبيى الذى لا أحبه» واعتذر عنه المخرج مجدى أبوعميرة، ثم رفضت مدينة الإنتاج أسماء الأبطال المرشحين لأنها من وجهة نظرهم غير قادرة على تسويق العمل، واعتذار الفنانة ميس حمدان بعد أن وافقت الأمر الذى دفعه لإجراء اتصالات مع عدد من النجوم ليوافقوا على لعب أدوار البطولة ولكن كل هذه المحاولات لم تفلح فى وجوده فى موسم الدراما هذا العام ليبتعد بعد 12 عاما من الوجود. ويضيف عامر:«لا تصدقوا كلام أى مسئول فى الجهات الإنتاجية الحكومية على جميع مستوياتها بأنهم يسعون وراء اكتشاف نجوم جديدة للارتقاء بصناعة الدراما، فعندما تأتى ساعة الجد جميعهم «يلحسون» كلامهم ويلهثون وراء النجم، ولا عجب عندما نجد أن المسلسلات حاليا تنسب لبطلها وليس لكاتبها، فهذا مسلسل يحيى الفخرانى، وذاك مسلسل نور الشريف أو يسرا، وهذا ببساطة هو الوضع الذى نعيش فيه».والظروف التى مر بها مسلسلى «حبيبى الذى لا أحبه» كادت تدفعنى لاعتزال الكتابة لولا أن لدى ارتباطات والتزامات منعتنى من تنفيذ هذا الخطوة، ولعلى عندما قمت بمبادرة بالاتصال ببعض النجوم للعب أدوار البطولة فى العمل وهى المرة الأولى التى أقوم فيها بهذا التصرف لأن قلبى على العمل الذى تعبت فيه وكتبت كثير من حلقاته.


الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق