
لاشك أن التليفزيون يعتبر أرضاً خصبة جداً للخلافات سواء بين القيادات او المذيعين والمذيعات نظراً لطبيعة العمل الاعلامي، الكل عايز يلمع سواء كان علي الشاشة أو تبوء مركز قيادي، ولكننا نتوقف علي خلاف شهير حدث في نهاية التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة بين الإعلامية الكبيرة سهير الإتربي رئيس التليفزيون في ذلك الوقت، والاعلامية الكبيرة زينب سويدان وكانت تشغل منصب رئيس القناة الأولي، الخلاف كان علي أشده، الجميع يعلم أن سهير الاتربي كانت شخصية قوية للغاية، تهيمن علي كل شيء ولا يخفي علي أحد أنها كانت تعارض حتي رئيسها المباشر عبد الرحمن حافظ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون في ذلك الوقت. وزينب سويدان كانت بطبيعتها شخصية قوية للغاية.. وبالتالي حدث الصدام بين الاثنان، سهير تريد السيطرة علي القناة الاولي بشكل كامل وزينب لا تسمح لها بذلك، ويتدخل صفوت الشريف وزير الاعلام في ذلك الوقت دون جدوي، وكان طبيعيا ان تظهر السلبيات علي صفحات الجرائد، كل واحدة تشتكي الاخري للصحافة، ويزداد الامر سخونة بوجود مذيعات يحاولن اللعب علي كل الحبال بل وتغذية وتعميق الخلاف بين الطرفين وظهر ذلك بوضوح علي شاشة الاولي ونجحت زينب في عرض برامج ناجحة لعل من أشهرها "ماسبيرو" الذي كانت تقدمه شافكي المنيري، رغم ذلك أقول من خلال علاقتي بالطرفين أنهما كانتا اعلاميتين علي أعلي مستوي بل كانتا صاحبتا قلب طيب وحس مرهف، ولكن المكان والكرسي والشهرة تضغي في احيان كثيرة، وكان من نتائج عمق الخلافات بين الطرفين عدم تولي زينب سويدان رئاسة التليفزيون بعد احالة سهير الاتربي للمعاش، وتولت المنصب لعدة أشهر الاعلامية ميرفت رجب، ولكنها لم تستطع الصمود وكانت الخلافات بينها وبين زينب سويدان علي أشدها، ونجحت زينب في الوصول للمنصب الحلم ورئاسة التليفزيون في شهر نوفمبر 2003 بعد 6 أشهر فقط من احالة سهير الاتربي للمعاش
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق