بدأ عرض فيلم الرسوم المتحركة الأمريكي ثلاثي الأبعاد.. كيف تروض التنين HOW TO TRAIN YOUR DRAGON ? في الاسبوع الأخير من مارس، في أكثر من أربعة آلاف دار سينما داخل الولايات الأمريكية وحدها، وحقق حتي الآن مائة وخمسين مليون دولار! الفيلم مأخوذ عن رواية بنفس الاسم كتبتها كريسييدا كويل، وشارك في الإخراج كل من: دين ديبلويس، وكريس ساندرس، أما البطولة الصوتية فكانت للنجم جيرارد بتلر »300 إسبرطي« والنجم الشاب جاي بروتشيل »إنها خارج حساباتي«! وحدوته الفيلم: أراها شديدة العمق والطرافة، وتصلح لمناقشة الوضع السياسي الراهن، الذي يكاد يكون أحد أسباب الحروب التي تندلع بين الحين والآخر بين مجموعة أو مجموعات متنافرة من البشر، يعتقد كل منها أن الآخر يهدد أمنه وسلامه، فيبادر بالهجوم عليه وقتاله، الفيلم يؤكد أن معظم الحروب تبدأ بالجهل بطبيعة الطرف الآخر، وتعود الأحداث إلي زمن ما قبل التاريخ، حيث تعيش قبائل الفايكنج بتقاليد شديدة الصرامة، يتوارثها الأبناء والأحفاد، حيث يتعلم الطفل فنون الحرب قبل أن يتعلم الكلام، أما العدو الأزلي فهو »التنين« بكل أصنافه وأشكاله وأنواعه، فقد حرص السابقون علي كتابة تجاربهم في قتال أنواع التنين في مخطوطات جلدية، تؤكد أن كل أنواع التنين شديدة الخطورة، ويجب قتلها بلا رحمة بمجرد ظهورها، أما الصبي »هيكوب«، فهو ابن رئيس القبيلة، وهو يستيقظ صباح كل يوم، ويقوم بسن سكينه وأدوات القتل، ويخرج قاصدًا اصطياد تنين، وقتله بضراوة، حتي يشرح قلب والده ويثبت له أنه أصبح رجلا، يعتمد عليه، ولكن يحدث أن يعثر »هيكوب«، علي تنين مقيد بمجموعة من الحبال، ويبدو أن من قام باصطياده ذهب لإحضار وسيلة لقتله ومجموعة من الأصدقاء ليشهدوا تلك المذبحة، ولسبب ما يشعر »هيكوب« بالشفقة علي التنين، ورغم خوفه الشديد منه، فهو يقوم بفك قيوده، ثم يجري بعيدًا عنه، حتي لايناله الأذي فقد تعلم من خبرة من سبقوه أن التنين حيوان دموي غادر، وماعندوش تفاهم! ومع متابعة »هيكوب« لحال التنين، يكتشف عجزه عن الطيران، لأنه تعرض أثناء اصطياده لعطب في ذيله منعه من الطيران، وينشغل هيكوب بمشكلة التنين الذي يسقط علي الارض كلما ارتفع عده أمتار، ويحاول ان يقترب منه ويكتشف أن التنين لا يحاول إذاءه بل إنه يتجاوب معه، ويمسح رأسه في يديه مثل أي حيوان أليف، فتنشأ بينهما نوع من الصداقة، ويعمل هيكوب علي تصميم ذيل صناعي للتنين، وينجح في تركيبه ويفاجأ بأن التنين قد تمكن من الطيران إلي ارتفاع شاهق، وأنه يسمح له بالركوب علي ظهره ليحمله الي أماكن بعيدة ويعود به سالما، ويحاول الصبي أن يخفي عن قبيلته خبر صداقته بالتنين، حتي لايسقط من نظرهم ويتهمونه بالخيانة العظمي، ولكن عندما يلح عليه والده بضرورة قتل تنين، حتي يثبت رجولته وشجاعته، يأبي الفتي ذلك، ويحتضن التنين الذي أحضروه لمبارزته وقتله أمام الجميع، ويؤكد لأبناء قبيلته أن التنين يمكن ترويضه ومصداقته بدلا من قتله، ويعطي مثالا بصديقه التنين، ويحاول ان يجرب التعامل بود مع أكثر من تنين فتكون النتيجة إيجابية، ولكن زعيم قبيلة الفايكنج يصر علي قتال التنين، ويخرج في شبة حملة عسكرية قاصدا حرب إبادة، ولكن الصبي »هيكوب« ورفاقه من الجيل الجديد من الفايكنج يحاول منع تلك الحرب، بعد أن تأكدوا أن خوفهم من التنين ليس له مايبرره! ويظهر لجيوش الفايكنج وحشا جهنمياً لم يكن يخطر علي البال يكاد يفتك بالجميع، بل كاد زعيم القبيلة أن يلقي حتفه، ولايجد من يدافع عنه وعن رجاله إلا مجموعات التنين التي تم ترويضها وإعطاؤها الأمان! الفيلم يحقق قدرا هائلا من المتعة والتشويق ويضم حوارا في غاية الذكاء والنبل ومشاهد عظيمة التأثير، تسعد الكبار قبل الصغار، وفيلم »كيف تروض التنين« يحقق مقولة: إن الإنسان عدو مايجهل، وأن معرفة الخصم تؤدي إلي فهمه والفهم يؤدي إلي الاستيعاب، وإلي إيجاد وسيلة للتفاهم بين الأجناس المختلفة!
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق