الأربعاء، 2 يونيو 2010

أوديب و شفيقة علي مسرح الغد



شاهدت لك مسرحية أوديب و شفيقة بـ مسرح الغد الذي تخصص في الأعمال التراثية وهذه المسرحية هي ثاني الأعمال في هذا المجال بعد مسرحية الشطار التي انتهت منذ شهر‏
اوديب وشفيقة تعني عن مأساة أوديب ملكا ذلك الذي قتل أباه وتزوج أمه وهي من المسرح الاغريقي القديم ذلك الذي نهل منه المسرح بصفة عامة الكثير والكثير كما قدمه أيضا في كثير من مسارح العالم‏.‏أما شفيقة فهي بالطبع تلك الملحمة التراثية القديمة أيضا باسم شفيقة ومتولي‏,‏ هنا لدينا كاتب من المسرح مخصص للتراث الاغريقي وكاتب آخر للتراث الشعبي القديم‏.‏وأما عن العرض فقد أراد المؤلف هنا أحمد الأبلج أن يقدم رابطة بين ذلك الطفل أوديب الذي اختطف باسم الآلهة من حضن أمه لتتطور الأحداث لتنتهي بأن يتقدم للزواج منها‏!!‏أما شفيقة فهي تلك الطفلة التي انتزعت أيضا من حضن أمها حتي لا ترث والدها الذي أراد شقيقه إيهامه بأنها ليست ابنته حتي لا ترث وبذلك يكون الميراث كله من نصيب العم‏.‏الطفلة التي كبرت شفيقة كمعدومة النسب يطلب العمدة الزواج منها فهي فتاة جميلة ولكن بالطبع تتضح الأمور بأنها لا تجوز له باعتبارها بالفعل ابنة أخيه كما لا يجوز لأوديب أن يتزوج من الملكة لأنه ابنها المختطف‏..‏أراد المؤلف المزج بين هذا التراث وذاك ولكن للحقيقة كان يمكن أن يبذل في هذا التزاوج بين العملين التراثيين جهدا أكبر حتي لا تتوه الأمور إلي حد ما بين هذا وذاك‏.‏الإخراج تولاه عاصم رأفت واستطاع من خلال الديكورات الاغريقية هنا والشعبية هناك أن يوجد الصلة إلي حد كبير بين الأسطورتين والديكور وأيضا الملابس هنا لفادي فوكيه وكانت الملابس بالذات علي بساطتها موحية بالشخصيات ولا تحتاج إلي تغيير مشاهد بل مجرد رداء يوضع هنا أو هناك مع تاج وخلافه‏.‏لدينا أيضا استعراضات قدمت التراث الشعبي وأيضا التراث الاغريقي ولكنها نجحت أكثر في الشعبي وهي أيضا أي الاستعراضات كلها كانت لهاني أبوجعفر‏.‏كانت الحركة التي قدمها المخرج جيدة واستطاع تحريك شخصياته بصورة متميزة وأيضا استخراج المشاعر التي يريدها من هذه الشخصيات‏.‏الايقاع بصفة عامة كان سريعا ونقل قطع الديكور كان في منتهي السهولة فهي لا يتعدي مقعد الملك أو كنبة المقهي الشعبي وتحريكها أيضا كان في منتهي السهولة‏.‏فماذا عن الأبطال؟لدينا فنانتان من فنانات المسرح واذا قلت فنانات مسرح فهذا يعني أنهما تمتلكان أدوات الأداء المسرحي الحقيقي بداية من الاحساس والشعور بالشخصية وأيضا الصوت وهنا عايدة فهمي وناهد رشدي‏.‏بالفعل كانتا متميزتين للغاية كل منهما في دورها‏..‏ عايدة فهمي الملكة الاغريقية وناهد رشدي المرأة الصعيدية صاحبة المقهي الشعبي‏.‏كنا في شبه مباراة أدائية بين هذه وتلك لأشاهد ناهد رشدي في دور مختلف تماما عما قدمته من قبل سواء في المسرح أو التليفزيون‏..‏ خفة ظل ثم رقص بالعصا وحركة سريعة تقدم البهجة‏.‏عايدة فهمي بالفعل تملك ذلك الصوت المسرحي العريض تملك أدوات المسرح الذي ربما هو من أصلح وأنسب القنوات الفنية بالنسبة لها ولو أنني يصعب أن أحكم عليها في القنوات الفنية الأخري لأنني لم أشاهدها بها كثيرا‏.‏هنا أيضا الفنان القدير مصطفي طلبه‏..‏ أداء رزين يستشعر بالضبط مناطق ارتكاز العمل والجملة‏.‏إلي جانب هؤلاء هنا شادي أسعد ومحمد عبدالفتاح وأحمد أبو عيون وأمين عامر وعادل رأفت وشادي أسعد ثم رضوي شريف التي قامت بدور شفيقة ولكن دورها لا يكشف علي امكانياتها فهو في النهاية دور بسيط‏.‏العرض قدمه المخرج من خلال ما يسمي بالمسرح داخل المسرح فتارة لدينا الاغريق وتارة لدينا البيئة الصعيدية الشعبية‏.‏بالطبع يصعب مع هذه الأعمال التراثية أن يكون اسم المسرح الذي يقدمها هو مسرح الغد خاصة واسم الفرقة هو الفرقة القديمة للعروض التراثية‏.‏لكن لعل أهم ما أحييه هو أن يكون عندنا في النهاية مسرح متخصص في نوعية من العروض وهو ما ينقصنا بالنسبة لباقي مسارح البيت الفني للمسرح‏.‏أيضا تحية لمدير هذا المسرح ناصر عبدالمنعم الذي أراه متمسكا بهذه الخطة لمسرحه ونجح فيها‏.‏

الاهرام - امال بكير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق