الجمعة، 30 أبريل 2010

الموضة لا تغري المرأة الهندية


هادئة‏..‏ بسيطة‏..‏ فنانة‏..‏ مصرية أصيلة‏..‏ ولدت بالهند عندما كان والدها يعمل هناك‏..‏ شاءت الأقدار أن تعود إلي مسقط رأسها ولكن كزوجة لسفير مصر في الهند الدكتور محمد حجازي‏.
هي السيدة هدي حافظ‏..‏خلال زيارتي للهند استطعت إن اختلس منها بعض الوقت لاجراء حديث معها علي الرغم من انشغالها التام مع الزوج السفير في العمل علي نجاح زيارة أوركسترا النور والامل للعاصمة نيودلهي لأول مرة‏.‏الهند بلد العجائب‏..‏ بعد وجودك‏4‏ سنوات بها‏..‏ ما هي أهم مميزاتها؟ـ الهند بلد العجائب بالفعل فهي متنوعة الثقافات واللغات والديانات والعادات والتقاليد وهي قارة كاملة تتميز بخصوصيتها الشديدة وجغرافيتها المختلفة وانعكس هذا بشكل خاص علي تنوع الألوان الزاهية التي صارت احدي ادوات التعبير عن هذا المجتمع المتنوع بعاداته وتقاليده وطوائفه وثقافته‏..‏ فجاءت الألوان مواكبة للتنوع والتعبير عن حالات الفرح والحزن وحتي العبادة‏..‏ من خلال معايشتي لثقافة التنوع والألوان الهندية اتجهت للرسم وعشقته حتي صار جزءا مهما في حياتي العملية‏..‏ وتأثرت بخطوط عدد من الفنانين وأهمهم بالنسبة لي كان الراحل المبدع الفنان حسين بيكار الذي أسير علي نفس دربه رغم إنني مازلت في مرحلة الهواية‏..‏ وها هي لوحاتي تملأ جدران منزلي الملحق بالسفارة المصرية كلها مستوحاة من أعمال هذا الفنان العظيم‏.‏ما هي أهم سمات الشعب الهندي؟التناقضات البشرية والجغرافية والثقافية تعيش في تفاهم مدهش في المجتمع الهندي‏..‏ ولعل أهم ما يميز هذا الشعب ويعجبني فيه طيبة أهله‏,‏ وتواضعهم الشديد‏,‏ وهدوء النفس واخلاصهم وتفانيهم في العمل والعبادة‏..‏ والرضا بأقل القليل حتي صارت هذه الصفة أهم سمة تميزه عن سائر الشعوب‏,‏ والمواطن الهندي لا يميل إلي التباهي والإسراف حتي لو كان ثريا فقد يسكن مليونير هندي في شقة صغيرة مكونة من حجرتين وصالة ويرتدي ثيابا عادية للغاية‏..‏ وهو شعب يحافظ علي تقاليده وقيمه دون نوازع في تقليد الآخر‏..‏ وقد تلاحظين في الشوارع العاصمة نيودلهي تمسك النساء بالطابع الهندي الاصيل في الملابس واصرارهن علي ارتداء‏(‏ الساري‏)‏ في كل زمان ومكان‏,‏ ولاتنتشر الموضات الأوروبية هنا علي الاطلاق‏..‏ كما إن وسيلة الانتقال الرئيسية بين البشر هنا هي التوك التوك او‏(‏ الريكشا‏)!!‏وأضافت حرم السفير المصري‏:‏ وعلي الرغم من حبي الشديد للشعب الهندي فإنه تؤلمني بعض مظاهر الفقر الشديدة والصعوبة في الحياة لدي قطاعات عديدة هنا‏..‏ وكيف لا ونحن نتحدث عن مجتمع يضم أكثر من‏1.2‏ مليار نسمة‏.‏أسهمت السينما الهندية بأفلامها الشهيرة في تدعيم التقارب بين الشعبين المصري والهندي‏..‏ ماذا عن أوجه هذا التقارب؟للهند حضارة قديمة مثل مصر كما يميل أهلها إلي التدين الشديد تماما مثل المصريين وتصل نسبة المسلمين هنا إلي حوالي‏13%‏ كما أن الشعب الهندي يميل إلي المرح وحب الغناء والموسيقي مثلهم مثل المصريين ولذلك لا يشعر المواطن المصري عندما يعيش في الهند بغربة‏..‏ بل يشعر بدفء المشاعر خاصة إن هناك تشابها في الملامح الهندية والمصرية‏..‏ كما إن المعمار الهندي قريب جدا من المصري‏.‏ماذا عن حال المرأة الهندية؟علي الرغم من وصول المرأة الهندية إلي أعلي المناصب في بلادها فهي رئيسة جمهورية ورئيسة للبرلمان ورئيسة أقوي الاحزاب السياسية ولكن نسبتها في البرلمان لا تتعدي‏9%‏ وهناك جدل في رفع الحد الكوتا النسائية في البرلمان إلي‏33%‏ كما يوجد عدة مؤسسات ترعي مصالح المرأة الهندية مثل اللجنة القومية للمرأة وهي مثل المجلس القومي للمرأة في مصر تماما ـ ومؤسسة تمويل مشروعات المرأة ورأسمالها‏65‏ مليون دولار‏.‏ماذا عن وضع الطفل في الهند؟تبلغ نسبة الأطفال في الهند‏31.5%‏ من تعداد السكان ومعظمهم يعانون سوء التغذية والانخراط المبكر في العمل بالقطاع غير الرسمي حيث تصل نسبتهم فيه الي‏11.3‏ مليون طفل‏.‏ وترعي الحكومة الهندية الأطفال من خلال مؤسسات قومية كما تشجع الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني علي مساعدة هؤلاء الصغار بتقديم الجوائز المالية لأفضل مواطن مساهم في تقديم خدمات للطفل مثل جائزة‏(‏ راجيف غاندي‏).‏وأخيرا ماذا عن الأبناء‏..‏ هل أولاد السفراء والدبلوماسيين يعانون كثرة الأسفار والترحال؟مع وجود وسائل الاتصال التي جعلت من العالم قرية صغيرة اعتقد أن ابناء الدبلوماسيين لا يشعرون بالغربة فهم يتصلون بأصدقائهم واحبائهم في الوطن الأم بكافة الوسائل المتاحة‏..‏ بل العكس يستفيدون من ثراء تجربة السفر والمشاهدة والإطلاع علي أجواء ثقافية واجتماعية مختلفة وتكوين صداقات لهم في كل دولة يعيشون فيها‏.‏

الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق