أمريكا تصنع الإرهاب.. وتحاربه علي الشاشة!
قبل ان يتم رفع الفيلم الهندي »اسمي خان« الذي حقق نجاحا كبيرا في دور العرض المصرية، يبدأ هذا الاسبوع عرض فيلم نيويورك، وهوالفيلم الذي سبق عرضه في حفل افتتاح آخر دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وفيلم نيويورك من إخراج »كبير خان« ويشارك في بطولته الممثل الكبير »عرفان خان« وثلاثة نجوم من جيل الشباب هم: »جون إبراهام«، نيل نيتن موكيش، وكاترينا كييف، وتدور أحداثه كاملة في مدينة نيويورك، بعد أحداث سبتمبر التي غيرت حال الدنيا وأدت إلي إصابة المجتمع الأمريكي بحالة فوبيا من كل مايتعلق بالإسلام! وتبدأ أحداث فيلم نيويورك، بهجوم من قوات المباحث الفيدرالية علي سيارة أجرة، يقودها سائق هندي، ويتم ضبط مجموعة من الاسلحة في شنطة السيارة، ويعترف السائق وهو يرتجف رعباً بأن السيارة ملك »عمر« وهو شاب هندي يعمل في نيويورك، ويتم القبض علي »عمر« ويقوم بالتحقيق معه ضابط مسلم »عرفان خان« يهدده بسوء المصير إذا لم يعترف بأسباب وجود تلك الاسلحة، ولما يطلب عمر، الاستعانة بمحام يتابع معه تلك التحقيقات، يقول له الضابط الفيدرالي المسلم، هنا مفيش محام، أنت إرهابي وليس من حقك أي شيء! ثم يتضح أنها تمثيلية أعدها ضابط المباحث الفيدرالية ليبث الرعب في قلب عمر، ليجبره علي الاعتراف بعلاقته بشاب هندي آخر هو »سمير«، الذي كان صديقا له من أيام الجامعة، ثم تفرقت بهما السبل بعد إنتهاء الدراسة، ولم يلتق به منذ أربع سنوات، والحقيقة أن عمر، ما كان له أن يستمر بعلاقته بصديقة سمير، بعد أن ارتبط بعلاقة عاطفية مع »مايا« التي كان يحبها عمر من طرف واحد وكان الثلاثة يشكلون مجموعة واحدة من المسلمين الهنود داخل الجامعة، وبعد زواج سمير ومايا قرر »عمر« الابتعاد عنهما حتي يتجنب مرارة فشله في الحب! ويطلب الضابط الفيدرالي من عمر أن يقتحم حياة صديقه »سمير«، ليكون عيناُ عليه، خاصة وأن المباحث الفيدرالية تشتبه في كونه إرهابياً يقود خلية من خمسة مسلمين من بلدان مختلفة يدبرون لعملية كبيرة علي غرار ضرب البرجين الشهيرين! ويحاول »عمر« أن يرفض مهمة التجسس علي صديقه، خاصة وأنه يؤمن ببراءته ولايصدق بحال كونه إرهابيا، ولكن الضابط الفيدرالي يجبره علي الموافقة، ويهدده بتلفيق تهمة تكفي بالزج به في السجن، ويدبر له وسيلة للقاء مايا حبيبته السابقة، تبدو وكأنها صدفة، ويتم لقاء عمر ومايا حسب السيناريو الذي وضعه الضابط الفيدرالي، وتسعد به مايا وتصر علي اصطحابه لمنزلها، وهناك يرحب به سمير ويسعد جداً بلقائه ويدعوه للإقامة مع أسرته الصغيرة التي تضمه هو وزوجته وطفلهما »دانييل« الذي يحمل الجنسية الامريكية، وبعد فترة يتكشف لعمر أن صديقه سمير إرهابي فعلا ويقوم للاعداد لعملية تخريب كبيرة في نيويوك، ويحاول »عمر« بكل ما أوتي من وسائل إقناع أن يثنيه عن عزمه، ولكن سمير يحكي له عن الأهوال التي صادفها في أحد السجون عندما تم القبض عليه لمجرد أن اسمه يوحي بأنه مسلم، وإنه قرر أن ينتقم من المجتمع الامريكي وأن يوقع به أكبر قدر من الخسائر! ويقدم الفيلم حالة هائلة من التشويق أثناء الإعداد للعملية الارهابية الكبري التي تستهدف نسف مبني المباحث الفيدرالية نفسه! ولكن بعد قدر هائل من المغامرات التي تعتمد علي حرفة المخرج في تقديم مشاهد شديدة الإثارة، يتم إجهاض المحاولة التي يذهب ضحيتها سمير وزوجته المحبة مايا التي حاولت أن تنقذه من هذا المصير المحتوم! قد تكون الرسالة التي أراد الفيلم التأكيد عليها أن السياسة الامريكية كانت مسئولة الي حد كبير في إثارة أحقاد المسلمين عليها، وأن مبدأ إلقاء التهم جزافاً علي أي شخص لمجرد كونه مسلماً، أدي إلي حالات كارثية لآلاف العائلات المسلمة التي ذهبت الي أمريكا باعتبارها أرض الأحلام فإذا بهم يكتشفون أنها أرض الكوابيس المزعجة، أما نهاية الفيلم فهي تؤدي الي حالة من الارتباك في تفسير المعني الذي يمكن أن يخرج به المشاهد، حيث يتابع »عمر« الطفل دانييل ابن صديقه سمير الذي رحل بعد الحادث الارهابي، وهو يشارك في إحدي المباريات الرياضية ويلقي حالة من التشجيع والإعجاب ونلحظ أن بقية الاطفال المشاركين في المباراة من جنسيات مختلفة، ويتهم عمر ضابط المباحث الفيدرالية المسلم الذي حرص علي حضور المباراة، ويقول له لقد صنعتم من سمير إرهابيا، فلولا أنكم قبضتم عليه بلا جريمة اقترفها في المرة الاولي، وقمتم بتعذيبه وإهانته ماكان قد تحول إلي إرهابي وانتهي الامر بمقتله، ويرد عليه الضابط المسلم الذي يحمل الجنسية الامريكية، لقد فعلنا ذلك حتي يحدث المشهد الذي نتابعه الآن، تأمل معي حالة الطفل دانييل أنه طفل مسلم والده إرهابي، ومع ذلك فنحن نتقبله بيننا بدون أية حساسية، ونقبل أن يشارك أولادنا كل مظاهر الحياة، تأمل هؤلاء الاطفال الذين ينتمون الي جنسيات مختلفة وقد أتوا إلينا هاربين من مجتمعاتهم وكيف يعيشون الآن في أمان؟ هل هذا الحوار الذي انتهي به فيلم نيويورك، يعكس وجهة نظر المخرج الهندي، أم يعكس وجهة النظر الأمريكية التي لا تجد غضاضة في قتل آلاف الأبرياء بحجة توفير مجتمع أمريكي آمن وعادل؟؟
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق