الأحد، 27 سبتمبر 2009

إحباط محاولة يهودية لاقتحام الأقصى وحماس تدعو للانتفاضة


أكد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك أن مئات الفلسطينيين المرابطين في باحات المسجد أفشلوا محاولة الجماعات اليهودية المتطرفة في اقتحام باحات الأقصى اليوم الأحد، مشددًا على استمرار التوتر في المنطقة في ظل الحصار المشدد المفروض وإغلاق بوابات المسجد.



وقال خطيب المسجد في تصريحٍ متلفز لفضائية "الأقصى" نقله "المركز الفلسطيني للاعلام : "إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من إغلاقٍ لبوابات المسجد الأقصى يؤكد أنها سلطة عنصرية احتلالية"، مشددًا على أن المئات من الفلسطينيين يرابطون الآن داخل المسجد الأقصى المبارك لحمايته.



وحمَّل صبري العرب والمسلمين المسؤولية الكاملة عما يجري للمسجد الأقصى من تهويدٍ وتدنيسٍ ومؤامراتٍ، داعيًا إياهم إلى التحرُّك لنصرة الأقصى؛ لأنه ليس للفلسطينيين وحدهم.



وكان المئات من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني قد تجمَّعوا منذ صلاة الفجر وساعات الصباح الباكرة عند باب المغاربة من داخل المسجد، في وقتٍ كانت الشرطة الاسرائيلية أغلقت فيه أغلب أبوابه.



من جانبها، أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الإسلامي" أن رباط أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني أحبط اقتحاما صهيونيا جماعيا للمسجد الأقصى.



وقالت المؤسسة في بيانٍ صحفي اليوم الأحد تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخةً منه، إن قوات كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى واعتدت على المرابطين عبر إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع وقنابل ذات غاز سام بكثافة.
وأكدت أن جنود الاحتلال أطلقوا هذه القنابل داخل المسجد القبلي المسقوف واعتدت على المرابطين بالهرَّاوات؛ مما أدى إلى إصابة سبعة بجروح وآخرين بالاختناق من الغاز.
وأشارت المؤسَّسة إلى أن مجموعة من اليهود حاولوا اقتحام المسجد الأقصى مرتدين ملابس تظهرهم وكأنهم سائحون، وتحت حماية شرطة الاحتلال، إلا أن أمرهم كشف وبدأ المرابطون بالتكبير، وعلى الفور قامت قوات الاحتلال بإخراج أفراد الجماعات اليهودية المتطرِّفة خارج المسجد.
في غضون ذلك، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين من الاهداف المبيتة لاقتحام قوات الاحتلال واليهود المتطرفين لباحات المسجد الأقصى وإطلاق الرصاص وقنابل الغاز ضد المصلين فيه.



وأكد في بيان صدر عنه اليوم الاحد بثته وكالة الانباء الأردنية ، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترعى الجماعات المتطرفة التي تعيث فساداً في الأراضي الفلسطينية فهي تتحمل كافة المسؤولية عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى المبارك.



وبين أن هذا الاقتحام يأتي بالتزامن مع ذكرى انتفاضة الأقصى التي اندلعت عقب اقتحام شارون لأروقة المسجد الأقصى المبارك داعيا كل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك من مدينة القدس وما حولها وفلسطينيي 48 إلى شد الرحال إليه والمرابطة فيه و إعماره بالصلاة لتفويت الفرصة على من يريدون دخول باحاته مؤكداً على أن تصرفات الاحتلال تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية التي تضمن الحفاظ على أماكن العبادة والوصول إليها.
وطالب المفتي منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد اجتماع عاجل لبحث سبل حماية المقدسات الفلسطينية خاصة في ظل الصمت الدولي تجاه هذه الممارسات والانتهاكات.
مواجهات بين الفلسطينيين واليهود
أحد المصابين الفلسطينيين في المواجهات
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت صباح اليوم الاحد بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في باحة الحرم القدسي. واندلعت التوترات بعد أن توجهت مجموعة من المصلين اليهود للصلاة في الحرم القدسي.
وقال شهود عيان إن شبانا فلسطينيين رشقوا بالحجارة عشرات من رجال الشرطة الذين انتشروا في أزقة المدينة، وردت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية.



وذكرت شرطة الاحتلال أنه جرى اعتقال ثمانية أشخاص , وقال شهود عيان إنهم شاهدوا نحو عشرة جرحى إلا أنه لم تتضح طبيعة جروحهم، وذكرت أنباء أخرى أن عدد المصابين من الجانب الفلسطيني بلغ 16 شخصا خلال هذه المواجهات بينهم اثنان في حالة خطيرة.
وعقب الاشتباك أغلقت الشرطة الحرم القدسي فيما تعالت مكبرات الصوت في المساجد بالدعوة إلى التجمع في الموقع. وهتفت مجموعة من الفلسطينيين ومعظمهم من الشباب أثناء تجمعهم خارج أبواب الحرم القدسي المغلقة "بالروح ، بالدم نفديك يا أقصى".
وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قد انطلقت من ذلك المكان بعد قيام رئيس وزراء اسرائيل الاسبق آرييل شارون بزيارة له أثارت الخلافات في سبتمبر/ايلول 2000.
وتأتي هذه المواجهات فيما تستعد إسرائيل اعتبارا من مساء الأحد للاحتفال بيوم الغفران "كيبور" الذي يقضي بالصوم لـ25 ساعة وإقامة الصلوات.
وتنغلق إسرائيل على نفسها في هذا اليوم وتتوقف فيها الحركة كليا وتنعزل عن العالم حيث يتم إغلاق المطارات والمعابر الحدودية.
ويقع الحرم القدسي ضمن المدينة القديمة في القطاع الشرقي للقدس الذي احتلته الدولة العبرية وأعلنت ضمه في 1967.
ردود افعال
في هذه الأثناء، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس الجرائم الصهيونية بحق المسجد الأقصى واستباحة حرماته نتاج طبيعي للقاءات نيويورك بين الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس برئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو.
وقالت الحركة على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح صحفي له: " نحذر الاحتلال الصهيوني من تبعات هذه الجريمة الخطيرة والبشعة بحق المسجد الأقصى، داعيا عباس للتوقف عن اللقاءات العبثية مع الاحتلال الصهيوني" .
ودعت حركة حماس محمود عباس لرفع العصا عن المقاومة لتمكينها من حماية الشعب الفلسطيني ولتمكينها من إدارة الصراع مع العدو الصهيوني الذي لم يتوان أبدا من استباحة المقدسات الفلسطينية.
كما طالبت الحركة الإسلامية العلماء والدعاة لاستنهاض الشارع العربي والإسلامي للتعبير عن الغضب الموجود بداخله.
من جهته، دعا القيادي في الحركة محمد أبو عسكر جماهير الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 48 إلى إشعال انتفاضةٍ جديدةٍ في وجه الاحتلال؛ ردًّا على الاعتداءات الصارخة التي قامت بها جماعات المغتصبين باقتحامها باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم.
وأعلن أبو عسكر عن خروج الحركة بمسيرات الغضب اليوم بعد صلاتَيْ العصر والمغرب من جميع مناطق قطاع غزة؛ تلبية لنداءات الاستغاثة التي أطلقت من المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أبو عسكر: "نوجِّه نداءً إلى الأمتين العربية والإسلامية لكي يهبُّوا من أجل الدفاع عن مسرى نبيهم، وأن يصحوا من غفلتهم قبل أن يفيقوا يومًا ويجدوا المسجد الأقصى قد هدم، ونداؤنا إلى أهلنا في قطاع غزة أن يهبُّوا في مسيراتٍ جماهيريةٍ غاضبةٍ، كما نوجِّه نداءنا إلى أهلنا من عرب 48 لكي يهبُّوا للدفاع عن مسرى نبيهم".
من ناحيته، أكد أبو عبيدة الناطق باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكري لحركة حماس، إن استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى بهذا الشكل مؤشرٌ خطيرٌ جدًّا، وأن هذه الاعتداءات سيكون لها تبعات عديدة.
وحمَّل أبو عبيدة العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن كافة التبعات المترتبة على هذا الاعتداء، مشددًا على أن المقاومة و"كتائب القسام" لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي مساس بالمسجد الأقصى.
وقال أبو عبيدة في تصريحاتٍ له اليوم الأحد: "إن سلطة رام الله تتحمَّل جزءًا كبيرًا من المسؤولية حول كل ما يجري في المسجد الأقصى من تصعيدٍ وما يجري في القدس من تهويدٍ و"استيطان" متصاعدٍ ومضاعفٍ في الأوان الأخير".
وأضاف أنها "هي التي أعطت الغطاء الكامل لهذه الاعتداءات عبر التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة والمفاوضات العقيمة واللقاءات الحميمة مع قادة العدو ومن يقف وراءهم".



وتابع المتحدث باسم "القسام" قوله: "نقول لحماة المسجد الأقصى والمرابطين فيه: أنتم على ثغرٍ عظيمٍ من ثغور الوطن، بل من ثغور الإسلام؛ فتحية مباركة لكم؛ فأنتم الصف المتقدم ورأس الحربة في الدفاع عن الأقصى وإسقاط مخططات العدو الجبان، ونحن سنظل معكم ندافع بطريقتنا عن المسجد الأقصى المبارك حتى آخر رمق بإذن الله".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق