تصفية المتظاهرين .. جزء من عقلية الحزب الحاكم
إنجاز تشريعي جديد يضاف الي إنجازات الحزب الوطني الحاكم في مجال حقوق الإنسان تجسد هذا الانجاز في دعوة نوابه الي إطلاق الرصاص علي المتظاهرين وقتل المحتجين، وربما يتصور من يسمع دعاوي قتل الخارجين علي الانون أنها دعوة لمواجهة قطاع الطرق ولصوص المال العام وسماسرة الخصخصة ولكن الواضح أنها دعوي قتل متظاهرين مسالمين لا يملكون سوي شعارات وهتافات يجب ألا يفاجأ المصريون من دعوة نواب الحزب الوطني لقتل المتظاهرين بالرصاص أو تفجيرهم بالقنابل أو حتي حرقهم علنا في وضح النهار فلا صوت يعلو فوق صوت الحزب الوطني.. وحديث النائب ليس حديثا لشخص يقول كلاما ويمضي وأن الكلام لجندي في ثقافة الإبادة التي ينتهجها الحزب الحاكم. ما يطلبه نواب الوطني ليس جديدا ولكن حدث بالفعل في مظاهرات دعم الانتفاضة الفلسطينية بالإسكندرية عام 2000 قُتل طالب متظاهر بالرصاص الحي وقبلها جري قتل أحد العمال في إضراب شهير لشركة الحديد والصلب بحلوان وهو ما يعني أن نواب الوطني يطالبون بتعميم هذه الثقافة وإصدار تشريع إطلاق الرصاص علي المتظاهرين السلميين جميعا وفرض حظر التجول السياسي علي الشارع بعد أن فشلت الاعتقالات والانتهاكات البدنية المروعة والتي كان أشهرها ما جري من ترويع وتنكيل واعتقالات من شباب المتظاهرين في ٦ أبريل عام 2010 وقبلها علي سلالم مجلس الدولة في مظاهرة كفاية في ٤ مايو 2009 وقبلها مظاهرة كفاية في 25 مايو 2005 والتي شهدت انتهاكات مروعة ووقائع هتك علني لأعراض الفتيات والسيدات المتظاهرات وربما مع التطور الجديد في الفكر البوليسي للسادة نواب الحزب الوطني يطالبون بمواجهة مشكلة الصحة عن طريق قتل المرضي وحل أزمة التعليم باغتيال التلاميذ والمعلمين ومواجهة أزمة المواصلات بتعميم ظاهرة حوادث القطارات للتخلص من الزيادة السكانية ولا شك أن نواب ضرب النار في الحزب الحاكم يعبرون عن اتجاه عام وتفكير جديد داخل الحزب الوطني وربما يسفر عن تشكيل لجنة جديدة يحمل أعضاؤها بنادق وقنابل وتكون مهمتها اغتيال المتظاهرين وقتل المحتجين. أكد الدكتور يحيي القزاز أحد رموز حركة كفاية أن الحزب الوطني لا يستحق أن يطلق عليه حزب سياسي لأن الأحزاب الشرعية تكون نابعة من الشعب ومهمتها مراعاة مصالح المواطنين. أما الحزب الوطني فهو عبارة عن شلة استولت علي شيء بالقوة وصاغت منه وعاء أطلقت عليه الحزب الوطني وأضاف القزاز أن نواب الحزب الوطني أصحاب مصالح شخصية لا يعنيهم مصلحة الوطني ومن الطبيعي أن يلجأوا الي استخدام القوة الغاشمة لإخراس معارضيهم خاصة كل من يطالب بالتغيير وبانتخابات حرة نزيهة لأن هذا يعني خلعهم من أماكنهم واحتكارهم لثروات البلد. أكد أحمد بهاء الدين شعبان أحد مؤسسي حركة كفاية أن طلب إطلاق الرصاص علي المتظاهرين ليست زلة لسان ولا سقطة شخص ولكنها تعكس سلوك الحزب الوطني مع المواطنين. وأشار شعبان الي أن الحزب الوطني نشأ باعتباره نظاما بوليسيا لا يجد وسيلة للتعامل مع الممواطنين وأصحاب الحاجات الضرورية إلا بالقهر والسجن والتعذيب وفرض قانون الطوارئ. وأكد أنه في كل مظاهرة شعبية يكون بها شكل من أشكال القمع والعنف ورغم ذلك لم تنته المظاهرات والاعتصامات ولذلك يري رجال الحزب ونوابه القضاء علي المظاهرات من الجذور باستخدام الذخيرة الحية للقضاء علي المواطنين. وأكد النائب مصطفي بكري أن مطالب نائب الوطني بإطلاق النار علي المتظاهرين تعبر عن ثقافة جديدة بدأت تتسرب داخل الحزب الوطني تتمثل في قمع الناس ومواجهتهم بلغة الرصاص. وأضاف بكري أن النائب الذي يطالب بإطلاق الرصاص علي مواطنين يعبرون عن مطالبهم بمظاهرة مشروعة لا يجب أن يمثل الشعب. وأضافت دكتورة عواطف والي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن إطلاق النار علي المتظاهرين تجسد ثقافة الإرهاب والتي كشفها هذا النائب بمستواه المنحدر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق