الجمعة، 4 يونيو 2010

صدمة تحريف القرآن على أنغام الشيطان


صورة تضم orphaned land
في كل عصر، دائماً ما كنا نسمع ونشاهد حروباً تخوضها قوي كبري ضد أخري في مثل قوتها أو صغيرة مقارنة بما تملكه الأولي من إمكانيات وأدوات، ومع مرور السنوات الطويلة أدرك الجميع أن النصر في المعارك لم يعد حكراً علي السيوف مروراً بالأسلحة والمعدات الحربية الكبيرة ونهاية إلي عوالم الحرب النووية وحروب الجراثيم، خاصة أن خوض المعارك بهذا النمط يكلف القوي - كبيرة أو صغيرة - أموالاً باهظة وأرواحاً بالآلاف وربما بالملايين، ولذلك بدأت الحروب تتخذ مساراً آخر بغية السيطرة علي العقول وإفسادها، من هنا يبقي الرهان علي النصر معلقاً برقاب الشعوب التي غزاها الآخرون بأسلحة المخدرات وبأنواع مختلفة من الموسيقي مثل heavy metal التي تدفع الشباب ليمارسوا طقوساً أشبه بطقوس عبادة الشيطان، وهم في تغييب تام عن كل ما يدور حولهم أما آخر أدوات تلك الحروب فرقتين موسيقيتان إحداهما أمريكية والأخري إسرائيلية، الأولي تتغني بالقرآن والأخري تزايد عليها وتقوم بتحريفه أثناء الغناء، وبالبحث علي last.fm أشهر موقع لسماع الأغاني في العالم اكتشفنا أن أغاني الفريقين orphaned land &lamb of god، وقد وجدا إقبالاً كبيراً من الشباب المصريين والعرب، وقد حظي الفريق الأول بنصيب الأسد من سماع تلك الأغاني، وهو الفريق الذي تم تكوينه في 1990 باسم burn the priest بمعني أحرق الكاهن، وبعدها بأربع سنوات تم تغيير اسم الفريق إلي lamb of god أي خروف الرب، وقد أصدر الفريق حتي الآن 6 ألبومات وباعوا أكثر من 2 مليون نسخة حول العالم، وكان أكثر ألبوماتهما مبيعاً وإثارة للجدل هو agents of satan بمعني عملاء الشيطان، والدليل علي انتشار الفريق وكثرة جمهوره حول العالم هو إحياؤه الشهر الماضي لأكثر من عشرة حفلات ضمن جولة فنية عالمية.. الحفل الذي أقامه الفريق في أسطنبول بتركيا كان من أكثر الحفلات التي صاحبها جدل واسع من بعض الإسلاميين في تركيا، خاصة بعدما تحولت الحكومة التركية من علمانية إلي إسلامية.. والواقع أن الصورة الخفية لهذا الفريق والرسالة التي يدعو إليها قد اتضحت من خلال الحفل الذي أحياه في 30 مايو الماضي في «تل أبيب» بإسرائيل، ولهذا الفريق شعبية جارفة هناك، خاصة من الشباب الذين أصبحوا مصابين بالهوس بأغاني هذا الفريق وللشباب الإسرائيلي مظاهر خاصة في الاحتفال بالفريق الأمريكي، كما حدث في الحفلات السابقة التي أحياها الفريق في «تل أبيب» فإن «التاتو» الذي يرمز إلي شعار الفريق سوف يكون مرسوماً علي أكتاف المهووسين بـ «lamb of god» حتي إنه علي موقع الفريق الإلكتروني يوجد جميع أشكال «التاتو» التي يمكن رسمها كتعبير عن الانتماء للفريق الذي يحمل شكلاً مميزاً عن باقي الفرق الموسيقية الأخري، فبالرغم من ملابسهم التي تتناسب إلي حد كبير مع العصر إلا أن مظهرهم غريب نوعاً ما فاثنان منهم يطلقان لحيتهما بصورة مثيرة للاشمئزاز، وكذلك شعرهما ويعطيان انطباعاً من الوهلة الأولي أنهما يشبهان الإنسان البدائي، حتي إن إشارات إيادي الفريق التي تعني بالإنجليزية «rock» أو "horns' sign" ترمز إلي تمجيد الشيطان في الفكر الماسوني علي أساس أن للشيطان «قرنين» وهو الرمز نفسه الذي يستخدمه عبدة الشيطان، ومن المؤسف أن هذه الأغنيات التي بها آيات من القرآن الكريم تغني في حفلات بها سكر ومجون.
جاءت آخر حفلات الفريق في ولاية فيلادلفيا بالولايات المتحدة تحمل اسم "Killadelphia" لتعلن عن استفزازهم لمشاعر المسلمين خاصة أن "intro" مقدمة الحفل كانت عبارة عن قراءة لسورة الرحمن بصوت الشيخ عبدالرحمن السديسي، ورغم هذا التجاوز الكبير، إلا أن الأمر يعد هينا مقارنة بما يقدمه الفريق الإسرائيلي orphaned land الذي يعتمد في أغانيه علي اللون الشرقي مع مزج اللغات العبرية والعربية والإنجليزية لجذب الشباب المصري والعربي لأغانيهم تحت شعار «السلام». ويدعي أعضاء فريق orphaned land أن هدفهم الأسمى هو توحيد الديانات السماوية الثلاث تحت شعار واحد هو "السلام" ولأنهم يعيشون في أكثر دول العالم عدوانية وعنصرية مع غير اليهود فقد سقطت كل مزاعمهم. وقد تم تكوين هذا الـ band في عام 1991 وبعد أن طرح عدداً من الأغاني الـ single في 1992 تم تغيير اسم الفريق عن original resurrection بمعني البعث الأصلي إلي orphaned land أي الأرض اليتيمة.
في إشارة إلي وضع إسرائيل التي يعتبرونها أرضاً يتيمة وسط العرب، وقد تم إصدار أول ألبوم للفريق في 1994 باسم sahara وبعدها بعامين أصدروا ألبوماً آخر بعنوان elnorra alila، وهو يضم بعض القصائد التي تغني في عيد الغفران الذي يسميه اليهود yom kippur وامتد نشاط الفرقة لأعوام كثيرة حتي جاء عام 2004 الذي شهد إصدار ألبوم mabool يمعني «الطوفان» بالعبرية وفيه قدموا في إحدي الأغاني قصة ثلاثة من أبناء سيدنانوح وكل واحد منهم يمثل دينا سماويا، وذلك للتحذير من الطوفان القادم علي البشرية بسبب خطاياهم، كما اقتبس الـ band في بعض الأغاني آيات من الإنجيل بهدف توحيد الرسالة، كما زعموا وأخيراً ومع مطلع هذا العام صدر لهم ألبوم يحمل اسم the never ending way of or warrior بمعني محاربي النور بلا نهاية وقد قدموا فيه أغنية disciples of the sacred oath أي أتباع العهد المقدس وفيها ناقشوا السبب وراء محاربة بعضنا البعض، بالرغم من أننا جميعاً من نسل واحد وهو إبراهيم عليه السلام، ولم يكتف الفريق بهذا السؤال فتبجحوا وغنوا بعضاً من آيات القرآن الكريم في أحد مقاطع الأغنية وقالوا «الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم»، وهو تحريف واضح للآية 35 من سورة النور، وهكذا يمضي الفريق الإسرائيلي ليقنع جمهوره برسالته، فيحاول مزج أو خلط الأديان، كما يدعو من خلال الصورة الجماعية للفريق التي يظهر فيها اثنان من أعضاء الفريق وهما يرتديان ملابس عربية إسلامية «جلابية وعقال» ويحملان في أيديهما التوراة، وعلي الجانب الآخر يقف شخص وكأنه المسيح، أما مقدمة الصورة فهي لشخصين يظهران بزي الحاخام اليهودي ومعهم امرأة شيطانية تمثل الماسونية -دون أن تعرف ما علاقة الماسونية بالأديان الثلاثة الموجودة في الصورة-، ورغم أن كل تلك التجاوزات قوبلت بالصمت الرهيب فإننا ندعو الجميع إلي عدم الاستماع إلي تلك الأعمال المسيئة لديننا كما ندعو كل الآباء والأمهات لمراقبة أبنائهم ومتابعة ما يشاهدونه ويسمعونه حتي لا تفسد تلك الأغاني عقولهم ويتخذون من هؤلاء قدوة لهم في الغناء والملبس، والغريب أن كل تلك الأفعال من غناء القرآن وتحريفه ستواجه كعادتنا بالصمت، فهل فعلا تفشي بيننا سرطان الصمت للدرجة التي تجعل السكوت هو أقوي رد علي تلك الأمور المهينة، أما الخوف الأكبر فهو أن يصل التطاول علي الإسلام والقرآن الكريم إلي درجة أن يقيم هذا الفريق حفلاً في مصر، كما فعل في تركيا.. والسؤال، هل سيكون الصمت هو الرد في هذه الحالة أيضاً.

الدستور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق