تجاهلوا »منير« و»دياب«.. واعتمدوا علي هيفاء وهبي!
هناك أمور تدعو إلي الدهشة والحيرة والاستفزاز، والغريب في تلك الأمور أن المسئولين يقابلون ذلك ببرود شديد، وكأن الأمر لا يعنيهم، بل يحاولون التأكيد أنهم أكثر الناس حرصاً علي سمعة البلد، كل الأحداث التي تنظمها مصر في السنوات الأخيرة نجد فيها كارثة.. عندما أردنا الاحتفال بفوز مصر بكأس الأمم 2008 أحضرنا نانسي عجرم لكي تكون نجمة الحفل الذي أقيم باستاد القاهرة الدولي، وجلس اللاعبون والجهاز الفني في أرض الملعب كما لو أنه حفل زفاف في فرح بلدي، وعندما استعانوا بمغني لافتتاح كأس العالم للشباب التي تقام حالياً في مصر اختاروا الملحن والمغن عمرو مصطفي، وفي الليلة الثانية للافتتاح أقاموا حفلاً غنت فيه هيفاء وهبي، ولا أعلم ما السر في الاستعانة بنانسي وهيفاء وهما لا تحملان الجنسية المصرية وهذا يعني أنها لا تمثلان حضارة هذا الوطن، وخصوصيته، لكن علي ما يبدو أننا في مصر افتقدنا الإحساس بالقيمة، ولم يعد لدينا القدرة علي التقييم بالدرجة التي جعلت الكل سواء، وعندما استعانوا بالمصري عمرو مصطفي فهو لا يمثل قمة الغناء المصري، هو ملحن له أعمال ناجحة، وتجاربه الأخيرة مع الغناء لا تقول إنه من الممكن أن يكون سفيراً لنا وممثلاً للأغنية المصرية كصوت، وكونه أدي أغنية بثلاث لغات فهو أمر فيه استهانة باللغة العربية، وهي لغتنا الرسمية، لأن كل دول العالم عندما تنظم مناسبة عالمية يكون الغناء بلغتها الأصلية، ولا يقدمون الغناء بأي لغات أخري. وكنت أتصور أن يكون الافتتاح علي صوت مثل محمد منير فهو مصري في كل شيء الصوت والصورة والثقافة والتاريخ، ولديه قدرة علي الإقناع بأن هذا الحدث يقام علي الأرض المصرية حتي ولو كان المشاهد في البرازيل أو أمريكا أو الفلبين، فهذا الشكل مع طريقة وأسلوب الغناء سوف يعطينا هذا المدلول. ورغم الاختلاف مع عمرو دياب أحياناً إلا أنه كان يستطيع أن يقوم بهذه المهمة بشكل جيد أيضاً، خاصة أن شعبيته كبيرة وضخمة، ولديه الإحساس بالحدث، والقدرة علي توظيف نجوميته إعلامياً، وسبق له الغناء في حفل افتتاح دورة الألعاب الأفريقية من قبل ولاقي الحفل قبولاً من الناس، كما أن صوتاً شاباً مثل تامر حسني كان من الممكن أن يكون أكثر تأثيراً، خاصة أن الشباب الآن مرتبطون بأعماله وكان من الممكن أن يشارك كل هؤلاء في غنوة لا تتعدي زمنها الثلاث دقائق، في عمل مصري يعبر عنا، لكن ما شاهدناه أو إدراج أسماء غير مصرية في هذه الأحداث يظهرنا أمام العالم، وكأننا لا نملك من يعبر عن موسيقانا التي اجتاحت بقاعاً كثيرة من الأرض. كل المؤشرات تقول إن ترشيح هذه الأسماء له أسباب أخري غير فنية، فهناك أفراد يدعمون وجود هذه الأصوات في الأحداث الكبيرة حتي تحصل علي الشو الإعلامي الذي يدعم نجوميتهم، وهناك منافسة شديدة بين بعض المكاتب التي تدعم هذه الأسماء لكي يفوز أي منهم بالغناء في الحدث، وهذا يعني أننا حولنا المناسبات والأحداث الضخمة إلي لغة البيزنس، والتجارة، وبالتالي بدأنا نفقد الكثير من هيبتنا أمام العالم، الموسيقي والغناء يعبران عن حضارة الدولة، وبالتالي عندما نريد أن نقول للعالم إن هذه هي مصر وكان ولابد أن نقدم الموسيقي التي تمثل حضارتنا وثقافتنا، لأننا لسنا الدولة التي أحضرت نانسي وهيفاء لكي نتباهي بشعورهما. القضية ليست الهدف منها أنا ضد فن هيفاء أو عمرو مصطفي أو نانسي، ولكننا يجب أن نحسن اختيار السفراء الذين يمثلون حضارة مصر، لا ثقافة الآخرين.
الوفد - أمجد مصطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق