يظل توغل روتانا داخل منظومة الإعلام المصري أحد الأمور التي تثير القلق بين المواطن المصري المتابع للساحة لأسباب كثيرة أبرزها أن هذه الشركة هدفها دائماً الربح من وراء التراث المصري سواء السينمائي أو الغنائي، ومنذ أيام فجرت »الوفد« قضية بيع ألف ساعة من تراثنا الغنائي لهذه الشركة مقابل 3 ملايين جنيه فقط، وهي القضية التي تنظرها نيابة الأموال العامة حالياً، وكما قلنا من قبل، فالعيب ليس في روتانا؛ لأنها شركة تجارية من حقها أن تسعي لزيادة أرباحها، وبالتالي عندما يقدم لها تراثنا علي طبق من ماس فهي من الطبيعي أن تسعي إليه، الشيء الثاني الذي يثير قلق المصريين هو تلك الشراكة التي تجمع روتانا بالإعلامي العالمي روبرت ميردوخ الداعم الأول لدولة إسرائيل. ومؤخراً بدأنا نشم روائح وعطور روتانا تهب علينا من خلال راديو مصر، وهذه الملحوظة رصدها بعض كبار المطربين المصريين، حيث وجدوا أن هذه المحطة التي تتبع قطاع الأخبار، والتي تم إنشاؤها من أجل تقديم خدمة إخبارية جيدة في المقام الأول، أصبحت معنية بالغناء خاصة الأصوات المحتكرة من قبل شركة روتانا مثل: إليسا، وائل كفوري، فضل شاكر، وشرين، عمرو دياب، حسين الجسمي، وكاظم الساهر، في الوقت الذي يتم فيه تجاهل كل الأسماء التي نجحت بعيدة عن روتانا مثل: هاني شاكر ومحمد منير وتامر حسني وعلي الحجار ومحمد الحلو ونادية مصطفي، وهذا يعني أن هناك شيئاً ما خطأ؛ لأن هذه المحطة المفروض أنها إخبارية، وخرجت عن هدفها، قلنا نلتمس لها العذر لأنها ربما تريد تخفيف حدة ما يقدم بوجبه غنائية بسيطة، ولكن ليس من المقبول أن نجد أن أغلب ما يقدم من إنتاج هذه الشركة الخليجية، لأنها في الأول والآخر اسمها راديو مصر، وليس راديو روتانا، خاصة أن الأصوات المصرية غير المحتكرة من هذه الشركة تعاني عدم استعانة المهرجانات الغنائية بهم الآن. روتانا تضع يدها علي أغلب المهرجانات شرقاً وغرباً وبالتالي فالمصريون في حاجة إلي شوية هوا، لأن هذه المحطة الإذاعية ينفق عليها من أموال دافعي الضرائب، لذلك لابد أن تكون الخريطة الغنائية الخاصة بها تتفق مع ما يطلبه المستمع المصري، وما يخدم الساحة الغنائية المصرية، لأن مثل هذه الخريطة ربما تكون مقبولة من محطة مثل »إف إم« أم لأنها خاصة، ولا تتبع ميزانية الدولة. توغل روتانا داخل راديو مصر ليس من خلال ما يذاع من إنتاجها الغنائي فقط، لكن هناك أموراً أخري منها أن هناك تعاقداً بين الطرفين علي منح روتانا تردد لمحطة إذاعية جديدة اسمها »ميجا« ربما يكون قد بدأ بثها أمس، وهي إحدي ثلاث محطات غنائية اخترعها راديو مصر، إحداهما للتراث، والثانية لجيل الوسط، والثالثة لمن هم دون العشرين، و»ميجا« كان من المقرر أن يبدأ بثها أوائل الشهر الماضي، وتم تأجيلها إلي أوائل يونيو الحالي. وبالتأكيد فهذه المحطة سوف تقدم فيها روتانا كل إنتاجها، لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل من حق قطاع الأخبار أن يمنح روتانا هذا الحق مباشرة، دون طرح الأمر في شكل مناقصة لمن أراد الحصول علي هذا التردد سواء من شركات إنتاج الكاسيت أو الشركات المعنية بالإعلام؟ الأمر كان يحتاج إلي الطرح علي كل الناس، حتي تكون هناك شفافية، خاصة أن روتانا تسببت في حرج بالغ للإعلام المصري بعد الإعلان عن صفقة بيع التراث وكذلك شرائها أصول 1200 فيلم مصري، وتسعي حالياً للحصول علي مكتبة art التي تبلغ 1800 فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، وكلها أمور أدت إلي تراجع شعبيتها في الشارع المصري، لذلك مجرد ذكر اسمها في إحدي الصفقات يثير تحفظ الناس، وبالتالي وجود روتانا داخل الإذاعات التابعة لقطاع الأخبار له سلبياته
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق