الخميس، 15 أبريل 2010
هند رستم .. أهم خبطة في حياة محمود سعد
تفرض البهجة والجمال علي شاشة التليفزيون المصري
أثبت محمود سعد انه أفضل أعضاء فريق »مصر النهاردة« وأكثرهم قدرة علي التواصل مع الجمهور، وحواره مع السيدة »الليدي« هند رستم من أهم الخبطات التي قام بها في حياته المهنية! وقيمة اللقاء لا تنبع من رفض هند رستم السابق لإجراء أي مقابلات تليفزيونية رغم الإغراءات المادية التي قدمت لها طوال ما يزيد علي عشرين عاما وخاصة مع بداية انتشار القنوات العربية، ولكن قيمة الحوار تكمن في قدرة محمود سعد علي التسلل بذكاء الي حياة فنانة رفضت كل الإغراءات وقررت في لحظة صدق مع النفس أن تبتعد عن الأضواء والشهرة والنجاح، وتكتفي بحياة زوجية هادئة جمعتها برجل أحبته »د. فياض« واحترمت مكانته العلمية وفضلت أن تعيش معه وله حتي فرق بينهما الموت، فعاشت لتحكي عنه وتخلد ذكراه! ويبدو أن حرص محمود سعد علي الالتزام بتعهده واتفاقه مع هند رستم بعدم تصويرها عن قرب جعله يحرم الجمهور من متعة الاقتراب من السيدة التي خلبت ألباب الناس لسنوات طويلة، ولم أجد مبرراً منطقياً لرفض هند رستم اقتراب الكاميرا من وجهها، فهي تتمتع بجمال وسحر لايذبل ولا يشيخ، سحر نابع من روحها المرحة التي سيطرت علي الموقف بمجرد أن فتحت الباب بنفسها لاستقبال محمود سعد وكاميرا مصر النهاردة ومصويرها، وهو ما ذكرني بلقائي معها عندما زرتها لأول مرة في بداية عملي بالصحافة وكنت أقوم بالتدريب في إحدي المجلات العربية، عندما طلب مني الاستاذ مفيد فوزي موضوعا عن علاقة بعض الفنانات بالحيوانات الاليفة وأعطاني نمرة الفنانة الراحلة سناء جميل وأخبرني بأنها تربي كلبا تعتبره من أوفي أصدقائها وطلب مني أن اسألها إن كانت تعتبر علاقتها بكلبها يعوضها عن مشاعر الأمومة!! ويبدو انني كنت لا أزال أحتفظ بقدر من البراءة والسذاجة لأني ألقيت علي الفنانة سناء جميل السؤال كما صاغه لي مفيد فوزي بالضبط وهو الأمر الذي أزعجها كثيرا وجعلها تمتنع عن إجراء الحوار، أما الفنانة هند رستم فقد استقبلتني بترحاب شديد رغم عدم معرفتها السابقة بي، ولفت نظري انها تحتفظ في منزلها بتسعة عشر كلبا تحمل أشكالا وانواعا مختلفة، وأبلغتني أن هناك بقية من الكلاب في شقة المعادي وانها تعرف كلا منهما بالاسم، ودار الحديث عن الكلاب وعلاقتها بها وإن كانت قد رفضت أن تتصور معها أو تخبرني بتكلفة إطعامها ورعايتها! وأهم ما خرجت به من هذا اللقاء هو متعة الحوار مع هند رستم في موضوعات شتي، وكان الحديث عن الفن وعن علاقتها بالزملاء هو أكثر ما أثار اهتمامي، حكايات غاية في الامتاع تؤكد أننا عندما نطلق علي سنوات الخمسينيات والستينيات زمن الفن الجميل فنحن بذلك لا نبالغ ولا نظلم الزمن الحاضر حقه! ثم تكرر لقائي مع السيدة هند رستم بعد ذلك بعشر سنوات تقريبا عندما علمت أن الاستاذة ماري غضبان سوف تقوم بزيارتها فشبطت فيها وطلبت منها اصطحابي معها وكان لقاء لا أنساه حيث كشف لي عن جوانب بالغة الروعة في شخصية السيدة "الليدي" هند رستم منها بعض الذكريات عن فيلمها كلمة شرف الذي أنتجه فريد شوقي ولعب فيه دور البطوله وشارك فيه أحمد مظهر في دور قصير ورشدي أباظة في لقطة لا تزيد علي دقيقتين! رغم أن كلا منهما كان منافسا لفريد شوقي في ذاك الوقت ولكن فكرة تدعيم تجربة زميل فنان كانت لا تحتاج لمحاولة اقناع أو محايلة أو رجاء، كما شارك في بطولة الفيلم نور الشريف وكان لا يزال في مقتبل حياته الفنية ونيللي، أما هند رستم فقد لعبت دور زوجة مخلصة يتهم زوجها في جريمة قتل ويزج به في السجن رغم براءته، أما الزوجة فقد اصيبت بأزمة قلبية لأنها تعلم أن القاتل الحقيقي هو شقيقها الوحيد الذي افسده التدليل ويخرج الزوج السجين لساعات محدودة بعد أن اتفق مع المأمور علي أن يعود بعد أن يطمئن علي زوجته المريضة "هند رستم" ويلقي عليها النظرة الأخيرة، ويقبل المأمور بعد أن أعطاه السجين "كلمة شرف" بتسليم نفسه في الموعد المتفق عليه، ويحدث أن تداهم السجن حملة تفتيش يقوم بها مسئول كبير"رشدي اباظه" ويقع المأمور في أزمة خوفاً من أن يكتشف هذا المسئول إختفاء السجين "فريد شوقي" ! المهم أن هند رستم قبلت هذا الدور رغم قصر حجمه لتقف مع زميلها فريد شوقي وتدعم تجربته ولأنها أيضا وجدت في الدور فرصة جيدة لتقديم حالة إنسانية مختلفة عما سبق أن قدمته! وقد استحضرت لقائي مع السيدة هند رستم وأنا أتابع ظهورها مع محمود سعد في برنامج مصر النهاردة وشعرت أن خمسة عشر عاما لم تسحب من سحرها وجمال روحها شيئا بل أضافت لها حالة من التصالح مع النفس والصفاء الذهني وشعرت بأنها ازدادت جمالاً وحضورا، وانها لا تزال النموذج المثالي للفنانة التي قدمت كل ما تتمناه من أدوار متنوعة ثم انسحبت بشياكة وهي تحمل لحياتها الفنية ولزملائها كل تقدير واحترام، بل لم تنزلق مثل غيرها في إفساد تاريخها الفني مقابل حفنة من الدولارات تمنحها إياها إحدي الفضائيات مثلما فعلت مريم فخر الدين التي أهالت التراب علي صورتها السابقة كفنانة اشتهرت بتقديم الأعمال الرومانسية! وظهر من خلال حديث هند رستم أنها لا تزال علي علاقة ود مع بعض زميلاتها مثل مديحة يسري وماجدة الصباحي وشادية ولكنها أبدت تحفظا عند الحديث عن فاتن حمامة وامتنعت عن ذكر أي رأي يسيء لأي من الزملاء أو الزميلات وهو ما يؤكد رقي أخلاقها وترفعها عن الصغائر، هند رستم تاريخ طويل من الإبداع الفني قدمت عشرات الأدوار المتباينة وشاركت كل نجوم زمانها بطولة افلام حققت نجاحا كبيرا لا يمكن إنكاره، وانسحبت من عالم الأضواء بإرادتها في الوقت الذي رأته مناسباً ولم تهل التراب علي تاريخها الفني، ولم تتنكر له ،عشقها الملايين من الرجال والنساء وجدوا فيها النموذج المثالي للأنثي الناضجة، وهو نموذج لم يتكرر ولو من بعيد مع تعاقب الأجيال،وبعد ظهورها الأخير مع محمود سعد في برنامج مصر النهاردة لاتزال هند رستم قادرة علي إشاعة البهجة والجمال الذي يدركه كل صاحب بصر أوبصيرة !
الوفد - ماجدة خير الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق