الجمعة، 2 أكتوبر 2009

بيزنس‮ ‬ترشيح نجوم الغناء للمناسبات القومية


تجاهلوا‮ »‬منير‮« ‬و»دياب‮«.. ‬واعتمدوا علي هيفاء وهبي‮!‬


هناك أمور تدعو إلي الدهشة والحيرة والاستفزاز،‮ ‬والغريب في تلك الأمور أن المسئولين يقابلون ذلك ببرود شديد،‮ ‬وكأن الأمر لا يعنيهم،‮ ‬بل يحاولون التأكيد أنهم أكثر الناس حرصاً‮ ‬علي سمعة البلد،‮ ‬كل الأحداث التي تنظمها مصر في السنوات الأخيرة نجد فيها كارثة‮.. ‬عندما أردنا الاحتفال بفوز مصر بكأس الأمم‮ ‬2008‮ ‬أحضرنا نانسي عجرم لكي تكون نجمة الحفل الذي أقيم باستاد القاهرة الدولي،‮ ‬وجلس اللاعبون والجهاز الفني في أرض الملعب كما لو أنه حفل زفاف في فرح بلدي،‮ ‬وعندما استعانوا بمغني لافتتاح كأس العالم للشباب التي تقام حالياً‮ ‬في مصر اختاروا الملحن والمغن عمرو مصطفي،‮ ‬وفي الليلة الثانية للافتتاح أقاموا حفلاً‮ ‬غنت فيه هيفاء وهبي،‮ ‬ولا أعلم ما السر في الاستعانة بنانسي وهيفاء وهما لا تحملان الجنسية المصرية وهذا يعني أنها لا تمثلان حضارة هذا الوطن،‮ ‬وخصوصيته،‮ ‬لكن علي ما يبدو أننا في مصر افتقدنا الإحساس بالقيمة،‮ ‬ولم يعد لدينا القدرة علي التقييم بالدرجة التي جعلت الكل سواء،‮ ‬وعندما استعانوا بالمصري عمرو مصطفي فهو لا يمثل قمة الغناء المصري،‮ ‬هو ملحن له أعمال ناجحة،‮ ‬وتجاربه الأخيرة مع الغناء لا تقول إنه من الممكن أن يكون سفيراً‮ ‬لنا وممثلاً‮ ‬للأغنية المصرية كصوت،‮ ‬وكونه أدي أغنية بثلاث لغات فهو أمر فيه استهانة باللغة العربية،‮ ‬وهي لغتنا الرسمية،‮ ‬لأن كل دول العالم عندما تنظم مناسبة عالمية يكون الغناء بلغتها الأصلية،‮ ‬ولا يقدمون الغناء بأي لغات أخري‮.‬ وكنت أتصور أن يكون الافتتاح علي صوت مثل محمد منير فهو مصري في كل شيء الصوت والصورة والثقافة والتاريخ،‮ ‬ولديه قدرة علي الإقناع بأن هذا الحدث يقام علي الأرض المصرية حتي ولو كان المشاهد في البرازيل أو أمريكا أو الفلبين،‮ ‬فهذا الشكل مع طريقة وأسلوب الغناء سوف يعطينا هذا المدلول‮.‬ ورغم الاختلاف مع عمرو دياب أحياناً‮ ‬إلا أنه كان يستطيع أن يقوم بهذه المهمة بشكل جيد أيضاً،‮ ‬خاصة أن شعبيته كبيرة وضخمة،‮ ‬ولديه الإحساس بالحدث،‮ ‬والقدرة علي توظيف نجوميته إعلامياً،‮ ‬وسبق له الغناء في حفل افتتاح دورة الألعاب الأفريقية من قبل ولاقي الحفل قبولاً‮ ‬من الناس،‮ ‬كما أن صوتاً‮ ‬شاباً‮ ‬مثل تامر حسني كان من الممكن أن يكون أكثر تأثيراً،‮ ‬خاصة أن الشباب الآن مرتبطون بأعماله وكان من الممكن أن يشارك كل هؤلاء في‮ ‬غنوة لا تتعدي زمنها الثلاث دقائق،‮ ‬في عمل مصري يعبر عنا،‮ ‬لكن ما شاهدناه أو إدراج أسماء‮ ‬غير مصرية في هذه الأحداث يظهرنا أمام العالم،‮ ‬وكأننا لا نملك من يعبر عن موسيقانا التي اجتاحت بقاعاً‮ ‬كثيرة من الأرض‮.‬ كل المؤشرات تقول إن ترشيح هذه الأسماء له أسباب أخري‮ ‬غير فنية،‮ ‬فهناك أفراد يدعمون وجود هذه الأصوات في الأحداث الكبيرة حتي تحصل علي الشو الإعلامي الذي يدعم نجوميتهم،‮ ‬وهناك منافسة شديدة بين بعض المكاتب التي تدعم هذه الأسماء لكي يفوز أي منهم بالغناء في الحدث،‮ ‬وهذا يعني أننا حولنا المناسبات والأحداث الضخمة إلي لغة البيزنس،‮ ‬والتجارة،‮ ‬وبالتالي بدأنا نفقد الكثير من هيبتنا أمام العالم،‮ ‬الموسيقي والغناء يعبران عن حضارة الدولة،‮ ‬وبالتالي عندما نريد أن نقول للعالم إن هذه هي مصر وكان ولابد أن نقدم الموسيقي التي تمثل حضارتنا وثقافتنا،‮ ‬لأننا لسنا الدولة التي أحضرت نانسي وهيفاء لكي نتباهي بشعورهما‮.‬ القضية ليست الهدف منها أنا ضد فن هيفاء أو عمرو مصطفي أو نانسي،‮ ‬ولكننا يجب أن نحسن اختيار السفراء الذين يمثلون حضارة مصر،‮ ‬لا ثقافة الآخرين‮.‬


الوفد - أمجد مصطفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق