الخميس، 29 أبريل 2010

اثار الحكيم‮ .. ‬نجت بأعجوبة


نايل سينما‮« ‬تبحث عن إستوديو بعد سقوط السقف علي الضيوف‮!‬
كانت الفنانة آثار الحكيم،‮ ‬تنظر في المرآة لتطمئن علي ماكياجها وتسريحة شعرها،‮ ‬قبل أن‮ ‬يرتفع صوت المخرج‮ »‬عمر زهران‮« ‬ويقول‮ »‬ناقص دقيقتين،‮ ‬ونطلع علي الهواء‮«‬،‮ ‬المكان إحدي قاعات فندق ملحق بمدينة الانتاج الاعلامي،‮ ‬تم تخصيصه لتسجيلات قناة نايل سينما،‮ ‬وبرامجها التي تبث علي الهواء،‮ ‬والمناسبة تقديم برنامج عن الفنانة آثار الحكيم وأعمالها السينمائية،‮ ‬وكان المخرج عمر زهران الذي‮ ‬يتولي رئاسة قناة النيل للسينما،‮ ‬قد نجح في اقناع الاعلامية الكبيرة سناء منصور،‮ ‬بإدارة الحوار مع الفنانة آثار الحكيم،‮ ‬ورحبت سناء بالفكرة،‮ ‬وحضرت في موعدها،‮ ‬ولكنها خرجت لدقائق من القاعة لتقوم بتثبيت الميكروفون،‮ ‬وفجأة تعالي صياح وأصوات صراخ واستنجاد،‮ ‬وهرع من كانوا خارج القاعة الي داخلها،‮ ‬وهالهم مارأوا،‮ ‬حيث انشق سقف القاعة،‮ ‬وانفجرت مواسير مياه،‮ ‬مثل الشلالات ولكن كان الماء لونه أسود،‮ ‬وكأنه بئر بترول‮ ‬يهبط من السماء،‮ ‬بدلا من أن‮ ‬ينفجر من تحت الارض،‮ ‬ولولا ستر ربنا لكانت اسلاك الكاميرات،‮ ‬الممدودة هنا وهناك قد تحولت هي والمكان الي قطع من الفحم،‮ ‬إذا حدث‮ »‬لاقدر الله‮«‬،‮ ‬ووصلت اليها المياه المتدفقة من سقف القاعة،‮ ‬وكان منظر الفنانة آثار الحكيم‮ ‬يدعو للشفقة والرثاء بعد أن‮ ‬غرقت ملابسها ووجهها بالمياه السوداء‮! ‬وبعد أن‮ »‬بسملت وحوقلت‮« ‬لاذت بالصمت الرهيب،‮ ‬وهي لاتصدق ماحدث‮! ‬أما المخرج عمر زهران،‮ ‬فقد أعطي أوامره لوضع لافته علي الشاشة تؤكد تأجيل حلقة الفنانة آثار الحكيم التي كانت سوف تحاورها الاعلامية سناء منصور مع التأكيد أن اللقاء سوف‮ ‬يذاع في وقت لاحق‮ ‬،دون أن‮ ‬يذكر شيئا عن هذا الوقت اللاحق‮! ‬وبعد أن تأكد عمر زهران أن المكان أصبح لايصلح مطلقا للتصوير،‮ ‬في اليوم نفسه،‮ ‬ولا بعد هذا اليوم المشئوم بأسابيع،‮ ‬قام بإلغاء حلقة برنامج استوديو مصر،‮ ‬التي كانت سوف تذاع علي الهواء مباشرة في اليوم التالي،‮ ‬ورفع ماحدث الي المسئولين في اتحاد الاذاعة والتليفزيون،‮ ‬كي‮ ‬يدبروا له استوديو مؤقتا أو دائما لتسجيل برامج قناة النيل للسينما‮!! ‬ولاشك أن من‮ ‬يقرأ هذا الموضوع سوف‮ ‬يصاب مثلي بحالة هائلة من الدهشة،‮ ‬تصل الي درجة الفزع،‮ ‬عندما تفكر في هذا السؤال،‮ ‬هل قناة النيل للسينما لم‮ ‬يكن لديها استوديو خاص بها؟؟ مدينة الانتاج التي تزخر بعشرات الاستوديوهات التي‮ ‬يتم تأجيرها للقنوات العربية،‮ ‬ليس بها مكان‮ ‬يصلح استوديو لقناة السينما؟؟ مبني التليفزيون الضخم بأدواره الستة والعشرين ليس به مكان‮ ‬يصلح استوديو لقناة السينما؟؟‮ ‬ ممكن‮ ‬يطلع واحد،‮ ‬مش فاهم ويقولك أصل قناة السينما،‮ ‬وقناه الدراما‮ »‬المسلسلات‮«‬،‮ ‬قنوات عرض فقط‮! ‬وإننا ماكناش عاملين حساب البرامج‮!! ‬وهو دليل إضافي علي عشوائية القرارات في ماسبيرو،‮ ‬وعدم وضوح الرؤية،‮ ‬فهناك عدد ضخم جدا من القنوات الفضائية،‮ ‬مثل روتانا وميلودي،‮ ‬والحياة سينما والأوربيت والشاشة وإيه آر تي تعرض الافلام العربية،‮ ‬بل إن تلك القنوات تمتلك عددا‮ ‬يفوق مايملكه التليفزيون المصري بخمسة أو ستة أضعاف‮! ‬ولايمكن للتليفزيون المصري أو‮ ‬غيره أن‮ ‬يتفوق علي قنوات عرض الافلام أو عرض المسلسلات إلا بالبرامج القيمة المبتكرة والمخدومة،‮ ‬وأعتقد أن خبرات‮ »‬أسامة الشيخ‮« ‬رئيس الاتحاد مع الفضائيات ومتابعته للمميز منها،‮ ‬تجعله‮ ‬يدرك أن برنامجا واحدا ناجحا‮ ‬يكفي لتدعيم قناة بحالها،‮ ‬وهو ماحدث مع‮ ‬الحلقات الاولي من برنامج من سيربح المليون،‮ ‬عندما جعل ملايين المواطنين العرب‮ ‬يتابعون قناة الـ‮ ‬mbc‮ ‬وهو ماحدث ايضا مع برنامج هلا شو،‮ ‬الذي كانت تقدمه هالة سرحان علي قناة روتانا،‮ ‬حيث استطاعت من خلال هذا البرنامج أن تجبر الملايين علي متابعة القناة،‮ ‬برنامج العاشرة مساء وعصير الكتب من أهم برامج دريم،‮ ‬وتسعين دقيقة هو عامل الانقاذ لقناة المحور وقناة الاوربيت تعيش علي برنامج القاهرة اليوم،‮ ‬وحا نروح بعيد ليه،‮ ‬برنامج البيت بيتك في بداياته،‮ ‬نجح في إعادة الثقة للقناة الثانية التي تخلي المشاهد المصري عن عادة متابعتها بعد تغيير اسم البرنامج،‮ ‬وارتباك مستواه،‮ ‬بعد أن تخلي عنه رئيس تحريره السابق محمد هاني‮! ‬التليفزيون المصري وهو‮ ‬يحتفل هذا العام‮ »‬في شهر‮ ‬يوليه القادم‮« ‬بمرور نصف قرن علي إنشائه،‮ ‬يدخل الي حلبة تنافس أكثر شراسة من كل ماصادفه في النصف قرن الماضية،‮ ‬بعد ظهور اكثر من قناة فضائية جديدة تنافس بعقليات ومواهب أكثر طزاجة وقدرة علي الابتكار والتحدي بينما التليفزيون المصري لايزال مكبلا بكم هائل من المشاكل والمعوقات والأفكار العنكبوتية،‮ ‬والشخصيات المريضة المشوهة التي تحارب كل أمل في عودة التليفزيون المصري لموقع الريادة،‮ ‬الذي فقده في السنوات الأخيرة‮!‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق