أثارت سلسة مطاعم لبيع المأكولات الخفيفة في فرنسا، جدلا سياسيا شمل مختلف الأحزاب السياسية الفرنسية، باقتصارها بيع أكلات حلال فقط، البعض رأى في هذا الإعلان تمييزا ضد غير المسلمين، بينما أكد البعض الآخر أن النقاش مبالغ فيه.يتناول مالك، وهو شاب فرنسي مسلم، قطعة البرجر باستمتاع دون أن يصاب بأي شعور بالقلق أو الذنب، حيث يقول:"إنه أمر جيد، على الأقل نرى أن الوضع في مدينة روبي في تحسن مستمر، وأن الانفتاح على المسلمين بدأ يتسع تدريجياً ليشمل مجالات مختلفة." وتقع مدينة روبي في شمال فرنسا بالقرب من الحدود البلجيكية، حيث توجد كبرى المناطق الصناعية في فرنسا. ومنذ قدوم أول دفعة من العمال الضيوف القادمين من دول المغرب العربي في الستينات، تعيش في المنطقة عائلات من أصول تونسية وجزائرية ومغربية، أغلبها من المسلمين. وليس من الغريب أن تحظى سلسلة مطاعم المأكولات الخفيفة الحلال بترحيب كبير، حيث بإمكانهم أن يتناولوا وجبة البرجر من لحم تم ذبحه وسلخه على الطريقة الإسلامية. آبيل، شاب فرنسي، يتردد أيضاً على مطعم المأكولات الخفيفة الحلال، ويرى أنه "إذا كانت غالبية الزبائن تريد استهلاك المنتجات الحلال، فمن المنطقي أن يتم تقديم المنتجات التي تلقى إقبالاً كبيراً." تمييز ضد غير المسلمين؟وينتشر أكثر من 360 محلاً تابعاً لسلسة مطاعم الأكلات الخفيفة "كويك" في شتى أنحاء فرنسا، وتعرض ثمانية محلات منها منتجات حلال فقط، مثلما هو الأمر بالنسبة للمطعم الموجود في مدينة روبي، الذي ارتفعت عائداته بشكل ملحوظ منذ أن قرر القائمون فيه بيع منتجات حلال. وتُقبل العائلات الكبيرة خاصة على مطعم كويك، الذي ألغى المشروبات الكحولية من قائمة المشروبات المعروضة، كما يتم شراء اللحوم المفرومة من جزارين مسلمين فقط، وتم الاستغناء تماماً عن المكونات المستخرجة من لحم الخنزير لأن ذلك لا يتوافق مع رغبات الزبائن المسلمين. غير أن رينه فانديريندونك، رئيس بلدية مدينة روبي، يرى في ذلك "تمييزاً ضد غير المسلمين، لأنه يتم تقديم منتجات حلال فقط"، لافتا النظر إلى "أن الأمر يمكن أن يكون مقبولاً لو تم تقديم كل المنتجات إلى جانب المنتجات الحلال."
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق