أؤمن بمستقبل الاستثمار فى مصر
دخلت شركته مصر قبل 3 سنوات وخسرت فى عامين ما بين 6 و7 ملايين دولار، ورغم ذلك ما زال جاك بيربى الرئيس والمؤسس المشارك لواحدة من أكبر شركات الكول سنتر فى العالم وهى تيلى بيرفورمانس مصمما على البقاء فيها حتى تعييه السبل، بسبب «إيمانى بأنها تتحرك للأمام مما يخلق فرصا للنمو فى المستقبل».وتتمثل خدمات الكول سنتر التى تعمل فيها الشركة فى مصر فى خدمة عملاء الشركات العالمية التى لا تتواجد فى مصر عن طريق الاتصال بها وإعلامها بمشكلاتهم وأيضا السعى لإصلاحها، لذلك تعد تكلفة الاتصالات من أهم عناصر التكلفة وأول التحديات التى تواجه تيلى بيرفورمانس فى مصر.وقال بيربى إن أسعار الاتصالات فى مصر تعد الأعلى على مستوى العالم بما فيها الدول المجاورة فى منطقة الشرق الأوسط، فهى تزيد بنسبة 22% عن دولة مثل الفلبين، مشيرا إلى انه اجتمع هو ومنصور الجمال رئيس مجلس إدارة الشركة فى مصر مع وزير الاتصالات طارق كامل لمناقشة هذه المسألة ووعد بالبحث عن حل لها، «استمرار الشركة هنا مرهون بحل هذه المسألة وإذا فشل الحل سأضطر إلى نقلها إلى دولة أخرى والأردن هى أول المرشحين».وأضاف بيربى أن هناك دولة فى المنطقة رفض تسميتها عندما علمت بمشكلات الشركة فى مصر قدمت عرضا متميزا لاستبدال مصر بها خاصة أن الشركة هنا هى التى تشرف على باقى فروعنا فى المنطقة مثل تونس، ولكن شركتنا رفضت العرض «حتى الآن».التحدى الثانى الذى يواجه الشركة، والذى يشعر بيربى أن هناك «بوادر انفراجة له» هو قلة عدد الخريجين الصالحين للتدريب على العمل فى هذا النشاط، والتى تعد معرفة لغة أخرى غير المحلية مثل الإنجليزية أو الفرنسية أهم مقوماتها، وقال بيربى إنه طلب عند بداية وجوده فى مصر ترشيح مجموعة من الشباب للاختيار من بينهم للعمل فى الشركة، وتقدم 600 شخص لم يتم قبول غير 24 منهم، «لكنى لاحظت زيادة عدد الخريجين الجيدين مؤخرا فى مصر».علاج التحديات التى تواجهها الشركة فى مصر سيؤدى إلى زيادة استثماراتها فى الفترة المقبلة فيها، حسبما قال بيربى، «فمصر تعد موقع مهم جدا لنا وممكن أن تكون مجمعا لا يصدق «كما أضاف، مشيرا إلى أنها من أهم البلدان العربية التى تتحدث بلهجة يفهمها كل العرب، «تحتاج العربية لفهمها عند جميع الناس بمن فيهم العرب التحدث بالعربية الفصحى لصعوبة اللهجات المحلية فى كل الدول العربية باستثناء اللهجة المصرية لذلك 85% من الأفلام الناطقة بالعربية تكون بلهجة مصرية» تبعا لبيربى.ويصل عدد العاملين فى تيلى بيرفورمانس مصر حاليا إلى نحو ألف موظف من المواطنين المحليين، وتخطط إلى زيادتهم إلى ما بين 4 و5 آلاف موظف حتى نهاية عام 2012، ويتكلف الموظف الواحد بداية من التدريب وحتى المكان الذى يعمل فيه نحو 10 آلاف دولار، وهو ما يعنى أن الشركة ستضخ استثمارات تصل إلى نحو 50 مليون دولار خلال تلك السنوات.وإذا كان بيربى حريص على الاستثمار فى مصر بدافع الحب، فإنه يحارب بكل قوته لزيادة استثماراته فى الصين رغم الصعوبات التى يواجهها فيها، «فهى ما زالت تعمل بالمبادئ الشيوعية التى تعد من أكبر أعداء النجاح فى هذا النشاط» وقال بيربى إن عدد السكان فى الصين كبير ويتخطى المليار ونصف نسمة وهو ما يعنى زيادة النشاط، لكنها لا تمنح رخصا لأجانب فى هذا المجال، لذلك نضطر إلى دخولها عبر شريك محلى يتم تمويله بطريقة الإقراض.ويصل حجم أعمال شركة تيلى بيرفورمانس على المستوى العالمى إلى 2.5 مليار دولار، وبلغت إيراداتها فى 2009 نحو 3 مليارات يورو، ولها 1000 عميل فى 52 دولة منها 20 فى مصر يتنوعون بين شركات الهاتف المحمول والفنادق والكمبيوتر والتأمين وغيرها فى دول مثل إيطاليا وأمريكا وإنجلترا وفرنسا وكندا.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق